المعلمة ـ قصة

5 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 13 سنة 21 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 15/05/2007

هذه القصة قرآتها في إحدى الإيميلات الواردة إلي وقد أعجبني ما فيها من عبر ومعاني وأحببت نقلها آليكم لتعميم الفائدة .. أرجو ان تعجبكم ..

المعلمة


حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.

لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.

وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!

لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".

وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".

أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".

بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".

وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !

وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".

مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.

وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".

وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!

لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!
واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.

فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.

(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).


إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً
. والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب،
ولا بالمظهر عن المخبر،
ولا بالشكل عن المضمون.
يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام،
وأن تسبر غور ما ترى،
خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار،
موّارة بالعواطف،
والمشاعر،
والأحاسيس،
والأهواء،
والأفكار.
أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات.

اقرأ ايضا:
المعلمة الذكية
المنشور سابقا في هذا المنتدى

صورة  sojye strinerm's
User offline. Last seen 6 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 12/01/2010

كم بحثت عن تومسونات
في عصر الحضارة
الضارة
و أستميحكم عذرا بطلبي ... جدوا لي تومسونة .... لأقبل يدها
فالأرض عطشى
و يا مسقي العطاش
اسقي العطاش....... تكرما"
..............
كان عليك مشاهدتي و أنا أقرأ قصتك
لترى دموع القنافذ

stiryê min diyarîne jibo ê jiwan hezdikim

صورة  Derya1988's
User offline. Last seen 11 سنة 46 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 24/07/2009

قصة رائعة ومعبرة أنها من أجمل ما قرأت
فعلا معك حق يا sojye strinerm,فالدموع تنهمر بلا أستئذان
أشكرك على القصة فعلا رائعة
تقبل تقديري00000000

لكي تحافظ على أحترامك لنفسك من الأفضل أن تزعج الناس بفعل ما تعرف أنه الصواب على أن ترضيهم بفعل ما تعرف أنه الخطأ.....

مشترك منذ تاريخ: 11/02/2007

قصة جمييلة ومعبرة فعلا ... لايقاس الانسان على مظهره وانما يقاس بعلمه وعمله واخلاقه ... اعتقد ان الفائدة كانت متبادلة بين الطرفين ... الاول : تقدم في علمه وبصيرته والثاني : تقدم في عطائه وعمل على احياء ضميره في اسلوبه في ايصال العلم ... في زمن اصبح الضمير فيه متلاشيا ... وبات كاطيف يزور اناس واناس ...

كل الشكر والتقدير لك على القصة الجميلة .... وعلى ما قراته لنا :wink:

صورة  sojye strinerm's
User offline. Last seen 6 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 12/01/2010

أيها و أيتها التومسونات

ذاب الفؤاد تكلما"

كم من مبدعين و علماء و قادة و خيرين و رائعين ... قضى عليهم معلموا الشوك ..

كم من الطاقات أجهضت ..

كم من الدمع سال .. لأنكم غائبون

أغيثونا .. كما المطر

أعيدوا لنا أرواحنا المسلوبة

و أجنحتنا المتكسرة

كانت معلمة هيلين كيلر تومسونة

و كانت معلمة أديسون تومسونة

و كان وراء كل عظيم .. تومسوتة

الآن يريد الجميع الجلوس في الصف الأمامي .. و يجلسون .. و لكن سرعان ما يقعون على ظهورهم لأنه ليس من سند لهم

فلنصتع من أنفسنا تومسونات

و لنرفع المبدعين إلى الأعلى

قفوا .. خلوني فكر شوي

تصوروني تومسونا" .. علي أن أتخلى عن أشواكي و أضع بدلا" منها كرسي

لا بأس .. أنا جاهز .. بانتظار المبدعين

stiryê min diyarîne jibo ê jiwan hezdikim

صورة  روشدار's
User offline. Last seen 8 سنة 9 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2009

أما أنا سأكتب لكم قصة مشابهة :

فتاة كردية دخلت المدرسة ولا تجهل القراءة والكتابة فحسب بل والتكلم باللغة العربية .

ولحسن الحظ كانت المعلمة رحمها الله كردية أيضاً .

في إحدى المرات كان الدرس عن اسم اللباس .

وتوجهت المعلمة إلى الفتاة : دورك أخبريني باسم كل قطعة .

وقفت التلميذةلا أعرف أن أتكلم العربية .

قالت : المعلمة ولما جئتِ إلى المدرسة ......؟

لست أنا من تأتي بل والدي حفظه الله يرسلني (طبعاً حتى تتخلص من عتاب المعلمة فهي تأتي رغبة وطواعية منها )

هل تعرفين أسمائها بالكردي طبعاً .

وطلبت أن تسمعها المعلمة بالكردي فقد كانت فصيحة .

وقالت لها : وإذا علمتكِ العربية هل سقرأين ........؟؟

قالت : نعم بكل تأكيد .

وفعلاً علمها الأسماء باللغة العربية , فحفظتهم ورددت للمعلمة بكل سهولة وهي سعيدة .

ومنذ ذلك الوقت أصبحت الفتاة من الأوائل غالباً .

تلك الفتاة هي ...................... روشدار

أخي سوجي أيها الحكيم إذا خليت خربت فلا تفقد الأمل ولو كانت أعداد مسونات قليلة.

 

 

لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان