قصص قصيرة جداً...
قرأت هي القصص القصيرة للكاتب أحمد اسماعيل وحبيت أنتو كمان تقرأون ...بتمنى تعجبكن
- قــصــص قــصــيــرة جــداً -
أحمد إسماعيل إسماعيل
--------------------------------------------------------------------------------
(( نظـرية جـدّي ))
انداحت دهشتي وأنا أسمع جدي يقول:
-لكل إنسان أصله الحيواني الذي انحدر منه.
سألته مستغرباً:
كيف يا "جدو" ؟!
فأجاب:
اسمع يا ولد: هناك من ينتمي إلى فصيلة الكلاب، وآخر ينتمي إلى فصيلة الأسود.. وآخرون ينتمون إلى فصيلة القطط..
فقاطعته متفلسفاً:
عفواً يا جدي، لكن دارون قال: بأن أصل الإنسان –كل إنسان – قرد.
فنهرني بحنق قائلاً:
قرد في عينيك وعينيه يا ولد. هل تكذب جدك، وتصدق هذا الـ..دا را وين؟
فصمتّ خجلاً وأكمل هو:
أأنت أعمى؟! خذ فلاناً مثلاً، ألا يشبه الأسد في مشيته وغضبته؟ وفلان، ألا يشبه الثعلب في مكره؟ وفلانة، أقصد جارتنا أمو (أمينة) ألا تشبه الغزالة في رشاقتها وطلعتها ورقتها و.. و …
ويبدو أن جدتي المنهمكة في رفو الثياب قد تنبهت إلى استرسال زوجها في وصف هذه الفلانة الرشيقة الرقيقة بالذات، فصاحت به متوعدة:
-أوسي..
وأكمل أوسي –أقصد جدي- متخابثاً وهو يرمق جدتي بنظرات ذات مغزى:
-أعتقد يا ولدي أن رأي دارونك صحيح في بعضهن فقط.
ثم أطلق قهقهة عريضة وجدتي تحدجه بنظرات شزرة وحانقة.
----------------------------------------------------
(( إرث ))
فاجأتني زوجتي بصياحها وأنا شارد الذهن:
-كف عن الحلم بالجميلات أيها المعدم.
قلت:
-إني أحلم بوطني الجميل.
قالت:
هذا كلام مللته.
فأجبتها بتحد:
سأردده حتى أراه حقيقة.
فردت بسخرية ويأس:
-لن تراه.
-ربما. لكن ولدي سيراه، وهذا يكفيني.
فضربت والدتي العجوز كفاً بكف وقالت وهي تبتسم بإشفاقٍ بَيِّن:
-سبحان الله، هذا ما كان يكرره لي والدك دائماً.
صفعني كلامها.. فصمت.
ومن يومها صرت أخشى ما أخشاه أن يكرر ولدي هذا الكلام لزوجته يوماً. ويكرره ولد ولدي لزوجته.. ويتناسل هذا الإرث في عائلتي طويلاً.. طويلاً.
----------------------------------------------------
(( أعـداء القبـيلة ))
في كل ليلة،
والليل إله فاسد يتمطى بخدر في الأعالي، تعلو الصيحات المحمومة من مكان ما في سماء القبيلة:
- الأعداااء.. هيا إلى السلاح.
ويشهر أبناء القبيلة سيوفهم، وينطلقون إلى الساحات تلهث خلفهم نداءات أجساد تتعرى وأفواه صغيرة صغيرة.
وتبرق السيوف في ليل القبيلة وتقعقع.
ينغرس الحديد البارد في لحم لين، ويخضب بدم ساخن.
وفي كل صباح، والجثث الممزقة تملأ الساحات، تترامق عيون أبناء القبيلة للحظات وجلة، محتضرة. وإذ لا ترى بين الأجساد المتكدسة جثة لغريب واحد، سرعان ما تنطفئ تلك العيون كشموع واهنة صفعتها ريح مجنونة.
----------------------------------------------------
(( وصـفة ))
كتب له الطبيب قائمة بأسماء الأدوية. ثم كتب على الوجه الآخر من الوصفة:
- الممنوع: البصل. الخبز المغشوش. الدهن. القلق. التعب. الحرمان. الحسرة. الغبن.
- المسموح: الخضروات الطازجة. الفواكه. اللحم. الكعك. الفرح. الحرية. السعادة. الكرامة. الأمان..
تناول الوصفة من يد الطبيب. طواها بعناية. ثم دسها في جيبه وانسل خارجاً.
في البيت قرأ الوصفة لزوجته. فنظرت إليه بحسرة وبكت.
وقرأها لجاره. فنظر إليه الجار بألم، وضحك.
وفي آخر الليل قرأها هو مرات عديدة.
فبكى وضحك..
ضحك وبكى.
وفي صباح اليوم التالي.. بكاه الجميع.
----------------------------------------------------
قصص رائعة agirejiyan4, .. وإنعكاس واضح لحقائق واقعية
ألف شكرا
قصص حلوة agirejiyan4 . ... .
في بعضهااا مغزى وبعضها فكاهة وبعضها غموض
شكراً
شكراً لمروركم REBER-shirzad-MESY
وانتظروا المزيد.........
قصص رائعة agirejiyan4
سباس
يا سلام فعلا قصص روعة
شكرا اخي العزيز ...اكري جيان :)
قصص رائعة ذات مغزى
سباااااااس agirejiyan4,
أشكركم moon-Hema-كيفارا
تحياتي
عزيزي agirê jîyanê
قصصك القصيرة جدا هي رائعة جدا
يسلمو كتير
بانتظار المزيد منك