قد يقول البعض:انه لأمر ٌطبيعي أن ترى عقربا ً في بيتك المبني من الطين, في القرية في الصيف الحارق هذا,أو في (حَوش ِ) البيت في المدينة التي يُحرق حرُّ شوارعها الناس, فما بالك من عقرب ٍ خرج من جحرهِ للتنفّس ..لكن ستنتابك إشارات التعجب ,حين أقول لكَ بأنني أقطن في مدينة حلب, المعروفة بتربتها الحمراء الخالية من العقارب,وفي منطقة المريديان, التي قلما ترى فيها المساحات الترابية ,و الأكثر من ذلك في الطابق الثاني..أي بارتفاع عدد من الأمتار عن سطح الأرض- كنت أريد أن أكتب رقم الهاتف, ولكنني في عجالة ٍمن أمري فعندي مادة غدا ً,ويكفينا ما يأتينا من اتصالات على هاتفنا المفصول منذ أكثر من شهرين وليس لأسباب مالية طبعا ً...............
المهم ,بينما كنا نفطر, فطور طلابي عادي بسيط في موجة الغلاء الغير عادي التي تجتاح البلد,أخبرني( حليمو) بأن( نعيمو) يدّعي بأنه رأى عقربا ً ليلة البارحة في الحمام ....؟
هنا بقيت صامتا ًلوهلة ...ما الذي تقوله( حليمو).. لاو.. هواري..قال و الله العظيم...مؤكدا ً مقولة نعيمو,ويضحك..
جاء (عبدكو) و أخبرناه, فبدء بالضحك ..(يا شباب شاربين شي على هالصبح)..
عقرب .........؟
كل واحد مننا فسر الأمر حسب نظريته الخاصة, مؤكدين ل( نعيمو) بأنه لم يكن يحلم..
(حليمو) يقول:يا شباب بشرفي العقارب عم تطير تتسلق الحيطان يعني ما في فايدة إذا سكرنا بالخرق تحت الباب-باب الغرفة المغلقة في شقتنا ...فهي تتسلق و ستخرج من فوق, إن لم تخرج من ثقب المفتاح.....
أنا...بكل صراحة, أعترف لكم.. انتابني شعور بالقشعريرة وشيء من الحذر و الخوف من ذكر كلمة عقرب,فأنا لم أتعرف عليه طول حياتي سوى مرّة أو مرّتين,و طبعا ًكانت الولاول قائمة ُ وقتها.....ولم يكن لدي أي تفسير منطقي لهذه الحادثة...
(عبدكو) عاد من الحمام يقول : يا شباب اتركوا المزح على جنب.. (بخودي) هلا قتلت واحد تاني ....هنا صرخ( نعيمو) ألم أقل لكم ولم تصدقوني ..وخرج من المطبخ يتمتم مع نفسه مؤكدا ً رؤيته الحالمة...و التصريح باقتحام تلك الغرفة المغلقة...
يول (عبدكو) هل تمزح أم رأيت عقربا ً...؟؟؟؟؟ فأجاب :الحمد لله أننا لسنا في برية أو شي ضيعة,(نعيمو) كان رح يقول يا شباب شفت حمار بالحمام .......طبعا ً أمزح..
عندها ذهبت للحمام صارخا ً يا حمار.. أين أنت أخرج,هل تلدغ...؟؟؟فرأيت صرصورا ً طائرا ً يصرخ ..لعمى ما بقا يعرفونا عم يصيحونا يا حمار, كل هالقرون الاستشعار و مو شايفون ...حالتك حالة و الله..طلاب آخر زمن...
وبعد جلسات سرية على الطاولة الثلاثية- طاولة الفرسان الأربعة, استنتجنا أن( نعيمو) كان نائما ً عندما قتل فارسا ً من بني (سرسرك-من مملكة الجر جرك التي تقع في مستنقعات حمامنا)ولكنه ما يزال يحلم بأنه ذاك الدون كيشوت الذي قتل عقربا ً..ولم نخبره طبعا بالقرارات التي خرجت عن قمتنا المصغرة-و أقول مصغرة لأنكم تعرفون بأنه في الامتحانات دوما ًترى فارسا ًأو اثنين ينضمون لغمار معركتنا..ويحلون ضيوف خفيفي الظل(و الله )علينا..يا لله,بيت الضيق بيسع ألف صديق..
و السؤال الذي يطرح نفسه بقوة :هل الامتحانات و ضغط المواد تجعلنا نرى الصرصور عقربا ً..يا ناس...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
:!: