موقف وتجربة...!!!
التجارب على اختلافها سواء حزينة أو سعيدة...مفيدة أو ضارة ...كئيبة أو مبهجة... تحمل للإنسان معاني كثيرة بل هي التي تفتح للإنسان أفاق النفس ليعرف نفسه أكثر و يدرك واقعة أعمق... مررت بتجربة قد تكون الأكثر روعة و أكثر قربا للنفس و أكثر شفافية و الأكثر استفادة.
لم تكن تجربتي في ربوع الحياة ساحرة و خلابة ولا في مكان روحاني حيت العبادة و التقرب لله... بل هو مكان متهالك البناء... قديم الطراز... بعيد المسافة ... و فيه أناس فقدوا أبجديات الحياة و خسروا عقولهم و أجسادهم و لم يتبقى لهم من حواسهم و قدراتهم إلا ابتسامتهم التي تضفي على من يراهم جو إيماني مليء بالرضا و التواضع حيث تتخلى النفس عن أنانيتها و برجها العالي و تعيش بساطة العقول و بساطة الحركة مع أنصاف بشر... هذه تجربتي مع دور رعاية المعاقين و المتخلفين عقليا حيث قمنا بزيارتهم و مجالستهم و الترويح عنهم رغم شعوري و استفساري من قام بالترويح عن من ؟
كانت التجربة عظيمة الأثر بل كانت الدرس الأكبر الذي فشلت مناهجنا عن تعليمنا إياه و لم يستطع الإعلام أن يوصله لنا. كان درس الحياة بكل تناقضاتها و بكل مباهجها ... كان الإحساس بإنسانيتنا و بوجوب الشعور بالمسئولية نحوها هو الدرس المستفاد... كان شعور العطاء بدون انتظار مقابل هو انتصار النفس في هذه التجربة, و كانت حالة الرضا الذي لازمتنا أيام بعد الرحلة هي ثمرة التجربة الأروع... فالرضا حالة نفسية تمزج السكون و الهدوء بالراحة و التقبل و أستطيع أن أجزم بأن أصل الحياة هو الرضا و لم يذق السعادة من لم يذق طعم الرضا... تمنيت لو تخلى الساسة عن كراسيهم قليلا و يعشوا معنا التجربة... تمنيت لو يترك التجار أعمالهم و يروا ما رأينا... تمنيت لو يقوم معلمين و معلمات وزارة التربية بزيارتهم و الإحساس بهم... تمنيت لو تكون هناك جهة تطوعية تتبناهم و تعتني بهم... رحلة غريبة و عجيبة فيها من المفردات و المعاني ما سيلازمنا ما حيينا... فقد استطعنا أن نستنشق هواء ملئه حياة جديدة بمفاهيم أكثر إنسانية..
جال في خاطري و أنا أجالس المعاقين جسديا كيف استطاع موسى بن نصير أن يفتح بلاد الأندلس و المغرب و هو أعرج و كيف كان طارق بن زياد قائد الجيوش الإسلامية التي استولت على شبه جزيرة أيبيريا مشلول اليد ... و تعجبت للإنسان حين ينتفض من إعاقته إلى الكمال....و حين يكون العقل هو سيد الموقف و الكلمة ... و زادت دهشتي من أخت لنا من المعاقين لا تتحرك إلى بكرسي متحرك إلا أنها تتكلم خمس لغات... أحسست و أنا أكلمها بإعاقتي و ضئالتي و بكمالها و بقوتها و تيقنت بأن المعاق من منح القوة و ركن للضعف... و من ملك العقل و مال للجهل.... أليست الإعاقة الحقيقية هي وقوف العقل عن الإبداع و نفورة من العلم و التعلم... أليس الإنسان عدوا لنفسه عندما يبني عالما خاليا من كل مفيد ... تعلمت مع أخواتي بأن لا قوة إلا مع إصرار و لا ذكاء و عقل إلا مع الجد... و أن الإنسان هو ما يملك من أفكار.
صدقت اخي الكريم شيركو
فللآية الكريمة معاني جليلة لو تمعن فيها البشر لتجولوا في ارجاء الحياة عن الكثير من الفضائل والنعم
وجزاك الله خيرا على ردك الجميل والمفيد
تجربتك يا اخي memuzin تجربة رائعة جدا ....
فمثل هذه المواقف قد تكون الفاصل في حياتنا ...تجعل الانسان يقف من جديد و يفكر في تفاصيل حياته...
تذكرت وانا اقرء تجربتك بذالك الفتى المغولي الذي استطاع ان يبني لنفسه غرفة من الخشب بكامل تفاصيلها و بدقة متناهية بالرغم انه لم يدرسها ...
و هو لا يملك اي سلاح ليحارب بها الدنيا سوى انه استطاع ان يفهم ما يريد من الحياة و تحدها بكل قوته و اصرار...
فتحية مني لهؤلاء الابطال االذين يُشعِرون الاخرين بان القوة ليست بالجسد بل بالعقل و التفكير السليم...
تحياتي...
تجربة رائعة اخ مموزين
هذه هي الحياة نتعلم منها اشياء كثيرة وتعلمنا الكثير
والحمد لله على كل النعم ......فعلا الانسان بيحس بالنعمة التي انعمها الله عليه
ولك جزيل الشكر على هذا الموضوع
يسعد صباحكم ...
في البداية دعني أبدي اعجابي الشديد باسلوبك وطريقتك
المتقنة بايصال فكرتك بشكل رائع ..
ودعني اهنئك على مشاعرك الصادقة ..
فقد شعرت بها كما ةانني كنت بينكم هناك..
الأعاقة الحقيقية تكون في العقل والقلب والضمير
فاذا كان فيهما خللا كان صاحبه معاقا .. وهذه هي العاقة بعينه
وليست بنقص عضو في جسم الانسان..
فالله تعالى يعوض خلقه شيء بشيء فليس هنالك انسان كامل ...
((( فالله في خلقه شؤو )))
ممو زين شكرا لموضوع الرائع جدا ... دمت بخير
بصراحة اعجز عن التعبير عن مشاعري وانا اقرأ
هل احسدك على زيارتك تلك .........ام ابدي اعجابي بك
واحترامي لمشاعرك التي تخلو من ذرة شك.......
بالفعل لا يسعنا الا القول بان المعاق الحقيقي هو المعاق
عقليا و فكريا ..........
*************
تقديري واحترامي لك و للطرح الجميل
افين ديرك
كم نبيلة مشاعرك أخ ممو زين
وأهنئك على ايصال فكرتك بكل شفافية إلى الجميع
فالأعاقة الحقيقية هي أعاقة القلب والعقل....
لك كامل أحترامي على تلك المشاعر النبيلة
الكلمات تعجز عن تعبير المشاعر التي مررت بها اخي العزيز ممو زين
انه من النبيل جدا ان نشعر بمثل هؤلاء
مشاعر تدعو الانسان ان يتفكر بنعم الله عليه
فنقول الحمد لله على كل حال
واشكرك على الموضوع
شفين.ميرزان.نيسان.افين ديرك.ديدار.كل آل
شكرا لمروركم الكريم ...
اتمنى ان اكون وفقت في ايصال الفكرة اليكم
الحياة مواقف ...تعلمنا وتسير بنا الى النعم التي انعمها الله علينا
موقف وتجربة رائعة اخي العزيز
ولطالما كنت لي القدوة التي اقتدي به في حياتي
جزاك الله كل خير اخي العزيز .....
تجربتك فريدة من نوعها أخي memuzin وقد أجدت في ايصالها إلينا حقاً
أهنئك على فهمك الصحيح لهذه الأمور فكمال الإنسان بكمال عقله
يقول الباري عز وجل
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ
أعتقد أن في هذه الآية الكثير من المعاني المتعلقة بتجربتك