الاقنعة
الحياة مسرح كبير والأحسن هو الذي يجعل الجمهور يصفق له.
ولكن في بحث الإنسان لإثبات هويته , وجعل الجمهور يصفق يتخذ
أقنعة عديدة , أقنعة يرسم من خلالها شكلا مسبق الصنع
شكلا يحاول من خلاله رسم وجود مزيف له ضمن دائرته الاجتماعية
فيبقى أسيرا لتلك الأقنعة متعريا من حقيقته .
إن الحاجز الرئيسي الذي يحول بيننا وبين الكشف عن أفكارنا
واتجاهاتنا وأحلامنا , هو الخوف من مواجهة الواقع الحياتي ,
والخوف الأكبر من النظرة الاجتماعية التي عادة يقابل به الإنسان
المختلف.
لماذا هذه الأقنعة ؟
نختبىء من انفسنا ثم من الآخرين ...الخوف من الفشل يجعلنا نضع الأقنعة حين نشعر باقتراب الهزيمة ...نشعر بأننا محكومون بكل ما حولنا ,ليست هناك خصوصية بمعناها القوي لدينا ..فنحن محكومون بالزمن والمجتمع والاهل والجيران والاقرباء والاصدقاء ....كلهم حولناولابد ان ترضيهم جميعاً وان خرجت قليلاً خارج السرب وصفوك بالشاااااااذ عن كل شيء ...ولذا نختبىء بالاقنعة لا لنرضي انفسنا بل لنرضيهم ...نضحك في وجوههم ونحن في داخلنا احزن المخلوقات ...نبكي لفقدانهم عزيزاً دون أن نبكي ..نسير كما يسيرون ونتوقف اذا ارادوا ذلك ...لا نملك حق الوجع ولا الحب ولا الالم ولا الطيران ولا الهزيمة وحيداً وحيداً....لا تحزن فهم ايضاُ مثلك يضحكون غصباًعنهم ويبكون كذلك...
وكل الاقنعة مزيفة اذا لم تكن من تلقاء نفسها ...تتغير ملامح وجهك حين ترى شخصاً عزيزاً عليك وتبتسم له من بعيد البعيد فهذا القناع حقيقي "أقصد بالقناع تغيير ملامح وجهك بنفسها ..."
فأجمل الأقنعة هي التي تلتصق بوجوهنا من تلقاء نفسها ..تضحك لوحدها وتبكي لوحدها وتنام لوحدها وتسير لوحدها ...دون ان يدفعها عيون الآخرين رغماً عنها...
ويلزمنا الكثير الكثر الكثير لنتخلص من تلك الاقنعة الكاذبة الخادعة المميتة والميتة.
عندما يتجرا احدنا على خلع قناعه يستحيل هو نفسه الى قناع ... و بين القناع و القناع قناع مبطن ....
لا حياة بدون اقنعة و لا اقنعة بدون حياة ..
سباس سباس بارانستان
ما اصعب وقوع قناع ظنناه يوما حقيقة
سلطت الضوء على نقطة هامة من واقعنا .....
فلنعش حياتنا بعيدا عن الأقنة
http://kulilk.com/portal/?q=node/17343
أرجو أن تستفيدوا منه
ان لم تكن لك بصمة في الحياة فأنت زائد عليها