إفك حبٍّ مُؤْتَفِك
إذا اختلفت مهابّ الرياح وتقلبت سمّتها العرب: المؤتفكة، وإذا حسبتها تهب من كل جهة، ولم تتبين مهابّها سمّتها المتذائبة، والتذاؤب والائتفاك قريبان، وكثيرا ما يصطحبان، فالذئب رمز للغدر والإفك مفض إليه، ومؤذن بحلوله بين يديه..
والحبّ بعيد عن هذين الصديقين ، نافر منهما ومكاشح، وسبيله في الوضاءة لاحِبٌ واضح، فكيف يضاف الإفك إليه، وبالتقلب يُزرى عليه؟
والجواب أن الحبّ المؤتفك ليس بحبٍّ حقٍّ، وإنما هو لهو ولعب، تَسَمَّى باسم الحبّ، فهو حُبٌّ بزعم صاحبه اللاهي، ومدعيه اللاغي.
والاغترار بهذا الحبّ وخيمة عواقبه، لأن الحب محله القلب، والقلب مِلاك الإنسان، به روحه وحياته ومشاعره، وإذا تصدّع تعبت النفس في رأبه، وصار التألم بذكر الحبّ من دأبه، كذاك الذي سمع شاديا يشدو بأغنية هَيُوجٍ ، فقال:
عادني الهمّ بشَجْوٍ وضَنَكْ
أن سمعت الشاديَ يشدو:
(الأمر لك
الماضي لك
وبُكرا لك
وبعدو لك)
حلما كان _ تُرى_
قد تلاشى في نهار المعترك..
أم تراه كان زيفا
ذاب في حرّ المحكّ..
أم تراه كان وعدا من سراب في هجير مؤتفك
أم تراه كان ودّا كاذبا
جاءه الصدق فمارى وارتبك..
أم تراه كان شوقا من مراء
وهو في الحق من شوك الحسك....؟
كيف لم أدرك أفانين افتراء الذلّ قد مدّ الشَّرَك:
(الأمر لك
الماضي لك
وبُكرا لك
وبعدو لك)
لست أدري..
كل ما أدريه أن الحبّ ناء عن رياء ولَبَك.
كل ما أدريه أن الحبّ بحقٍّ لا يُدَكّ.
وهو باق رغم أنف الإفك مهما صار مشتدّ الحلَك
سوف يبقى في حنايا الكون
يحدو جَذِلاً رَكْب الفلك.
هذه صانعة العسل
تلتقطْ أجمل ما في النفس .. و بيدها عصا" سحرية ... تحول الحروف إلى تيجان مزخرفة بجواهر - لا تعلم من أين أتت بها - تضعها على رؤوس أصحابها
( ردها عليها إن استطعت )
.................................................... دكتور
يا سلام ... و أنا أرى هذه الكلمات تتردد في كليلك
أم تراه كان شوقا من مراء
وهو في الحق من شوك الحسك....؟
تحياتي للدكتور الفاضل .. وللمشاركين المبدعين: كول وشوجي ..
رغم ما أصاب هذه الكلمة (الحب) من ظلم وجور على أيدي مدّعيها .. ورغم ما لبّسوها من زينة كاذبة .. وملؤوا الأرجاء بأشلائها المبعثرة .. فإنها ستبقى (في حنايا الكون.. يحدو جذلاً ركب الفلك) .
أنتعش كثيرًا وأتنفس الصعداء حين أقرأ هذه اللوحات الأدبية الرائعة بريشة متمكنة وإحساس مرهف ..
سلمت يداك أيها الأديب .. بمثل هذه المشاركات سيعلو كليلك .. ويصبح صرحًا حقيقيًا للفكر والأدب
والسلام عليكم ..
حقاْ مثل ما قال سواربمثل هذه الرائعات من المقالات سترتقي اكثر كوليلك وتعلوا اكثر واكثر واكثر............
استاذي سلمت اناملك ودمت طيب الروح لتتحفنا بكتاباتك وفكرك النير المعطاء
صديقي الحكيم، أيها المدّثر بأشواك الحكمة اللينة.. صدقت فلا أستطيع أن أرد لأديبتنا ما أتحفتني به من تيجان سموّ مزخرفة بالجواهر والدرر..
لقّبتَها صانعة العسل، وحديثها لعمري يتمنى العسل أن يتشبه به، وهي ذكرت عن نفسها مرة بأنها فلاحة في بستان الكلمة، تختار منه أشهى الثمار، فتضعه في سلتها المزخرفة بالزهور، ولكنها والحق يقال تشتهي الثمارُ وتتسابق أن تحظى بأن تجنيها أناملها لتفوز بمكان لها في سلتها الموشاة..
أما أنا فما زلت محتارا في اختيار لقب لها يناسب خصائص كلامها، لقب يجمع بين حلاوة المذاق، وجمال المظهر الملون مع اللألاء، وفوح الورد والريحان.
مع التحية الطيبة والشكر الجمّ الجزيل، والعرفان بالفضل والامتنان.
أخوي الكريمين سوار وبارانستان..
أشكركما من الأعماق على حسن ظنكما بما يسطره قلمي الذي لا يكاد يكتب مقالا حتى يكلّ عن المسير، لذلك يطول مدة غيابه عن كليلك يلتمس ما يعينه ليعود من جديد..
أسأل الله أن يمدنا جميعا بمدد من عنده.
وسعادتي بما أقرأه لك أكبر، فأنت أديبة بحق، وسيكون لك شأن في ساحة الأدب الأصيل، الذي يجمع بين جلال القديم وإبهار الجديد، وفقك الله وسددك لما يعيد الأدب لمساره الصحيح، ويبعد به عن الهراء الجامع بين الجهل باللغة وتهافت الفكرة وركاكة الأسلوب.
القرءاة للأديب الكبير : د بهاء الدين
لها نكهتها الخاصة ..!
فالكاتب من أصحاب البلاغة ، و هو من أهل الفصاحة في زمن فقد كل معانيه ..!
قارئي العزيز لعلك تجد معي أن ما نُثر هنا من تبر الأصالة
لوحة فنية غاية في الروعة
فسبحان من يهب الفصاحة و الحكمة ، و سبحان من ينطق اللسان بناصع البيان
د بهاء الدين لمس شغاف القلوب يحركها ، و ترقيق النفوس يحتلها ، يفتح الموصد من أبوابها ،
و يشرعها على مصراعيها ،
و ليس كل إنسان يستطيع أن ينجح في المرامي الرائعة
و لا ينجح فيه عادة إلا صاحب الأدب الجم ، و القول الحسن
يعمد إلى اللبس فيجليه ، و يبتعد عن الخاوي فيضحضه ...!
يصطاد درر الكلمات و قبس من نور بيانه علَّه يقارن ، و عساه يوضح ..!
هو مسكون بسحر الكلمة ، و مؤطر بشاعرية الموقف ..!
لقد أحب الأصالة و أخلص لها حتى النخاع ..
يغوص في بحور التراث باحثاً عن اللآلئ و الدرر
أراني أفيه الحق الأمثل و أنا أقول :
فارس الكلمة المجنحة ..!
و عملاق الأدب الحق
له جوانبه الفكرية المضيئه ..
كلما أقرأ له أتأمل بهاء بيانه ، فتفيض علي موجة من الإعجاب و نوافير من البهجة و الدهشة !
آه لو أن خيول الكلمات تتسع لهوادج الدهشة ...
آه لو أن هوادج الدهشة تتسع لقناديل الذهول ...
آااه لو أن قناديل الذهول تتسع لهذا الألق : ( النجدي ) ؟!
تركت في مكة قلبي .. و طالعني
قلبي بطيبة .. و الأطياب تنهمر
و في الرياض أرى قلبي و ألمحه
ملء الجنوب و ضمت قلبي الخبر ..!
( للشاعر غازي القصيبي )
فقط هي كلمات أحببت أن أنثرها ها هنا
علاوة أنه استجدى بياني إلا أنني أحببت أن ألقي هالة من وحي أرض الحجاز على كلماتي
لأن أديبنا من سكانها
و gul تنظر بعينين جغرافيتين
ليس لي إلا أن أختتم :
إنكم أشتات في رجل ، أما ما تنضده فقد جاء أمشاجاً متعالقاً لا شرقي و لا غربي ففيه رصيد
لكل جمال ..!
ركب الله في طبيعته الفن
و في فكره طموح الفضيلة
ينشر اللحن في الوجود و يطوي
بين أضلاعه الجراح الدخيلة
و يوشي الحياة سحراً كما وشت
خيوط الصباح زهر الخميلة
( البردوني )
قارئي الكريم عُدَّ ما قرأته من مداخلة : تعريف من
جانبي متواضع في حق الأديب : د بهاء الدين
تلك نظرتي
و هذه رؤيتي