أخلاق النباتات
الأحد, 25/07/2010 - 02:13
أخلاق النباتات
النبات ذلك المخلوق الأخضر الهادئ المؤنس الملهم باعث البهجة...
المخلوق الذي يهب بإذن ربه دون اعتراض ، مانح الخير جاذب الأمطار...
الناعم القوي الشامخ الحاضن للمخلوقات، نلجأ لظله وثمره وعطائه ومنظره الباعث للطمأنينة ونستنشق من هوائه لنبقى أحياء ..
المخلوقات التي تنمو عكس جاذبية الأرض رافعة يدها نحو السماء غير متثاقلة إلى الأرض كما أخلاق الكثير من الناس:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ }التوبة38
جذورها ضاربة تنهل من عناصر الأرض ونور السماء ورؤوسها شامخة تنمو بلا توقف وتهب لنا ولكل المخلوقات ثمارها وأكسجينها ولا يتوقف عطائها حتى بعد مماتها فتصبح مواد عضوية أو سكنى لمخلوقات أخرى أو تصبح بترولاً وفحما وألماسا.... فهل نتحلى بهذا الخلق الذي لا يعرف البخل في العطاء؟
هل ندرك أن الكمال لا يدرك فجأة بل يحتاج نمو شيئاً فشيئاً؟
هل سنتوقف عن النمو ونفرح بما لدينا؟ أم سنتحلى بخلق النبات الذي لا يعرف حدود النمو؟
ولكن ، من مثلهم كمثل النباتات؟
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29
رسول الله والذين معه مثلهم كزرع أخرج فروعه وفسائله فكثرت فقويت فاستقامت على الساق منتصبة قوية...
هذا هو مثل المؤمنين الذين ينمون كما ينمو الزرع....
لماذا رسول الله والذين معه كزرع..؟
لأن الزرع يستمد النور من السماء ليصنع لنا سر الحياة من أكسجين وغذاء وبترول وما يبهج الأعين، فالزرع صلة بين السماء والأرض ، وكذلك الرسول والمؤمنون هم صلة الناس بين السماء والأرض ...
الرسول يستمد نور الوحي من السماء فهو كزرع فيعلمنا منهج الحياة وسر الوجود، يعلمنا العطاء اللامحدود..
هل سنتحلى بأخلاق النبات ؟ هل سنترك أخلاق الطاووس؟
هل سنستجيب لثقافة التشجير وقد سطر هنا مختصر عطاء النبات؟
أخوكم نون
الثلاثاء, 27/07/2010 - 18:39
#2
الرسول يستمد الوحي من السماء ليحوله إلى عدالة وحقيقة في الأرض ..
وفي كل زمان ومكان يستقبل المؤمنون بقلوبهم وبصائرهم النور من الله ليتحول إلى عدالة أرضية .. كنت أشبهها بمرآة عاكسة ولكن تشبيهك أبلغ وأدق فهم يفهمون هذا النور يأخذونه ويحولونه إلى شيء يستطيع باقي البشر فهمه..
لك جزيل الشكر أخ نون..
الأربعاء, 28/07/2010 - 12:19
#3
نون و القلم و ما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون .
كأنك تكلمت بلسان الشوك و مشيت على الأحرف مشي القنافذ ... أتكون نونا" متنكرا"؟... 
ليس فقط الرسول و من معه بل الرب نفسه شبه نوره بنور زيت من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية يكاد زيتها يضيء و لو لم تمسسه نار نور على نور
في بلاد الواق واق يزرعون حتى السطوح المائلة و يفكرون كيف يجعلون كل شيء صديقا" للطبيعة بعد أن أضنتهم الحضارة الزائفة بزخرف الطواويس و مكر الثعالب و قسوة الذئاب ... بلى اشد و أنكى .... بأنا الأنسانية الأحمق .. طلقتكم ثلاثا"
لك شجرة ........................................... النون الأخضر
الأربعاء, 06/10/2010 - 11:45
#4
سأكون بمناى تام عن ذكر اسلوب كتاباتك وهي لابد من انها تحمل في طياتها الكثير من الحكمة والذكر والبيان الجلي والواضح ...
صباح ذلك اليوم يحمل الكثير من العبرة والموعظة ... فها انت بدأت من رؤيتك للشعاع الذي يسقط على النبتة ومررت بسلسلة التي يمر بها الكون من التغيرات لتكوين النجوم والشمس والكواكب انطلاقا من نظرية السديم الغازي ..انتهاءاً بالانسان المخلوق الذي كلف بحمل الامانة في هذه الارض ولكنه ابى ذلك ...
لابد لنا ان نكون جزء من اللوحة فنحن من ارقى الكائنات التي خلقت في هذه الارض ... لنا بصيرة نفاذة وعقل حكيم يوازن الجبل في حمله للأفكار والمعلومات ...وقلب راشد وواعي يعي كل التغيرات من حوله ...
بالبصيرة والقلب والعقل نعي كل شيء ... فقط لابد لنا من ان نتفكر ونتدبر في خلق الله تعالى وسوف نفهم الحكاية تماما ...كل الشكر والتقدير للمبدع نون على اللوحة الغنية بالافكار ...دام لنا قلمك ودمت بخير ...وأهلا بعودتك ...
الخميس, 07/10/2010 - 14:14
#5
أخي جانوو شكراً على تعقيبك
أخي جوان في الحقيقة وعلى وجه الدقة التشبيه ليس تشبيهي أنا ولكنني التقطته من فم أحد علماء النبات وهو الدكتور نظمي خليل أبو العطا... وفعلاً هو تشبيه دقيق وبليغ وذو جمال ..
أشكرك
أخي Jojy هناك أفكار زراعية وغير زراعية بسيطة وذات مفعول رائع جداً على المجتمعات ولكن أين التطبيق
خذ مثلاً هذا المثال للدكتور نظمي خليل:
زراعة غرفة مساحتها 6*6*6 متر من فطر الاسبرجلس نيجر يعطي فيتامين C نقي قدر كل أشجار الليمون في العالم وأضاف أن البحوث تلقى على الرفوف حتى يأكلها الغبار...
هذا عدا عن طرق للتخلص من القمامة وزراعة المشروم...... آمل أن نكون مجتمعاً متكاملاً مع البيئة في المستقبل القريب...
شكراً كجى قامشلو على ردك الذي أخطأت بورودها هنا وقد نقلته نيابة عنك غلة موضوع اللوحة
شكراً لكم جميعاً
السلام عليكم
موضوع جميل اخي العزيز نون تشكر على كتابته
يقول الله تعالى في محكم تنزيله ** لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه الى اسفل السافلين الا الذين امنوا وعملوا الصالحات**
الانسان بلا شك بانه افضل المخلوقات وظلم نفسه عندما حمل الامانة التي ابت الجبال ان تحملها .
نحن البشر اغلبنا خرج عن جادة الصواب ولم نجد من يردعنا عن جادة الخطا
عندما ينسلخ الانسان عن جلده وعن ضميره وقيمه واخلاقه.
وعندما يفقد الرادع الداخلي لديه الرادع الذي كان يرده الى الصواب.
وقتها نحتاج الى رادع خارجي لكي نسير على الصراط المستقيم .
اين ذاك السارق الذي يقطع يده
اين ذاك الزاني الذي يرجم حتى الموت .
واين؟؟
واين؟
كنت اسرح بالاغنام وعندما كانت الغنمة تحيد عن الطريق فكنت ارميها بحجرة فكانت ترجع الى الطريق ثانية.
داملت اناملك وسلمت على موضوعك القيم.
شو رحوو عم تدرس زراعة صايرة امثلتك كلها من النباتات.
اترككم برعاية الله وحفظه
ـــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم "و من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" صدق الله العظيم.