الدور الكوردي في سقوط دولة الامويين وظهور دولة بني العباس
كثيرا ما يجادل البعض بان الاكراد لم يسهموا في تأريخ الحضارة ولم يسمع بأسمهم لا بل تمادى البعض بأن وصفهم بانهم من الشعوب التي نزحت من بلدان اخرى نحو هذه المنطقة المسماة كوردستان ولذلك ارتأيت ان اقوم بسبر بعض من الكتب التأريخية التي تتحدث عن مناطق كوردستانية غابرة قد غيبها التاريخ والحقها بغيرها من الامم بصورة متجانية على التاريخ والجغرافيا على حد سواء. ومن هذه الكتب التاريخية الكتاب الذي سنتحدث عنه في الصفحات القليلة الاتية ليكشف لنا عن بعض المستور ويزيل عن بعضنا الغمام الذي يعتري البعض منا حين نتحدث عن دور الاكراد في التاريخ الاسلامي لا بل تأريخ العالم في حقبة الدولتين الاموية والعباسية فيما بعد حيث كانت الدولة الاسلامية قد انبعثت وكانت محور العالم القديم.
هذا بعض مما ورد في كتاب تاريخ الموصل لأبى زكريا محمد بن يزيد الازدي وقد اشرف على تحقيقه الدكتور علي حبيبة الاستاذ بكلية العلوم في جامعة القاهرة واصدره في مصر العام 1967 والازدي عالم تأريخي متوفي سنة 334 هجرية / 945 ميلاية وقد ارخ لاحداث العالم الاسلامي ومنطقة الموصل وقد كتب في كتابه عن احداث العام 132 هجرية وذلك عن سقوط دولة الامويين وبروز دولة بني العباس في ذلك العام.
وقد أورد الازدي في كتابه المذكور قول الخليفة (مروان بن محمد ) اخر خلفاء بني امية والذي بالمناسبة كانت امه كوردية مخاطبا جيشه الذي هزم في ما بعد في معركة الزاب المشهورة التي أذنت لانتهاء خلافة الامويين وبروز دولة بني العباس وهي المعركة التي حدثت في منطقة نهر الزاب التي تقع مابين مدينتي اربيل والموصل الحاليتين مايلي:
هذا بالضبط ماقاله مروان بن محمد اخر خلفاء بني امية مخاطبا جيشه.
((فأنما هم حشو من اهل شهرزور))
اي ان الجيش المقابل لكم مكون من الاكراد الشهرزورية وليس فيه اي من الخراسانيين اي من الفرس وهذا يبين ان الجيش الذي قاتل مروان بن محمد جاء اغلبه من منطقة شهرزور في مدينة السليمانية الحالية وهذا ما جاء على لسان الخليفة الاموي الاخير والذي كان بلا شك عارفا بأصل ومكونات الجيش الذي يقاتله، ان الجيش الذي وصِفَ بانه حشو من اهل شهرزور كان يبلغ تعداده اربعون الف مقاتل في حين كان يتكون جيش الخليفة من مائة وعشرون الف مقاتل ورغم ذلك استطاع هذا الجيش الشهرزوري المتواضع والذي وصفه مروان بغير ذي بصائر ( اي تنقصه الحكمة ) وكان بقيادة عبدالله بن علي ان يهزم جيش الخليفة الاموي الهائل ويضطره الى الهزيمة والتقهقر بعد ان تكبد خسائر جمة في الارواح وكان ان انتهت على اثر ذلك دولة بنى امية وابيد وقتل اغلب رجالات بنو امية في نهر ابي فطرس ( 80 شخصا من بني امية ) بعد ذلك في الشام واما الخليفة الاموي فانه قتل في ابو صير في مصر بعد ذلك بقليل.
(( واخبرني هارون بن الصقر قال : حدثني ابو جعفر بن ابي المثنى قال : جاء اصحاب ابى عون بالعصى والكَاوِركوبَات على حمير دَبَرَت فالتقوا مع مروان بتل كُشاف فهزمه أبو عون - اخبرنا محمد بن معافى عن ابيه عن جده قال : لما جاء ابو عون - داعية بني العباس - الى الزاب رحل مروان بن محمد من الموصل في نحو مائتى الف من اهل الشام والجزيرة فعبر الجسر على فرس له اشقر)) ص 111
(( فلما اخذوا مجالسهم والجند خلف ظهورهم قال عبدالله : أحسبت أمية سترضى هاشم عنها ويذهب زيدها وحسينها ؟ كلا ورب محمد واله لينال كفورها و خئوها ،، ثم اخذ قلنسوته فضرب بها الارض ، ووضع الجند الاعمدة والكافركوبات يشدخونهم وأتوا على اخرهم ، وامر بالغمر فضربت عنقه ، وكان بينه وبين عبدالله مودة )) ص 121
والاصل للكلمة باللغة الكوردية كلمتان وهي طاور طوثال
طوثال ( كوردى ) : العصا ( عربي )
عبدالخالق عقراوي
كتب التأريخ القديم و خاصة تلك التي ارخت لتأريخ الشرق القديم اتسمت بالحيادية والموضوعية حيث لم يكن للتعصب اقوام تسانده و فكر يستدل به في تلك الايام الا بعض من لم يفهم حركة التاريخ مثل دولة الامويين في الشام وكما يقلدهم بعض مما لم يفهم التأريخ الذي يخبرنا كيف ذهبت دولة الامويين والتاريخ عبر و دروس يجدر الاخذ بها
شكرا على مساهمتك في الموضوع
العقراوي
كل التقدير على ما أجاد به قلمك أخي عبد الخالق
يسير الكثير من التاريخين العرب على منوال المستشرقين الغربيين في تهميش دور
أقوام لهم باعهم و دورهم الفعال في الحضارة و التأثير في مجرى تأريخ المنطقة
و العالم
مع فارق أن المستشرقين همشوا دور المسلمين ,
و التاريخيون العرب غيبوا أثر الشعب الكردي من أحداث التاريخ
و كما يقال : ( التاريخ يصنعه الأقوياء )
و الطامة الكبرى حين يكون الأقوياء مزورين و تحكمهم أهواؤهم و تعصبهم
فأصبحنا نجد كلا منهم يقتطع جزء من مآثرنا نحن الأكراد
فمن هنا تأخذ فارس و من هناك تضم تركيا و تقضي العرب على البقية الباقية
و كأنها تركة الرجل المريض
مع بالغ الشكر للأخ عبد الخالق
الاخ العزيز عماد المحترم
قال الشاعر
نظرنا لامر الحاضرين فرابنا فكيف بامر الغابرين نصدق
صدقا اننا نرى في كل يوم من الاعاجيب مايشيب له المرء من اعمال مجنونة وتعصب اهوج و سرد ملفق للحاضر فكيف بالماضي وتزييفه فكان ذلك مؤلما وكبيرا ، ولكن التأريخ يكتب والحقيقة باقية بقاء الشمس ويمكن ان تلمع بين السطور في كلمة واحدة تدمغ الباطل بالحق فيذهب كل ماكتبوا وهللوا له من بطولات وامجاد،
كل التقدير لما كتبت
العقراوي
شكرا جزيلا على هذه المعلومات القيمة