عبد الله كوران
كان لوثبة كانون 1948، وانطلاقة موجة التجديد في الشعر العربي على يد بدر شاكر السيابونازك الملائكة وبلند الحيدري، دورهما في رسم ملامح شعر كوران، الذي صار - بجانبالايقاع الجديد - يؤثرمواضيع غير تقليدية مثل المرأة والوطن والحرية. كما راحيثمـّر إجادته خمس لغات في إطلاق إبداعه، وفي تثوير اللغة الكرديةوآدابها. ونشط كوران سياسياً وألقي القبض عليه عام 1951 لأول مرة مع عدة معارضين وظل سجيناً حتى1952 . عمل محرراً لصحيفة زين (الحياة) بين 1952 –1954 ثم أعيد اعتقاله في خريف 1954 وحكم عليه بالسجن لمدة سنة إضافية قضاها في (بدرة) في أواخر 1956 أطلق سراحه ليعتقل مرة أخرى بعد شهرين. استمر سجنه هذه المرة حتى آب 1958 أي بعد مرور شهر على تحول العراق إلى الحكم الجمهوري، أصبح أقرب إلى صورة البطل في أعين العراقيين والسلطة فأرسل في وفود إلى الإتحاد السوفيتي السابق والصين وكوريا الشمالية. وفي بداية 1959 تولى مهمة تحرير جريدة (الشفق) والتي تغير اسمها بعد ذلك إلى (البيان) وفي خريف 1960 أصبح كوران مدرساً للآداب واللغة الكردية في جامعة بغداد. وفي عام 1962 أصيب بالسرطان وأجريت له عملية جراحية متأخرة جداً، سافر إلى موسكو في نيسان من نفس العام لتلَّقي العلاج في مستشفى الكريملين وبعد ذلك في مصحة (بريجيج) ثم أعيد إلى العراق بعد ثلاثة أشهر حيث توفي في شهر تشرين أول من نفس العام. يلاحظ أن المثقفين الاكراد من ذوي الميول القومية العنصرية حينما يذكرون عبد الله كوران يجعلونه مثلهم قومي متعصب ويتجنبون تماماً ذكر كل مواقفه وقصائده الوطنية والتي يذكر فيها أخيه العربي بمحبة وتضامن!
سباس جيان على جهودك