عناد جحا
تحية للجميع
من الموروث الثقافي المكتوب في اللغة العربية حكايات طويلة وكثيرة عن جحا , تلك الشخصية الاسطورية التي لا نعرف ان كانت حقيقية في وجودها ام انها اسطورة .
من الحكايات التي تروى عنه تلك القصة :
قال : تنازعت يوما مع زوجتي على تقديم العليق للحمار , فاتفقنا على ان اول من يتكلم منا هو الذي يقوم بتقديم العليق , جلست في جانب من البيت وظللت ساعات طويلة صامتا , فلما ملت زوجتي من طول الصمت , خرجت وذهبت الى الجيران وتركتني وحيدا , وبعدقليل احسست بلص في الدار , فهممت ان اتحرك او استغيث فتذكرت اتفاقي مع زوجتي فجلست لا اتحرك , فدخل اللص الحجرة التي اجلس بها فذعر في بادئ الامر , ثم حسبني مصابا بالشلل فاستمر بجمع ما خف وزنه وغلا ثمنه من محتويات الحجرة , ثم اقترب مني واخذ عمامتي , وانا لا اريد الحركة ولا الكلام تنفيذا لما اتفقت عليه مع زوجتي , وهرب بعد ان جمع كل ما وصلت اليه يداه .
في هذه الاثناء ارسلت زوجتي ابن الجيران يحمل لي وعاء من الحساء كي لا اموت جوعا , فأشرت له بان لصا قد سرق ما في البيت واخذ عمامتي , فلما رآني اشير الى راسي حسبني اقول له ( صب الحساء على راسي ) , فاغرقني به , ثم ادرك بعد ذلك ما كنت اقصده فذهب ونادى زوجتي , فلما نظرت الي قالت مذعورة : ماذا دهاك يا جحا ؟ انتفضت من مكاني وقلت لها : ها قد تكلمت , اذهبي واعطي الحمار عليقه وكفاك عنادا !!!!
شكرا
كل الشكر رونيدا
و أنت تفردي هذه الطرفة
و هي لا شك تنسب لجحا
لكن من هو جحا هذا ؟
العرب يقولون إنه منا ، و يكنى أبا الغصن دجين بن ثابت
و هو فزازي نسبة الى قبيلة فزارة
و الأتراك يزعمون أنه تركي ( الخوجة نصر الدين )
و بسبب التناقض الكبير في أخبار جحا يطلع علينا من يقول :
هذه شخصية وهمية لم توجد ، و لها في آداب الأمم مقابل
فالانكليز لهم حجاهم و يسمى : جوميلر
و للألمان جحاهم و هو عندهم : تل اد يلنشبيكل
و للطليان جحاهم : برتولدو
و للروس : بلاكيرف
فكأن كل أمة تحرص أن تبدع شخصية تنعكس عليها روح النكتة و الحكمة و البلاهة
عند تلك الأمة
و مهما كان الأمر فإن شخصية جحا تظل في جميع الأحوال مصدر حكمة
و فكاهة و ترويح
عن النفس
و كل طرفة فيها غباء يقال إنها حدثت لجحا
و كل فكاهة مغرقة في الغباء و البلاهة يقال إنها لجحا
و كل نادرة فيها من أسباب الذكاء الشيئ الكثير فضلاً عن الحمق في الآن ذاته
لا شك هي لجحا
و ما رأيكم أخوتي و تضامناً مع الأخت رونيدا
أن أفرد هذه الطرف و هي حتماً لجحا :
لما قدم أبو مسلم الخراساني العراق قال ليقطين بن موسى:
أحب أن أرى جحا، فتوجه إليه يقطين فدعاه، وقال:
تهيأ حتى تدخل على أبي مسلم،
وإياك أن تُعلّق بشيء دون أن تستأذن، فإني أخشاه عليك، قال: نعم.
فلما كان من الغد جلس أبو مسلم ووجه يقطين إليه فدعاه،
وأدخل على أبي مسلم وهو في صدر المجلس ويقطين
إلى جنبه، وليس معهما أحد فسلّم ثم قال:
ـ يا يقطين أيكما أبو مسلم؟
فضحك أبو مسلم ووضع يده على فمه ولم يكن قبل ذلك ضاحكاً
ويضيف أبو حيان التوحيدي في كتابه (الإمتاع والمؤانسة)
إلى هذه الطريفة:
إن جحا تمادى في تحامقه فقال لأبي مسلم صاحب الدعوة:
ـ إني نذرت إن رأيتك أن آخذ منك ألف درهم
فقال أبو مسلم : إني رأيت أصحاب النذور يعطون ولا يأخذون!
وأمر له بها.
ومن الطرائف المنسوبة إلى جحا
والتي لها ما يشابهها في تراث الأمم الأخرى هذه الحكاية:
ذهب جحا إلى السوق واشترى حماراً وربطه بحبل ومشى
وسحبه وراءه، فتبعه لصّان، وحلّ واحد منهما الحبل ووضعه حول عنقه وهرب الآخر بالحمار
وجحا لا يدري، ثم التفت خلفه فوجد إنساناً مربوطاً في الحبل فتعجب وقال له:
أين الحمار؟ فقال: أنا هو، فقال جحا : وكيف حصل هذا ؟
قال اللص : كنت عاقاً لوالدتي فدعت الله أن يمسخني حماراً.
فلما أصبح الصباح قمت من نومي فوجدت نفسي ممسوخاً حماراً
فذهبت إلى السوق وباعتني للرجل الذي اشتريتني منه،
والآن أحمد الله لأن أمي رضيت علي، فعدت آدمياً،.
فقال جحا: لا حول ولا قوة إلا بالله،
وكيف كنت سأستخدمك وأنت آدمي اذهب إلى حال سبيلك.
وحلّ الحبل من حول عنقه وهو يقول له:
ـ إياك أن تغضب أمك مرّة أخرى، والله يعوضني خيراً.
وفي الأسبوع الثاني ذهب جحا إلى السوق ليشتري حماراً
فوجد حماره الذي اشتراه من قبل فتقدم إليه وجعل فمه في أذنه وقال له:
يا شؤم عدت إلى عقوق أمك. ألم أقل لك لا تغضبها؟ إنك تستحق ما جرى لك
ههههههههههههه
يا هيك العناد ويا بلا
بس يا حسرة راح الحمار
سباس خوش رونيدا
ههههههههههههههههه حححححححححححححححه
عيش كتير بتشوف كتير
يا العناد متل هالعناد أو بلاها
سباس رونيدا
ههههههههه
هذا إذا ضل في حمار بالبيت يلزم إطعامه
حلوة منك أختنا رونيدا
أشكرك يالله لا تعاندي و قدمي المزيد
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع