هل نزجر اولادنا ؟
السلام عليكم
اعتاد احد الاباء ان يزجر ابنه الوحيد كلما ادى عملا , لانه يراه دون المستوى الذي يرجوه ، فيزجره دون ان يبين له خطأه او مواطن القصور التي يراها ، لعله لا يعرف ان الزجر الدائم لا يعلمه شيئا ، كل ما في الامر انه سيزيد شعوره بعدم الثقة بنفسه ، وبذلك يكون قد حرمه من الممارسة التي تنمي خبراته وتعطيه فرصة كي يتعلم من اخطائه .
كبر هذا الولد واصبح رجلا يعين اباه في عمله ، ولكن دوره يقتصر على انه مجرد منفذ لتعليمات ابيه ، يخشى اتخاذ القرار لانه لم يعتد ذلك وايضا لانه حريص على اجتناب توبيخ ابيه اذا عمل شيئا يخالف رايه .
مرت الايام وصار الابن رجلا تزوج وانجب اولادا وظل دوره محدودا ، حتى في تربية اولاده لم يكن حرا في اتخاذ ما يراه مناسبا ، ولا يستطيع ان يلفت نظر ابيه اذا بالغ في تدليل احفاده الذين هم ابناؤه رغم ما يترتب على ذلك من اثار سلبية ، الاكثر من ذلك انه حينما رحل ابوه عن الدنيا لم يستطع ادارة اعماله فاكتفى بتاجيرها كي ينفق من ريعها .
هذا الطفل الذي حرمه ابوه من الممارسة الواعية لطاقاته والمبالغة في تانيبه على ابسط اخطائه ، اصبح رجلا يتسم بعجز الاطفال في عدم القدرة على اتخاذ القرار الصائب .
ليتنا نعي هذا الدرس وندرب اولادنا على بعض الممارسات الحياتية التي تناسب اعمارهم كي لا نراهم في مستقبل ايامهم اجساما فارعة ، وعقولا فارغة .
ولكم تحية
طرح اكثر من رائع رونيدا الغالية
لبناء شخصية الابناء نحتاج الى توفير مايصقلها باتخاذ القرار وتركهم بشكل جزئي منذ البداية في مواقف الحياة وتحميلهم المسؤولية الجزئية في كثيرمن المواقف والابتعاد عن الدكتاتورية الابوية معهم فالخوف الزائد مايحطم آمالهم ويدمر طموحاتهم فهم بالنهاية بشر جائوا للدنيا ليختاروا حياتهم ولكن لانقول تركهم بل بالمسؤولية فقط وكما قال سوار في الموقف عندما استشار الاب ولداه فهل نعرف كيف يفكر هذا الاب هل قالها بدون تفكير بل بالعكس تماما قالها باتزان كامل وبوعي
يجب ان نزرع الثقة في انفسهم وربما يفشلون في مرة واخرى ولكن النجاح مقرون بهم فاي عمل يحتاج الى خبرة والى تجربة شخصية يبدع فيها الانسان طاقته التي وهبها الله له فكم من ابن تفوق على اباه وكم ابن ضيع ماجمعه اباه .....فالذي فاق اباه كانت الثقة مزروعة فيه وتحمل المسؤولية قبلها والذي ضيع مجهود ابيه كان فاقد للثقة ولم يتحمل المسؤولية التي لم يحملها الا بعد فوات الاوان
الابناء امانة في اعناق ابائها فليحسن كل اب على توجيههم نحو كل سليم ويثمر طاقات ابنائهم نحو كل ماهو خير
تحياتي رونيدا المبدعة..
لفتة تربوية في غاية الأهمية.. وهي ضرورة زرع الثقة في نفوس الأبناء والبنات منذ الصغر..
أعجبت بأب هنا في السعودية في بدايات مجيئي إليها.. حين كنت في إحدى مؤسسات الأثاث والدواليب.. فوجدت أبًا ومعه طفلان أعمارهما بين السابعة والعاشرة.. وإذا به يستشيرهما في هذا الغرض وذاك.. ويقول: ها يا محمد ما رأيك في هذه المكتبة هل هي مناسبة في الغرفة الفلانية.. وأنت يا سعد ما رأيك.. وكل واحد منهما يبدي رأيه مثل الكبار .. حتى أن حركتهما داخل المحل كانت حركة الرجال الكبار.. فقلت في نفسي سبحان الله.. إن هذا الأب استطاع أن يزرع الثقة في أبنائه وهم في هذه السن.. فإنه لن يخش على بيته إذا عنه زمنًا .. ولن يخشى عنهما إذا ذهبا لشراء شيء.. وهكذا..
وللأسف معظم الآباء في مناطقنا الكردية يمارسون الدكتاتورية في التعامل مع أبنائهم.. ويريدون أن يكون الأبناء صورة مصغرة عنهم بسلبياتهم وإيجابياتهم.. ومن المعيب جدًا أن يناقش الابن والده في أبسط الموضوعات.. لذا تخرج عندنا أجيال جفاة وقساة.. بعيدين عن الحكمة وبعد النظر.. لأنهم لا يرون إلا رأيًا واحدًا وهو الصحيح دائمًا.. وإن قامت الدنيا وقعدت..
فحتى نغرس في نفوس الصغار الثقة بالنفس والاعتماد على الذات في أمور الحياة لا بد أن نخسر أحيانًا بعض الأمور.. وليكن.. لأنه من غير ذلك لا يمكن أن يكبر عقل الابن أو يعتمد على نفسه في شؤون حياته.. فليذهب الأب أو الأم مع الصغار إلى الأسواق ويتركهم لاختيار ما تريده أذواقهم.. وليمنحوهم الثقة في اختيار جميع حوائجهم.. ولا ينبغي لهم التدخل إلا إذا ظهر غبن كبير.. وليمنحوهم الثقة بإنشاء صداقات مع أطفال من أعمارهم.. وليدعوهم إلى البيت ويقوم بضيافتهم وإهدائهم بعض الهدايا.. وووو غير ذلك من الأساليب التي تكوّن شخصية الإنسان منذ الطفولة..
وتقبلوا تحياتي..