Newroz Pîroz , Cejna we Pîroz Be  , Sala Nû Li WePîroz Be

في 21 من شهر مارس من كل سنة تتردد هذه العبارات على ألسنة ملايين الكرد في كل بقاع العالم , وتأبى القلوب إلا أن تخرج للطبيعة الخضراء مهما كانت الأحوال الجوية أو الظروف الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية و تُبعث ملايين رسائل التهنئة بهذا اليوم بين الأصدقاء والأقارب , يجتمع الناس بكل شرائحه و طبقاته ليعلنوا فرحهم  بقدوم هذا اليوم ومشاركتهم في الفعاليات الفلكلورية والتراثية الخاصة بهذا اليوم , و تأبى الجبال إلا أن تتزين بنيران عالية ليلة 21 مبشراً بقدوم العيد , و تتتوهج مشاعل النار في الساحات  و في المدن تتزين أسقف و نوافذ البيوت و أرصفة المحال التجارية بالشموع الملونة لتعبر عن ألوان الطبيعة ونيران شعلة كاوى الحداد الميدي سنة 701 قبل الميلاد معلنة رأس السنة الكردية .

فما هي قصتك يا كاوى الحداد ؟

لا بد أن نذكر بأن مهرجانات الفرح في 21 مارس ليست خاصة بالكرد فقط بل كانت شعوب الشرق تحتفل به منذ أقدم العصور و إلى الآن و كل شعب يسمي هذا اليوم باسم معين ويحتفل به بطريقته الخاصة .

جدير بالذكر أن هذا اليوم  يعتر رأس السنة الكردية وهو 21 مارس من العام الميلادي و 9مارس من العام اليوناني , وهو أول أيام فصل الربيع و في هذا اليوم يتساوى الليل مع النهار .

نذكر من الأعراف عند بعض الشعوب تاريخيا في هذا اليوم :

-          احتفل به السومريون فرحا بعودة آلهة الجمال والحب إنانا(عشتار) من العالم السفلي وسموه (صاغ ماغ) أي الخلود الأبدي .

-          احتفل به الفراعنة في مصر وسموه يوم الزينة فعندما طلب الفرعون من النبي موسى عليه السلام أن يحدد موعدا أمام الناس كي يظهر معجزة تحول العصا إلى حية تسعى أمام السحرة فقال موسى موعدنا يوم الزينة .

-          احتفل به قديما في روما والقسطنطينية وسموه عيد ميثرا  آلهة الشمس .

-          يحتفل به الفرس ويعتبر عندهم أول السنة الفارسية و يسمونه نيروز .

-          يحتفل به شعوب جنوب العراق و يسمونه يوم الدخول .

-          يحتفل به القبطيون في مصر ويعتبرونه رأس السنة القبطية  ويسمونه عيد شم النسيم ويتم فيه تراش الماء .

-          في الأردن والعراق يعتبر هذا اليوم عيداً للشجرة ويقومون بغرس الأشجار .

-          في سوريا هذا اليوم هو عطلة رسمية و تسمي الدولة هذا اليوم بعيد الأم .

-          يحتفل الأفغان و القرغيز  والأوزبك في هذا اليوم بمناسبة قدوم الربيع .

-          احتفل به والي مصر عماد الدين عثمان الملقب بالملك العزيز بن صلاح الدين الأيوبي .

و كان الكرد مثل باقي الشعوب يحتفلون بهذا اليوم  كونه اليوم الأول من فصل الربيع ويسمونه نوروز – كلمة نوروز تتألف من جزأين : (نو) أي جديد في اللغة الكردية و (روز أو روج) أي اليوم ومعناه اليوم الجديد , وكان هذا العيد يأخذ طابعا ابتهاجياً بقدوم الربيع كما ذكرنا حتى نشوء الإمبراطورية الآشورية و  عندما حكم الإمبراطورية ملك يدعى أذدهاك (أي التنين باللغة الكردية)(يعرف بالضحاك في المراجع العربية)عرف هذا الملك ببطشه وظلمه للشعب و عرف عنه القتل و الجشع  , وقد أصيب بمرض غريب وهي ظهور نتوءين على كتفيه يشبهان ثعبانين عجز الأطباء عن معالجته , حتى نصحه أحد الأطباء بدهن كل نتوء يومياً بمخ شاب  وأخذ أذدهاك بوصفة الطبيب السفاح وبدأ بذبح شابين من الرعية يومياً ودهن النتوءين , وكان في القصر شخصين مسئوولين عن ذبح الشباب يومياً و يسميان أرمائيل و كرمائيل , وقد حددت الأدوار على العائلات في كل يوم يؤخذ شاب من عائلة , و بعد مرور فترة من الزمن رأف ارمائيل وكرمائيل بحال الشباب و أخذوا يذبحون شابا ويطلبون من الآخر الفرار إلى الجبال ويذبحون عوضا عنه نعجاً , وهكذا تجمع الكثير من الشباب في الجبل يجمعهم هدف واحد هو الخلاص من هذا الإمبراطور السفاح , وكان في المدينة رجل ميدي يسمى كاوى ويعمل حداداً وله من الأبناء الشباب ثلاثاً ذبح منهم اثنان و بقي واحد و كان كاوى على اتصال بالشباب في الجبل  وعندما جاء الدور على ابنه الثالث قرر محاولة الخلاص من ازدهاك واتفق مع الشباب في الجبل أن الرمز هو النار فإن رأيتم نارا فاعلموا أني قضيت على الملك وبدأت الثورة لتأتوا لمساعدة الشعب, وكان قد جهز فأسا لهذه المناسبة وعندما جاء الدور على ابنه الثالث قال أنا سآتي بابني بنفسي إلى ملكي وأفديه ولدي بيدي وعندما أصبح أمام الملك أخرج فأسه وضرب به رأس الإمبراطور وأرداه قتيلا وذهب إلى قمة قلعة الإمبراطور و أشعل النار ففهم الشباب في الجبل أن الثورة قد بدأت وهموا لمساعدة إخوانهم وكان ذلك في ليلة نوروز عام 701 قبل الميلاد ,وبذلك جلب كاوى الحداد الحرية لجميع شعوب المنطقة التي كانت تعاني من ظلم أذدهاك , ومنذ ذلك التاريخ  يحتفل الكرد بعيد نوروز فرحا بالخلاص من الظلم و عيش الناس بالمساواة كما يتساوى الليل مع النهار في يوم نوروز 21 مارس وأصبح إشعال النار رمزا للنوروز عند الكرد .

عادات في نوروز :

-إشعال النيران في الجبال , إشعال الشموع و المشاعل في المدن .

-الخروج للطبيعة .

-تجمع الناس في مهرجانات تتخللها الرقص الفلكلوري والأغاني التي تعبر عن الحرية .

-مائدة (Heft Sîn) أي 7سينات حيث يوضع على المائدة 7 أنواع من الطعام والفاكهة تبدأ بحرف السين مثل: sîr(ثوم)-savar(برغل)-sêv(تفاح)-sersing(صدر الفروج للشوي) ,...الخ إلا أن هذه العادة أصبحت نادرة جدا حيث أن كل عائلة تخرج معها طعامها وتجهزها في الطبيعة مثل شوي اللحوم و تجهيز الحلويات ....الخ .

-زيارات بين الأهل و الأقارب و الأصدقاء للتهنئة بالعيد .

- يسمي بعض الناس مواليدهم في هذا اليوم من الإناث باسم نوروز ومن الذكور باسم كاوى .

  وللشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب قصيدة بهذه المناسبة حيث رأى أن النوروز هو ثورة الفقراء و الكادحين على الظلم إذ قال:

يا شعب كاوه سل الحداد  كيف هوى     صرح على الساعد المفتول ينهارُ
وكيف أهوت على الطاغي يدُ نفضت      عنها الغبار وكيف انقض ثوار
والجاعل الكير يوم الهول مشعله           ينصب منه على الآفاق أنوار
*شيرين* يا جبلّ الأحرار ما غفلت      عن حقها الضائع المسلوب أحرار

وكل نوروز وانتم بخير

  Newroz Pîroz