الكورد و المصريون تضاد الحضارات

2 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 03/11/2008

المصريون والاكراد (( تضاد الحضارات))
الاحتكاك التاريخي بين الشعوب والاقوام المتجاورة قائم منذ ازمان بعيدة ولا يزال حاضرا وهو يتخذ اشكالا عديدة في الموروثات الثقافية والاشكال الاجتماعية الاخرى للشعوب والاقوام في المنطقة ومنها بعض اللاقبول والمسميات المقيتة لبعض الجماعات على اساس القومية او الدين او العرق واللون والمذهب وبعض من اوجه هذه التجاذبات الثقافية قد دخلت وادخلت عنوة في الحياة العامة للشعوب والاقوام في المنطقة ودخلت بعضها في اللاوعي المختزن لها ومن هذه النقطة نكشف في هذه المقالة عن بعض اوجه الاحتراب الثقافي بين قومين عريقين من اقوام الشرق الاوسط وهما الاكراد والمصريون فعلى سبيل المثال من يتابع اي مسلسل تلفزيونى مصري او يشاهد احد الافلام المصرية يلحظ فيه ورود كلمة (( تستكردني )) وذلك للدلالة على عدم الفهم والبلاهة التي تصاحب اي شخص حين لايكون قادرا على فهم قضية ما او الاتيان واقتراف عمل ساذج غير واقعي ويلحظ ان هذه الكلمة هي اشتقاق من الكلمة ((كرد )) وهي كلمة قريبة من اللفظ اللغوي لكلمة الكورد او قوم الكورد او الكرد وكما ينم فهمها واذا كانت النخب  الفكرية في مصر ومن ورائها المصريون قد اثروا الا ان ينشئوا فعلا لغويا مستحدثا باللغة العامية المصرية كدلالة على بلاهة شخص ما ويتم ربط هذه الكلمة باسم شعب الكرد او الكورد وكما تبدو كمحاولة لانقاص القيمة الحضارية للمجموعة الاجتماعية الكوردية وعلى الجانب الاخر من البحر المتوسط فأن الاكراد بدورهم لم يتخلفوا قيد انملة عن هذا المسار وقد ردوا الفعل المصري على ادباره وكما تقول القاعدة لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار و يعاكسه في الاتجاه وفي بعض الحالات يكون اقوى منه وبقياس المعاني الانسانية فاذا بالتاريخ الانساني لا يقوم الا على حركة دائمة لتوازنات الفعل و ردة الفعل المقابلة بين الشعوب والاقوام ففي الجانب الكوردي انبرى احد فلاسفة الكورد للرد على هذه التوصيفات لقومه الا وهو الفيلسوف والشاعر الكوردي احمدى خانى (1651-  1706) صاحب ملحمة (مموزين)  الاسطورية الخالدة في التراث الكوردي الادبي فهذا الشاعر الكوردي قد حمل على عاتقه ردة الفعل هذه التي اشرنا اليها  وهنا نورد بيتا شعريا تضمنه هذا السفر الخالد من الادب الكوردي الملحمى ومموزين تتضمن 2660 بيتا شعريا وهنا يورد الخانى في البيت  الشعري 1951 قوله الاتي :
وى ملحدي شير وه سا سه قا كر  مصري ز خو را وه سا برا كر
المعاني من الكوردية الى العربية  :
ملحدي : الكافر                           مصرى : المصري
شير : السيف                              ز خو را : لاجل نفسه
وه سا : هكذا                               برا : جعله اخاَ
سه قا كر : سقاه وبمعنى حده 
والتفسير لهذا البيت الشعري هو التي:
 هنا يتطرق احمدى خاني في سياق ملحمة مموزين عن ((بكر)) تلك الشخصية الاسطورية الشريرة في ملحمة مموزين والممثل الرئيسي لافعال الدناءة وحامل راية الشر والغدر والذي تم وصفه فيها باكثر الاوصاف مكرا وخبثا كدليل للشيطان وصنوه وملازمه الظلي وفي هذا البيت الشعري يضيف الخانى لاوصاف بكر نعتا جديدا وحاسما يفوق في حدته كل الاوصاف الاخرى الدالة على المكر والخيانة الا وهي صفة الملحد اي الكافر وهو ذلك الشخص الذي لايؤمن بالله البتة فيقول (( وى ملحدي )) اي بكر ذلك الكافر الذي لايؤمن بالله ويسهب قولا فيقول ان هذا الملحد قد عمل على سقاء سيف الغدر اي حد نصله وجعله قاطعا للحياة موردا المهالك  وان بكر هكذا قد عمل على حد السيف كما لم يسبقه احد من قبل.
وفي الشطر الثاني والذي هو بيت القصيد في دراستنا الحالية فيقول (( مصري ز خو را وه سا  برا كر )) اي ان بكر الملحد بفعله الانف الذكر قد جعل المصري اخا له وهذا وصف واضح للمصريين لا لبس فيه واذا كان الخانى يضيف فعل الالحاد اي الكفر الى بكر والى المصري بدليل الاخوة بينهما فهذا دلالة واضحة تشير الى المصريين والذين هم بنظر الشاعر والفيلسوف احمدى خاني قد استحقوا مؤاخاة بكر في الحاده وكفره وهنا يتبين ما لهذا الشاعر من نظرة ليست ايجابية باي حال من الاحوال لا بل ولربما جهنمية يرى بها المصريين فهو يتهمهم صراحة بالكفر دونما مواربة او ستر ومن هنا نلاحظ عمق الشرخ التاريخي المتبادل بين هذين الشعبين الشرقيين المتجاورين فالمصريين يصفون الاكراد بالبله والغباء بالفعل تستكردني والاكراد يردون عليهم ويصفون المصريين بالالحاد والكفر وعلى لسان شاعرهم وفيلسوفهم احمدى خانى في ملحمة مموزين قبل اربعة قرون من الزمان، ان الغرض من هذه المقاربة الانفة الذكر هي كشف المستور في الصدور الشرق الاوسطية و مراجعة فكرية  تشخيصية ومصارحة ذاتية وواقعية لاسباب انعدام الانسجام في عموم اقوام الشرق اوسطية عمل الغرب الاوربي ولفترة طويلة على اذكائها ولعلها تسلط بعض الضوء الخافت في اوساط المثقفين الاكراد والعرب والمصريين منهم على وجه خاص ولفتح صفحة جديدة في العلاقة بين النخب الثقافية تكون من اول شروطها الشفافية الفكرية والتسامح المتبادل ولفتح افاق جديدة لمعرفة اسباب تلك التشنجات الفكرية الانسانية التي يزخر بها الشرق والتي بدورها كانت سببا اساسيا من اسباب التخلف المبرمج من قبل الاخرين لعموم اقوام الشرق الاوسط.

User offline. Last seen 10 سنة 42 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/05/2011

فال الله و لا فالك يا شيخ .........

من المضحك جدا التعامي عما كتبه ابو بكر الرازي عن الكرد في مخطوطته التاريخية و الالتفات الى ترهات اجتماعية لقوم نصف شعبه يرقص على الدقة و نص .

قيل : ان عرف السبب .... لبطل العجب ....

التاريخ الموغل في القدم  يقول انه هنالك علاقات مصاهرة بين الميتانيين القدماء و الفراعنة الهكسوس ... اذ تزوج ملك فرعوني من اميرة ميتانية و ربما لم تنجح الزيجة ان ذاك .... و قد يكون هذا سبب ؟؟؟

السبب الثاني هو سقوط الدولة الفاطمية في مصر على يد الايوبيين الكرد قد يكون هذا سببا وجيها لاطلاق هكذا تسمية ....

السبب الثالث :و هو الاقوى برايي

ان هنالك شخصيات كردية عملاقة عملت للمجد المصري و تفانت لدرجة ذوبانها في انبيق الفول و الطعمية المصرية ............ امثال احمد شوقي و قاسم امين و مجموعة كبيرة من نجوم السينما المصية كمحمود المليجي و السندريللا سعاد حسني ......

بعد كل هذا لا استغرب لو قام احد بنعت شعب ما بلفظة سخيفة لا ترقى للاهتمام .... بعد ان قام عظمائه باهمال بستانهم ليكدحون في ارض الغير .

تقبلو مروري

سردم

مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

بحث مستفيض في الصراع الحضاري و تبادل الاتهامات بين الشعوب
و هذا يحدث غالبا في حالات التجاور و ابراز الذات القومية على حساب الآخرين

جميل ما نشرته هنا أخي القدير عبد الخالق
سلمت و نرجو المزيد

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع