مساحاتي...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

ما بين كل شئ و نقيضه

هناك...... مسااااااااحات

فما بين لهيب جهنم و نعيم الجنة هناك

مساحات ( اصحاب الأعراف )

وهم أناسٍ على الاعراف واقفون تساوت حسناتهم

مع سيئاتهم ، ينتظرون امر الله فيهم

إن شاء عذبهم و إن شاء عفا عنهم

فجاهد على الا تكون مع هؤلاء ، و احرص

على ان تزيد حسناتك عن سيئاتك لان وقفة

الحساب جد رهيبة و اهوالها حقا شديدة

*******
و ما بين الألف و الياء هناك مساحات

حروف كثيرة بمفردها تقل معناها و اذا

تشبكت ظهر مغزاها

تُذل اقوام

( ح ر ب ) ، ( ظ ل م ) ، ( ف ق ر)

و ترفع أقوام

( س ل م ) ، ( ع د ل ) ، (ق ن ا ع ة )

تُحزن اقوام

( ف ش ل ) ، ( و د ا ع ) ، ( م و ت )

و تُفرح اقوام

كتلك التى سوف اعرضها عليكم و التى خطها

صاحبها فتشبكت فكونت كلمات للمتامل فيها

و فى معانيها ينطق و يقول اقل ما يقال عنها

انها تكتب بماء الذهب ،

*******

بين السّواد القاتم ، و البَيَاض النّاصع
مساحاتٌ رماديّةٌ ،،
قد تشكو حيناً من الصّراعِ ، و الخوف ، والرّهبة ،،
و قد تحمِلُ حيناً الحُبّ ، و الجَمال ، و الرّغبة ..!!

*******

بينَ سوادِ المدادِ ، وبياضِ الورقة ،،
مساحاتٌ رماديّةٌ من البوح ..!!

أوراقٌ يُغتَصبُ طُهرُها ، و بياضُ النقاءِ فيها ،
بسوادِ فكرٍ مُنحرف
أو ثورةٍ جامِحةٍ ،
أو عقيدةِ كفرٍ و إلحاد ،،
فتمضي على وجلٍ ، وفي خجل ، مُنكّسة الرأسِ ، مكلّلةً بالعار ..!!
و أوراقٌ تزيل من النّفس سواد الجهلِ ،
و تفتح بسِحرها مغاليق الفكر
و تشِعّ في الآفاق ضوءاً به يهتدي السّاري ،،
و يستنيرُ كلّ مُدلجٍ ، لحروفها قارئ ..

*******

بين سوادِ إِنسانٍ ،، و بياضِ آخر ،،
مساحاتٌ رماديّةٌ من العنصرية ..!!

لسانُ حالِ غرور و ظلمٍ ، يتحدّث :
قف مكانَك أيّها العبدُ الملثم بالسّواد ،
أنت َ صِفرٌ ، وفقرٌ ، وعُهر ..
أنتَ مرضٌ ، و جهلٌ ، وذلّ ..
أنتَ فناءٌ ، وعارٌ ، و خبث..!!
أنت مجرّدُ نكرة مبهمة ، عصيّة التعريف على قوانين ( الحريّة )
لا لشيءٍ إلا لأنّك خُلقتَ مكلّلاً بالسواد ،
و خلق ( الأحرارُ ) مجلّلين بالبياض ..!!

********

بين سوادِ الدّرهم ، وبياضِه ،
مساحاتٌ رماديّةٌ من الكدح ..!!

ركضٌ محمومٌ خلف القوت ،
ومشيٌ في مناكبها لتحصيل رزقٍ بالتّكاسُلِ قد يفوت ،
غنىً فاحش ، ونفوسٌ غدت بالطّمع أشدّ سواداً من ليل ،،
أو فقرٌ مدقع ، ووجوهـ تشرّبت بياض النّهار ،،
فلبِسَت ملامُحها شحروبَ الموتى ..!!

*******

بينَ سوادِ شعرةٍ ، وبياضِها ،
مساحاتٌ رماديّةٌ من العمر ..!!

أيّامٌ تمرّ ، وسنينٌ تركضُ إلى حتفِها ،
نفوسٌ غافلة ، في ميادين الهوى لاهية ،
و نفوسٌ أخرى مشفقة ،
عن زُخرُف دنياها متجافية ،،
أرواحٌ بعد ذلك برزخيةٌ هائمة ،،
في نعيمٍ أبديّ ، راضية ،
أو عذابً سرمديّ ،
تردد : ليتها كانت القاضية ..!!

********

بين سوادِ الكذب ، وبياضِ الصّدق ،
مساحاتٌ رماديّة من الاحتيال ..!!

كاذبون نحنُ ، ولااستثناء
نمارسُ الكذب ، ثمّ نعتذر إلى مبادئنا
قائلين : نحنُ لا نكذب، ولكن نتجمّل ..!!
أو نصبِغُ أكاذيبنا السّوداء بقشرةٍ بيضاء
ليسهل مرورها تحت أعين البسطاء ..!!
و لنخفّف على نفوسنا وطأة الذّنب ،
و تأنيب الضمير ، في الجهر ، و الخفاء ..!!

و تبقى المساحاتُ الرّمادية
، بين السّواد
و البياض ،
أكبر من أن يحدّها خيال ..!!

*******

نقطة على آخر السّطر :

قال خطّاط :

ولي خـــطّ ، وللأيّام خـــطٌ
وبينهــــما مُخالفـــــةُ المِدادِ

فأنقُشـــُه سواداً في بياضٍ
و تنقُشُهُ بياضًا في سوادِ !