النوافذ المكسورة...

2 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 6 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

التغاضي عن الأخطاء الصغيرة يؤدي إلى الجرائم الكبيرة

"النوافذ المكسورة" هو اسم لنظرية كان لها تأثير واسع خلال السنوات العشر الأخيرة في كيفية إدارة المدن وترقية مستواها، وتقليل نسب الجرائم والمخالفات بأنواعها، وتحولت بعد ذلك لتصبح نظرية ذات تأثير عام في مختلف شؤون الإدارة المدنية والإدارة عموماً وحتى في تطوير برامج الكمبيوتر.
أصل النظرية بسيط جداً كما ظهر في مقال كتبه صاحبا النظرية "جورج كيلينج" و"جيمس ويلسون" في عام (1982م)، حيث قال: "بأن وجود نوافذ مكسورة في الحي يشجع الناس على كسر المزيد من النوافذ ثم الاعتداء على السيارات والسرقة، وأن وجود بعض الأوساخ في الشارع يشجع الناس على المزيد من الاستهتار بالنظافة العامة حتى يصبح الحي لا يطاق".
الحل حسب هذه النظرية هي: الاعتناء بالتفاصيل الصغيرة أولاً بأول، وإنهاء الأخطاء الصغيرة مهما كانت للقضاء على المشكلات الكبيرة، وهذا –طبعاً- كان خلاف النظرية السائدة وهي: التركيز على الجرائم والأخطاء الكبيرة كأولوية بدلاً من العناية بالمشكلات الصغيرة.
أول من قرر تطبيق هذه النظرية كانت إدارة المواصلات في نيويورك والتي عينت صاحب النظرية "جورج كيلينج" مستشاراً لها، وبدأت إدارة المواصلات الثمانينيات الميلادية محاولة تغيير نظام المترو في نيويورك والذي كان معروفاً بفوضيته واعتداء الجمهور على نظافته العامة، وبدأت الإدارة بتنظيف الجدران بشكل يومي من الكتابات التي عليه، وتنظيف القطارات بشكل يومي ومنع المخالفات مهما كانت صغيرة وإبعاد المتسولين، وبدأت بعد ذلك شرطة نيويورك بتطبيق النظرية بشكل تدريجي وبلدية بوسطن وشرطة لوس أنجلوس وذلك كله بإشراف "جورج كيلينج".
في التسعينيات الميلادية جاء عمدة نيويورك الشهير "رودي جولياني" ليطبق النظرية على أوسع أبوابها واستطاع بفضلها أن يغير وجه نيويورك من مدينة للفوضى والإجرام إلى مدينة آمنة منضبطة ونظيفة. كانت الفكرة هي (نسبة صفر من التسامح- zero tolerance), حيث بدأ "جولياني" يركز على منع الذين يمسحون نوافذ السيارات بدون إذن أصحابها على إشارات المرور للحصول على ربع دولار بنفس القدر الذي يلاحق فيه جرائم القتل، وكانت النتيجة مذهلة حيث بدأت نيويورك تتحول سريعاً، وأصبح "جولياني" بفضل ذلك نجماً شهيراً في السياسة الأمريكية.
لو تأملت النظرية فستجد أن الفكرة بسيطة: الخطأ بأنواعه هو وباء معد ينمو ويتكاثر ويتضخم بسرعة، والقضاء على الوباء يأتي مع القضاء على بذرة الخطأ. تأمل النظرية أيضاً يفرز نتيجة أخرى: الناس بطبعهم مستعدون للانضباط إذا دخلوا بيئة شعروا نفسياً أنها منضبطة، ومستعدون بسرعة للانفلات إذا دخلوا بيئة شعروا نفسياً بأنها منفلتة.
تصور أن تطبيقات النظرية وصلت لعالم الكمبيوتر إذ قررت "أبل ماكنتوش" أنها لن تتسامح مع أي ثغرة أمنية وستبذل كل الجهود لمنع أي ثغرة، وهذا ساهم عبر الزمن أن تكون كمبيوترات أبل بعيدة تماماً عن الفيروسات بأنواعها، بينما بقيت كمبيوترات ويندوز عرضة للفيروسات بشكل متنامي كل يوم.
في دبي -حيث أعيش- يتميز نظام المرور بالانضباط الشديد، بينما جارتها الشارقة لا تتميز بهذه الميزة، وبينما يعمل عشرات الآلاف من سكان الشارقة في دبي، تجد أن الشخص يقود بطريقة متهورة ومخالفة للنظام عندما يكون في الشارقة ثم يتغير أسلوب قيادته فوراً عندما يدخل إلى دبي. مثل هذا يحصل في الإدارات الحكومية والشركات حيث يتغير سلوك الإنسان عندما يشعر بالانضباط من حوله مباشرة، والأمثلة التي لدى كل قارئ من القراء على ذلك لا تعد ولا تحصى.
لاحظ أن الفكرة هي: التركيز على منع الأخطاء الصغيرة، ولكن هذا لا يعني إشاعة جو من الجبروت والعقاب الشديد؛ لأن لهذا أثره السلبي والعكسي حين يثير التحدي في نفوس الناس، ولكن الأصل هو منع الأخطاء فقط لإشاعة الجو النفسي بالانضباط، وهذا سيتكفل بامتناع الناس عن الأخطاء صغيرة وكبيرة دون الحاجة لأنظمة العقاب الشديدة التي يظن بعض المديرين أنها الحل الوحيد لمنع الأخطاء.
جوهر الفكرة هو: عدم التسامح مع الأخطاء مهما صغرت، والتركيز على أن يشعر الناس أنهم يعيشون ضمن إطار نظام لا يرحب بالفوضى والخطأ؛ لأن الناس في طبعها يحبون ذلك، وسيلتزمون بالنظام عندها

مشترك منذ تاريخ: 07/11/2010

السلام عليكم

أشكرك أخي العزيز على هذا الطرح الذي يحاكي واقعنا

أسمح لي بطرح هذا المثال

أثناء خدمتي الألزامية في أحد المشافي العسكرية كان الطبيب المسؤول عنا يركز كثيرا على أهمية التعقيم فقبل فتح العدة الجراحية كان علينا ان نضع الماسك على وجهنا حيث يغطي الأنف والفم وكذلك قبعة على الراس بحيث يغطي كامل شعرنا من الأمام فأي خطأ في شؤون التعقيم يعرضنا للعقوبة مما جعلني اقدس التعقيم وأشعر بأهميته

وبعد انهاء خدمة العلم عدت للوظيفة في احد المشافي الوطنية حيث الأستهتار بالتعقيم فما كانت الا ايام قليلة حتى وجدت نفسي مثلهم لا ماسك لا قبعة

ربما يقول احدكما لماذا تفعل ذلك وتعرف انه خطأ

والجواب ان الطبيب الجراح الذي يكون على تماس مباشر مع المريض لا يضع الماسك على وجهه كما يجب مما يشعرني بعدم جدوا وضعه من قبلي

(الخلاصة انني اريد ان اقول ان على المسؤول عن تطبيق القوانيين والأنظمة انيكون  قدوة لنا لكي نشعر باهمية التطبيق )

أكرر شكري لك أخي سر الحب

 

كن للناس كالشجر يرمونها بالحجر فيعطيهم من أطيب الثمر

صورة  Derya1988's
User offline. Last seen 11 سنة 43 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 24/07/2009

لأكون صادقة لم أقرأ المقال كاملا لكن تعقيبا على ردك أخي أبو شيركو برأي  كل أنسان بموقعه مهما كان أعتبره مسؤولا وعلي من نفسي

لا أقول أن كلامك خطأ(لابد أن يتأثر الأنسان ) ولكني أعتقد أنو كل أنسان يجب أن يفعل مايتوجب عليه فعله بغض النظر عن الآخرين لأننا وصلنا لمرحلة وصلت فيها قناعتنا وشخصيتنا إلى النضوج ولا داعي لأن أفعل كما يفعل غيري لمجرد أن غيري يفعله

وانا كمان بدي أعطيك مثال (أغلب الناس ترمي الأوساخ على الأرض لمجرد ان الأرض متسخة مسبقا لكني ضد رمي ولو ورقة صغيرة على الأرض فانا أسعى للحفاظ على النظافة على قدر أستطاعتي بغض النظر للآخرين )

أشكركما سر الحب وابو شيركو وأعدك أني سأقرأ المقال بعد الأفطار ....

لكي تحافظ على أحترامك لنفسك من الأفضل أن تزعج الناس بفعل ما تعرف أنه الصواب على أن ترضيهم بفعل ما تعرف أنه الخطأ.....