إن كان الحنين في قلبك فلا تنتظر أن يأتي يوم بعيد
 
فالغد لا يأتي أبداً وليل انتظاره ظلامه شديد
 
لا تنتظر المديح من رفاق الدرب فأكثرهم للحق كارهون
كُن صادقاً وفياً للقلب واتبع إحساسك وعبّر عن ما تشعر به لا ما به يشعرون
ميزان الوجود يزِن مثقال أعمالك في رحلة حياتك لا ما هُم يعملون
 
ولا تخشى قلبك واستفتيه فمن أعلم بحقيقتك سوى النور الذي انطوى فيه؟
قلب لم يفتح بابه للأنانية يوماً بل تراه يرحّب بصدق النية وسموّها دوماً
فاسترخِ وعِش الحياة بابتسامة طفل صغير وقلب ينبض بالحنين
حنين للبيت العتيق وأعلى رفيق يمحو معه الشكوى والأنين
ضَعْ ذكرى مخاوفك وحسرتك ومرارة تجربتك في كتاب الذكريات
هذا مكانها فلا تلبّد سما الربيع بغيوم الخريف وتحيا نادماً على ما فات
 
ما الماضي سوى ذكرى ما كان وما الغد سوى أملُ ما سيكون
وأنت حاضرٌ بين وهمين لا تملك حيلة في استرجاع ما كان وفي معرفة ما سيكون
ما ظننت نفسك مالكه لم يكن سوى ليل تلحّفَت بستاره أشباح ذكرى وأحلام ماضٍ وظنون
لا تملك سوى يومك لتبدأ رحلتك فإن لم تبدأها اليوم فمتى تكون؟
 
ها قد اقترب الفجر فتهيّأ لملاقاته بسكون، لتعانقه بسلام بعيدا عن كل عذر وهدف مجنون
لست هنا لترغب وتتحسّر وتتمنى، بل لتكون
إن لم تكُن حيّاً مع الفجر فمع من ستكون؟
إن لم تكُن حياً الآن فمتى تكون؟
وإن لم تكن حياً هنا فأين تكون؟
هنا والآن وإلا ضاع الوقت وتلاشى كالدخان في كل زمان ومكان