حب الفضائح...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

لم يخطئ الفيلسوف " نيتشه " حين قال:
( نحن مهووسون بالفضيحة حد الخلاعة ) ويبدو أن الإنسان من طبيعته حب الفضائح ويكفيك أن تذهب إلى محركات البحث وتكتب " فضيحة " لترى النتائج المهولة التي تظهر لك حب الفضيحة والهوس بها ليس مقصورا على أحد  وتجد ذلك في جميع المجالات وفي جميع المجتمعات وحتى الدينية والطائفية التي تروج للفضيلة تجدها تبحث عنها بشغف ..! وغالبا ما تنحصر في العقائد بزعم أن الطائفة الأخرى على باطل وحتى الدول المتقدمة كأمريكا مثلا تجد لديها مواقع وقنوات فضائية متخصصة لهذا الشأن فهي تكسب رزقها من مطبخ الفضائح بدءاً من فضائح الساسة إلى الفن والرياضة فهي تدر عليها الأموال الطائلة. لذلك دائما تجد هناك عيون متعطشة وجائعة لكل فضيحة تبحث عنها حتى في النفايات خصوصا للناس الناجحين والوجهاء في المجتمع  وما ذاك إلا من " خسة " ونقيصة في أنفسهم.

الإنسان " السوي " في سلوكه وتفكيره لا يبحث عن فضائح الآخرين أوالترويج لها بل يستر عوراتهم ، وزلاتهم خصوصا تلك التي تنثال على بريدك الإلكتروني ولا أدري أين المتعة الكامنة حين تدخل على بعض المواقع  وخصوصا بعد طفرة الميديا وعلى سبيل المثال موقع ( you tube ) ما إن تبحث عن مقطع رياضي أو حتى مسرحية قديمة إلا وتظهر لك مقاطع أخرى لا تمت لبحثك بصلة تتحدث عن فضيحة معينة والأدهى حين يكتب صاحب المقطع أن هذه المرأة أو هذا الرجل من الدولة الفلانية أو الطائفة الفلانية لتجد سيلا من الحمقى يعقّبون عليه.
حين تأتيني رسالة على بريدي الالكتروني من هذا النوع ، فإني رأسا أمسحها ، ولا أساهم في ترويجها حتى ولو كانت لعدوي؛ وما يدريني لعل المساهمة في ترويجها قد يعود عليّ بالضرر. ولذلك قديما قالوا:
عدو عاقل أفضل من صديق جاهل.