تقرير فلاكسنر...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 4 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

 مافيا الطب الحديث... تقرير فلاكسنر

    تقرير فلاكسنر وإعلان ألما آتا: بداية المؤامرة

    تقرير فلاكسنر:
    بين العامين 1910 و 1925 وبسبب القواعد التي ظهرت في تقرير فلاكسنر، قامت الجمعية الأميركية الطبية وجمعيات كليات أميركا الطبية بالحدّ من طرق العلاج الطبيعية. وظهرت في المدارس الطبية طرق تعليم الطب الحديث بإسم العلم وتطبيقاً لما ورد في تقرير فلاكسنر. لم يكُن لدى هذه المدارس خيار في اختيار ما يريدون تطبيقه من علوم طبية، فإقفال أبواب هذه المدارس كان النتيجة الوحيدة لعدم تطبيق القواعد التي وردت في التقرير المذكور. وقد انخفض عدد المدارس الطبية من 650 إلى 50 مدرسة، ومعه عدد الطلاب الذي انخفض من 7500 إلى 2500 طالب.
    وهكذا أصبح مستقبل الطب وصحة البشر متعلقاً بين أيدي طبقة الذكور الراقية.

    إعلان ألما آتا:
    في عام 1977 ظهر ما يُسمّى بإعلان (ألما آتا) والذي أعطى الحق لمنظمة الصحة العالمية بالتوسع والإنتشار في تطبيق تقرير فلاكسنر، ليس في أميركا الشمالية وحسب، بل في جميع أنحاء العالم.
    مرة جديدة، بإسم الطب والصحة العالمية وتحت شعار (الصحّة للجميع)، تمّ وضع معايير وقواعد عالمية جديدة فيما يختص بالأدوية. ومنذ ذلك الوقت انتقلت السيطرة على صحّة البشر والتلاعب بها من مستوى قومي إلى مستوى عالمي، أي من حكومات قومية إلى حكومة عالمية واحدة تملك زمام الأمور. حكومة عالمية واحدة لم ينتخبها أحد. حكومة عالمية عيّنت منظمة الصحة العالمية طبيبها العام. ومَن الذي يدير منظمة الصحة العالمية؟
    الأمم المتحدة، السياسيين التابعين لأثرياء العالم أو المموّلين، بمَن فيهم الداعمين لتقرير فلاكسنر وما ورد فيه.

    أين نُنقِق مالنا؟
    1 – إختبارات تشخيص المرض: فحوص المختبرات، اختبارات الأشعة، وغيرها من لائحة الفحوص التي لا نهاية لها، جميعها تتطلب معدات وأجهزة باهظة الثمن وخبراء متخصصين يعملون عليها بأجور عالية أيضاً. هذه المعدات هي كالسيارات لأنهم دائماً يطلبون أحدث أنواع المعدات المتوفرة في السوق حتى أصبح الأطباء في حال من انعدام تام للقدرة على تشخيص المرض دون استخدام معدات الأشعة والفحوصات، ومنذ متى وهم يعلمون شيئاً عن علم الفراسة والتشخيص والصوت واللون وغيرها من العلوم التي تم منعها وكبتها وإخفائها لأجل مصلحة مافيا الطب الحديث؟

    2- الأدوية والمسكّنات: يصعب على المريض مغادرة عيادة الطبيب دون وصفة دواء في يده. وغالباً ما يفقد المرضى ثقتهم بالطبيب الذي لا يصِف لهم دواء ويحاولون البحث عن طبيب آخر. وبعد أن يصف لهم الدواء وحين يختفي عارض الداء ويظهر بعده عارض آخر نتيجة الآثار الجانبية للدواء الأول، يعود المرضى لعيادة الطبيب من جديد يطلبون دواء آخر، أي داء فوق الداء وهكذا....

    3- المستشفيات: لا تتعب نفسك أخي القارىء في التساؤل عن الأشياء المكلفة والباهظة في المستشفيات فكل شيء فيها مُكلف وباهظ. وتذكّر أن واحد من ثلاثة مرضى يدخلون المستشفى، يدخل بسبب الآثار الجانبية التي تسببها أدوية العلاج.
    4- أتعاب الموظفين: جميعها تتناسب والخدمات التي تلقيناها منهم أثناء وجودنا في المستشفى.

    5- أتعاب الإدارة: عبارة عن حساب كل التكاليف الطبية من فحوصات وعلاجات وغيرها، وكلما كان نظام العلاج أطول وأكبر كلما زادت التكلفة والأتعاب.

    والنتيجة:
    جميع مؤسسات الطبابة المزيفة هي في الواقع مؤسسات مرَضيّة وليست طبيّة.
    الطبيب لا يهمه سوى المرض. هو يركّز على المرض ليس على صحة الإنسان.
    وما هو الحلّ؟
    الحل في فهمنا ووعينا وإدراكنا لمفهوم الصحة أولاً حتى نعي ما هو المرض.
    ما هي الصحة؟
    وفقاً لعلم الطب الحديث فالصحة تعني غياب المرض. الحقيقة تناقض هذا التعريف العلمي للصحة، فبماذا نفسّر إصابة أحدهم بنوبة قلبية رغم إجرائه فحصاً طبياً لم يشِر إلى وجود أي مرض وإلى أن جسده يعمل بشكل طبيعي؟ بماذا نفسّر شعور أحدهم بتعب وإرهاق ووخز في مكان ما وحين يجري الفحوصات يخبره الطبيب بأنه على مايرام ولا شيء يستدعي القلق قائلاً جملته الشهيرة (شوية تعب وإرهاق). وبعد أسبوع يموت الرجل؟ كيف كانت صحته جيدة قبل أسبوع مضى وهو الآن في عداد الأموات؟ مات في صحة جيدة؟ مات لأنه في صحة جيدة؟ ما هو ميزان تعريفنا للصحة إذاً؟... بدايةً هو ليس تعريفاً بل فهماً لنظام الكون والوجود. الوجود جسد كبير وما نحن سوى أجزاء من هذا الجسد إن اعتلّت فالسبب في فقدان الإنسجام، التوازن والإتزان. الصحة لا تأتي إلا بالفهم العميق لنظام الكون الأبدي.
    تعلّمنا وتعلم أطبائنا وحفظوا تعاريف محدودة جامدة عن الصحة وما هي سوى مفاهيم مادية لا ترى في الإنسان سوى جسداً وتغفل الحقيقة الكبرى لأنها تتجاهل اتصاله بالوجود... تلغي الأساس الذي قام عليه الطب النبوي وكل طب قديم حكيم عالج الإنسان على أنه موجة من الطاقة في بحر طاقة هذه الأكوان. وما الحياة في نظر الطب الحديث سوى حكاية تبدأ مع ولادة الجسد وتنتهي بموته. ونحن شربنا وقبلنا وتم تشفيرنا على فكرة أنه من الواجب والطبيعي على الإنسان أن يبدأ في مرحلة ما من حياته بعد مرحلة الشباب بمواجهة بعض الأمراض أو المتاعب التي تزداد كلما تقدم به العمر ومرّ عليه الزمن، فتصبح الحياة مجرد خطوات تدريجية تجرّنا نحو الموت.
    المرض، المعاناة، الشيخوخة والموت ما هي إلا أوهام فكر مشفّر فقد صاحبه حريته وقيدته سلاسل الزمان والمكان. والآن بنظرة سريعة على أسلوب حياتنا سنجدها تتمحور حول هذه المفاهيم والأوهام من ضمان الصحة والتأمين على الحياة (حياة ما هي إلا موت بطيء)، التقاعد، وخدمات دفع تكاليف الجنازات وغيرها....

    من نحن إذاً؟
    لسنا سوى آلات تمّت برمجتها لتولَد وتطيع، آلات عليها أن تكون ضمن قطيع مطيع إن أردات أن تحيا في الغش الذي نحياه. آلات تولد لتطيع ثم تدرُس وتعمل وتستهلك ثم تأتي الشيخوخة وبعدها الموت. هذا ما نسميه بالحياة. خريطة مرسومة واتجاهاتنا فيها محددة سلفاً. نمشي الطريق الذي رسموه لنا ونحن مُبَرمجين، مشفرين وتابعين. ونخفي خضوعنا وجهلنا تحت أجمل العناوين مثل القدر والنصيب. أتينا لنحيا آية خلقها الله بعناية فتحولنا إلى آلة ونفاية.

    الصحّة الحقيقية
    الصحة الحقيقية كما اختبرها وعاشها العلماء والأنبياء والحكماء بعيدة تماماً عن كل هذه الهشاشة والسطحية. هي حالة نحياها في تناغم مع الوجود ونحن نزور هذا البُعد الكوني (الأرض) خلال رحلتنا الروحية الأبدية. أرواحنا كانت موجودة قبل ولادتنا. هي موجودة منذ الأزل وستظلّ إلى الأبد في صحة كاملة متكاملة شافية معافية.