قليل هم الجنود المجهولون الذين يعتبرون من الرواد في وسطنا الكردي
الذين نقرأ نتاجهم و أعمالهم وما يقومون به من خدمات جليلة لوطنهم و أمتهم
في ظل ظروف قاسية من تجهيل و إهمال و عدم مد يد العون لهم
و أكثر هذه الصفوة نراها في صفوف المشتغلين بالأدب الكردي و ترجمته
و قد شاءت الصدفة أن أتعرف على أحدهم و هو :
(( الصحفي و المترجم الكردي : بسام مصطفى ))
و قد دار بيننا هذا الحوار العفوي دون إعداد مسبق
و هذا نص حوارنا بالكامل .......
- عماد يوسف :
ماذا تفعل هذه الأيام ؟
• بسام مصطفى :
اعمل على مشروع ترجمة من اللهجة السورانية الى اللهجة الكرمانجية
أعمال أدبية
- عماد يوسف :
جميل
رائع ما تقوم به
ما هو مستوى الأدب الكردي ؟
• بسام مصطفى :
باختصار ما زال بعيدا عن العالمية لكنه يحتوي نفحات جميلة
- عماد يوسف :
و كيف هي الصورة التي يبرزها الأدب الكردي عن المجتمع الكردي للعالم ؟
ومن المعروف أنه إلى الآن أدبنا فقير كميا
• بسام مصطفى :
هناك في السورانية خطوات لا بأس بها لإظهار المجتمع الكردي على حقيقته
و كلها تجارب
أنا اسميها تجارب
محاولات
- عماد يوسف :
قصدك لم ترقى أن تأخذ تيار أدبي
أو بمثابة مدرسة أدبية يشتغل عليها كتاب و أدباء ؟
• بسام مصطفى :
ربما
لكنها تجارب جديرة بالاحترام
- عماد يوسف :
جميل
و ما مدى تطور ترجمة الآثار الكردية إلى اللغات الأخرى ؟
• بسام مصطفى :
ليس بالمستوى المطلوب
- عماد يوسف :
اها
أنت تترجم من السورانية للكرمانجية و بالعكس ؟
أم إلى العربية أيضا ؟
• بسام مصطفى :
من السورانية للكرمانجية لأنهم يطلبونها أكثر
و في مشروعي الشخصي أن أترجم من السورانية إلى العربية
حتى الآن فقط من سوراني لكرمانجي
طبعت 3 كتب و ال4 على الطريق
و الخامس في طور المراجعة
و السادس في طور القراءة
- عماد يوسف :
جميل
هل لك بإخباري عن الكتب التي ترجمتها ؟
و نوعيتها ؟
• بسام مصطفى :
هناك كتاب لا بأس بهم
سأترجم -بإذن الله- كل كتب بختيار علي
هناك مجموعة كتاب مشهورين هنا
أحاول نقلها إلى الكرمانجية
مثل بختيار علي
عطا نهائي
شيرزاد حسن
بروج اكري
فرهاد بيربال
- عماد يوسف :
ما الكتب التي قمت بترجمتها ؟
اقصد عناوينها ؟
• بسام مصطفى :
امرأة خناء – ميم - حلم العناكب
مساء بروانه تحت الطبع
فندق أوربا في المراجعة
مثلا كتاب عطا نهائي يتحدث عن جمهورية مهاباد لكن بشكل ليس مباشر
- عماد يوسف :
عن ماذا يتحدث كتاب امرأة خناء ؟
• بسام مصطفى :
هي للكاتب شيرزاد حسن
و هي عبارة عن رجل عجوز يروي مغامرات شبابه
- عماد يوسف :
اها
جميل
هل هي مغامرات شبابية أم فيها حكم و أفكار ؟
• بسام مصطفى :
ظاهريا مغامرات شبابية لكنه حكمة الحياة
- عماد يوسف :
هل لي بمثال صغير عنها كي أتعرف اكتر عليها ؟
• بسام مصطفى :
عن الكتاب؟
- عماد يوسف :
أي
• بسام مصطفى :
مثلا العجوز يروي للجماعة تعلقه و حبه لامراة عربية
هنا أرى انفتاحا مقصودا أو غير مقصود
فمثلا الحب لا يعرف القيود القومية...
و الرواية هي عن هذا الحب أو هذه العلاقة
- عماد يوسف :
جميل جدا
و كيف يعرض الكاتب أفكاره ؟
اقصد الأسلوب ؟
هل هو سردي أم قصصي حواري ؟
• بسام مصطفى :
يستخدم النوعين معا السرد و الحوارات الروائية
يعني هو جالس مع أولاده و صديقهم -الراوي- و يسرد لهم ذكرياته
و الشباب يسألونه أحيانا و هو يرد
رغم أن المقاطعات قليلة لحرصهم على سماعه أكثر و أكثر
- عماد يوسف :
جميل
كأنه يمثل دور الحكواتي يعني ؟
• بسام مصطفى :
نعم
- عماد يوسف :
و ماذا عن فندق أوربا ؟؟
• بسام مصطفى :
فندق أوربا حاليا قيد المراجعة
للكاتب فرهاد بيربال الذي يتحدث عن فترة من حياته عاشها في أوربا
أوربا - باريس فرنسا
و اشتغل في فندق يسمى بهذا الاسم
هوتيل أوربا
- عماد يوسف :
هل هي مثل مذكرات أم رواية ؟
• بسام مصطفى :
نعم...
كل عمل أدبي يمكنه أن يشتمل على عدة أنواع أدبية فمثلا هذه الرواية هي مذكرات شخصية للكاتب لكن مكتوبة بشكل روائي أدبي
هي رواية و ليست مذكرات لكنها تحوي بعض مذكراته
و مشاهداته و تجاربه هناك في بلاد الغرب
- عماد يوسف :
جميل
أكيد كتاب مساء بروانه عن كردستان أم ماذا ؟
• بسام مصطفى :
عن الظلم الذي تتعرض له النساء في كردستان
فبروانية بطلة الرواية تقتل على يد أهلها في تجمهر مهيب مع صديقة لها
- عماد يوسف :
ماذا تعني كلمة (( بروانه )) ؟
بروانه اسم فتاة ؟
• بسام مصطفى :
نعم و تعني فراشة بالكردية للدلالة على ضعف المرأة بعامة
اسم رمزي
- عماد يوسف :
اها جميل
من كاتب هذه الرواية ؟
• بسام مصطفى :
كاتبها بختيار علي
- عماد يوسف :
طبعا لكل لغة صورها و رموزها للأشياء
فما مدى تفرد الكردية برموزها ؟
و هل هي تعتمد على الرموز المتداولة في الآداب الأخرى كالفارسية و العربية ؟
• بسام مصطفى :
نعم هناك استخدام للرموز -كثير أو قليل- في الرواية الكردية...
فمثلا الاسم ذاته بروانه رمزي لحد كبير
و نرى هذه الكلمة في أعمال الجزيري و نالي و غيرهم
بختيار كثيرا ما يستند على الأسطورة و الرموز الكردية
للتعبير عن فكرة حديثة
- عماد يوسف :
إذن تتميز الكردية برموزها و صورها الخاصة ؟؟
• بسام مصطفى :
نعم طبعا لكن طريقة التوظيف و الاستخدام هي المهمة
فأنا لست مع التوظيف التقليدي الكلاسيكي
بل العميق الراهن الجارح الجامح
رغم أن الأساس يبقى الرمز المستمر و الباقي
فمثلا ربما أن مهاباد هي رمز كردي و لو حديث بعض الشيء
لمن في رواية عطا نهائي التي تدور عنها - كولى شوران - ورود شوران نرى هذه الكلمة قليلا و في حدها الطبيعي بل أن بطل الرواية لاس أثناء انشغاله بنضاله القومي من اجل هذه الجمهورية
و بعد غيابه الطويل 15 عام
ينسى من قبل الكل
و يعلن خبر موته و هو حي
و حسب عادات الكرد آنئذ يتزوج أخاه من زوجته
- عماد يوسف :
اها
نأتي للجمهور
ما مدى إقبال الشعب الكردستاني على القراءة ؟
• بسام مصطفى :
قليل
- عماد يوسف :
ما السبب برأيك ؟
• بسام مصطفى :
أسباب كثيرة القراءة لم تصبح بعد ثقافة يومية لدينا
أسباب اجتماعية و نفسية
ليس الكرد فحسب بل المنطقة برمتها
- عماد يوسف :
و ما مدى تشجيع حكومة اقليم كردستان للترجمة ؟
أو تسهيل عمليات الطبع و النشر ؟
• بسام مصطفى :
هناك تقصير بالفعل
فبدلا من إقامة مهرجان بآلاف الدولارات عليهم تشجيع الترجمة مثلا
و افتتاح معاهد أو دور خاصة لهذا الأمر
أو تشجيع المترجمين
فالترجمة مهمة جدا لاغناء أي لغة
حتى أن عصر النهضة الأوربية مثلا بدأت بالترجمة
و المأمون كان يعطي ثمن لترجمة ذهبا
آلاف الدولارات تصرف على مهرجانات ليست مهمة
- عماد يوسف :
نعم
أ لا تفكر بترجمة هذه الأعمال إلى العربية أيضا ؟
• بسام مصطفى :
بلى و هو مشروع مستقبلي هام لكن الرغبة الآن تنحصر أكثر على الترجمة من السورانية إلى الكرمانجية فليتعرف الكرد على بعضهم أولا و ثم نستطيع تعريف أدبنا للشعوب الصديقة و البعيدة
- عماد يوسف :
فنحن في سوريا القليل منا من يقرأ بالكرمانجية
بل تستطيع أن تقول من النادر أن تجد من يقرأ ؟
• بسام مصطفى :
نعم بالتأكيد...
ربما إن المشروع برمته يتجه صوب كرد الشمال أي كرد تركيا
و ذلك لرغبتهم في التعرف بشكل أعمق على أدب أشقائهم في العراق
- عماد يوسف :
جميل
• بسام مصطفى :
و هي خطوة تدفع إلى تعلم الكرمانجية
الترجمة مهمة فمثلا إذا ترجمت كل أو اغلب الكتب الأدبية العالمية إلى الكرمانجية لزادت الرغبة في تعلمها
- عماد يوسف :
صدقت
الإكثار من الشيء يدفع إلى تعلمه بشكل عفوي
نتمنى لك كل التوفيق في عملك
• بسام مصطفى :
شكرا لك
- عماد يوسف :
و نتمنى لك تحقيق هدفك في التقارب بين أبناء الشعب الكردي
طبعا ضل عندي طلب أخير
بدي استأذنك على نشر هذا الحوار العفوي
لأنه بالفعل رائع
و قد يستفيد منه البعض
• بسام مصطفى :
أنت حر فيما تعمل
- عماد يوسف :
يبدو لنا الأستاذ بسام مصطفى هو مشروع مترجم
• بسام مصطفى :
ما القصد من مشروع مترجم ؟
- عماد يوسف :
هدفنا تعرف الناس عليك و عملك الفردي
حتى يتشجع شعبنا الكردي و قراؤنا الكرد
للقيام بما يتطلب عليهم
تجاه أدبهم و لغتهم
و شعبهم
و نسعى جميعا أن نكون نقطة في طريق الثقافة الكردية
و نشرها
• بسام مصطفى :
أي
نرجو ذلك
- عماد يوسف :
و تطويرها
نريد أن نظهر للناس القدوة
كما سيرة الأبطال سابقا
بأمثالكم يقتدي المثقفون
• بسام مصطفى :
شكرا
- عماد يوسف :
مع رجائنا للجميع بالتوفيق
و إلى غد كردي مشرق
طيب
أراك بخير
• بسام مصطفى :
أراك بخير إلى اللقاء
بسام انسان مكافح وتعب على حالو كتير
بالتوفيق له بحياته المهنية
شكرا عماد على هذه المقابلة