هذه إستقالتي مع الإعتذار...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 5 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

ليلة أمس شربت نصف زجاجة من الفودكا,على الرغم من أن الروس عارضوا تطلعات الثورة السورية بالفيتو في مجلس الأمن مرتين,ورغم انني قاطعت جميع البضائع الروسية,وقطعت علاقتي بتلك المرأة الروسية التي كانت تتردد علي بين الحين والآخر وتقضي نهاية الإسبوع عندي,كتبت لها رسالة مسج من هاتفي الخليوي مفادها,إستنكارا وتنديدا بموقف روسيا في مجلس الأمن ضد الثورة السورية وسياسات الكرملين الموالية لنظام الأسد,فأنني أقطع معك كل علاقاتي الدبلوماسية,والغي بموجب هذا المسج كل العقود المبرمة بيننا,والعقود الإستراتيجية المتعلقة بالحزام الشرق أوسطي, وما تحت الحزام,واعتبارا من تاريخه تعتبر كل العقود المبرمة ملغية بحسب القانون الدولي واتفاقية جينيف,وبالرغم من ردت بأنها تعود في اصولها الى اوكرانيا إلا أنني بقيت مصرا على موقفي وإعتبرت إن كل من كان في الإتحاد السوفيتي السابق هو شريك في معاناة وشريك في الجريمة التي تحدث في سوريا بطريقة ما

لكني رغم كل هذا حنثت بوعدي شربت نصف زجاجة من الفودكا,وبما أنني من أولئك الأشخاص الذي لايحتملون الكثير من الكحول ,و لا يحتملون جرعات كبيرة من الخمر,لذا بعد وقت قصير كنت عائما في الهواء منتشيا بروح الفاكهة الذي بدا يلعب في عروقي ,وفي وقت من الأوقات ظننت نفسي بأنني رئيس الحزب,تقمصت تحت تأثير الخمر شخصية رئيس الحزب الكردي بكامل تفاصيله,ووجدت نفسي مسؤولا عن شعب بأكمله,مسؤول عن طموحات أمة بأكملها,وبعد أن إسترجعت في ذاكرتي حال الحركة السياسية ووضع المواطن الكردي وحياته ومعيشته القاسية والمؤلمة والظروف الصعبة التي يعيش فيها هذا الشعب الطيب,بكيت كثير,ومزقت قميصي,ولكنني في النهاية وبعد أن هدأت قليلا,قررت أن أستقيل وهذا هو نص إستقالتي من منصبي كرئيس للحزب

بإسم الشعب

الأخوات والأخوة في الحزب الإتحاد الشعبي الإشتراكي الديمقراطي الإسلامي الليبرالي الموحد

يا جماهير شعبنا الكردي في الداخل,يا أبناء أمتي في المهجر وفي مدن الصفيح وخيام الدول الشقيقة والصديقة,والمبعثرين على وجه الأرض من جزر فوكوشيما مرورا بأدغال أفريقيا وأمريكا اللاتينية وكامبات أوربا الحاصلين على حق اللجوء والذين لم يحصلوا عليها بعد,وحتى بلاد الهمبرغر في أمريكا وثلوج آلاسكا

 أنا رئيس حزب الإتحاد الشعبي الإشتراكي الديمقراطي الإسلامي الليبرالي الموحد,قررت الإستقالة من منصبي كرئيس للحزب والإنضمام الى صفوف المواطنين والشعب وشباب الأمة,لأداء واجباتي كمواطن عادي في صفوف الجماهير

 يا أبناء أمتي الشرفاء,أن قراري هذا جاء بعد تفكير عميق وتفحيص وتمحيص وتحميص,لقد فكرت مليا بحقبة ثلاثة عقود من الزمن, مرحلة إستلامي لرئاسة الحزب حتى الآن,وفكرت باحوال الوطن والمواطن الكردي الباسل والبائس في نفس الوقت,وقارنت إيجابيات هذه المرحلة وسلبياتها,وفي لحظة صفاء بيني وبين نفسي,حاولت أن أتذكر الخدمات التي قدمتها والتي لم أقدمها,لهذا الشعب الذي صفق لي طويلا في أعياد النوروز,والمناسبات والندوات,الى أية مدى كنت شريفا ومحافظا لأحلام هذا الشعب الكريم في نيل حقوقه السياسية و الإنسانية,الى أية مدى إستطعت أن أكون خادما وأمينا في تحسين حياة المواطن الإنسان في خبزه,ومازوته,وعمله وصحته ومسكنه ودفاتر وأقلام أطفاله,الى أية مدى كنت حريصا وأمينا على تطبيق نهج الحزب وسياسته ونظامه في الحفاظ على وحدة الصف الكردي والنضال من أجل حقوقه العادلة,والى أية مدى كنت كنت ملتزما بإجتماعات حزبي وحريصا على تفعيل الكوادر والناشطين في صفوف الحزب

 يا جماهير شعبنا الكردي العظيم,أعترف لكم في لحظة يقظة ضمير كان نائما نومة أهل الكهف,أعترف لكم بإنني أنا وحزبي لم نسطع أن نكون بقدر حمل مسؤولية حقوقكم ولم نكن بحجم أحلامكم المشروعة,وكان تقصيرنا كبيرا وذات أثر سلبي كبير سواء بقصد أو من غير قصد

فطوال عقود ونحن نختلف في طبيعة الطرح ونختلف في الأيديولوجيا ونتصارع في صيغة الشعار وتقديم المفردة وتأخيرها ونسينا في خضم هذا الصراع خدمة المواطن الكردي الشريف الكادح,ونسينا حقوقه كإنسان بالدرجة الأولى,وكإنسان كردي بالدرجة الثانية,ونسينا أو تناسينا الدخول الى مفردات الحياة الكردية اليومية وما يتعلق بمعيشته وحياته اليومية و أبتعدنا عن همومه الملحة اليومية ومتطلبات معيشته ومعيشة أطفاله من عمل وملبس ومأكل وتعليم وصحة,وتركنا المجال الأوسع للجهات النافذة لإفقار الشعب أكثر وأكثر ووقفنا متفرجين وشعبنا يتشرد من قراه ومدنه وبيئته بحثا عن لقمة الخبز لأطفاله,وإننا لم نحصل حتى على شرف المحاولة لوضع خطة لحماية كيان هذا الشعب العظيم سواء بالتغلغل الى مراكز النفوذ والقرار المحلية أو بإنشاء جمعيات مدنية فعالة أقلها تلك الشبيهة بجمعيات الكنيسة التي كانت عامل مساعد وتطوير لحياة ومعيشة وثقافة المواطن السرياني والكلداني في مدن سوريا

يا جماهير شعبنا العظيم,حتى على الصعيد السياسي ورغم أننا نحن الكرد جميعا متفقين على الثوابت والخطوط العريضة التي تتعلق بحقوقنا القومية وواجباتنا الوطنية إلا إنني بصفتي الشخصية وحزبي بصفة عامة وقفنا متفرجين على حالة التشقق المزري في الكيان السياسي الكردي,والتبعثر الحزبي المؤلم,وكنت أنا وحزبي أحيانا كثيرة عاملا وأداة في إزدياد هذا التشرزم المخزي أخلاقيا والمرفوض منطقا,لتعكس صورة سلبية في ذهنية المواطن الكردي العادي,ويكون مصدر فقدان الثقة وطلاق حنبلي بين الحركة والشارع

 أيها الشعب الكردي العظيم,وأنا أقدم إستقالتي اليوم من رئاسة الحزب,أقر في الوقت ذاته بإنني أتحمل المسؤولية كاملة,أنا وحزبي مع كامل الحركة عن التقصير الكبير والتهاون بحقوق الشعب ومتطلبات حياته الكريمة وأقر بمسؤوليتي الكاملة عن الحالة التي يعيش فيها شعبي من فقر ومرض وأهمال ومستعد لتحمل العقوبة التي يفرضها الشعب هذا الشعب العريق

أعتذر لكل فلاح في حقول القمح في كل قرية كردية لم يستطع شراء الحبوب لأرضه

أعتذر لكل عامل إضطر أن يعمل إثنتا عشرة ساعة في اليوم في النهار حتى يحصل على قوت وخبز أطفاله

أعتذر لكل طفل وطفلة ذهبوا الى المدرسة ووبخهم المعلم وضربهم لأن والدهم لم يستطع أن يشتري لهم أقلام التلوين أو أدوات الهندسة أو ممحاة أو دفاتر

أعتذر لكل أم مريضة تعاني آلام المرض وزوجها العاطل عن العمل والذي لا يستطيع أن يؤمن ثمن العملية الجراحية

أعتذر لأفراد كل العائلات الذين يضطرون للنوم بالعشرات في غرفة واحدة لأنني لم أفكر بهمومهم والبحث عن حل لأزمتهم

أعتذر لكل طالب فصل من الجامعة أو من المعهد ليعمل في الباطون وهو يؤمن بأفكار ومبادئ أطلقتها أنا ولم أتقيد بها انا شخصيا

أعتذر لكل الكرد الذين يخجلون من لغتهم الخليطة مثل طبخة المجدرة,لأنني لم أقدم برنامج لحماية اللغة الكردية في المدن والأرياف

أعتذر لكل الشعب الكردي العظيم,لأنني كنت شريك في سبب معاناتكم,شريك في قتل أحلامكم ,أعتذر لكم لأنني لم أكن قريبا منكم جميعا وكنت بعيدا عن همومكم,منشغلا بحرب الإيديولوجيا,منشغلا بالحزب أكثر من إنشغالي بمبادئه ونظامه

عاش الشعب الكردي العظيم

المجد والخلود لشهداء أمة الكرد

الخزي والعار لأعداء الكرد

الخزي والعار للمتطفلين والمتسلقين والنفعيين على قضية الشعب الكردي العادلة

رئيس الحزب الإتحاد الشعبي الإشتراكي الديمقراطي الإسلامي والليبرالي الموحد,,,,سابقا
...........
عثمان حمو