لا وجود لزمان غير هذا الزمان...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 5 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

لا توجد لحظة كما الآن.. كلام من قبل قد سمعناه... لكننا لم نفهمه. لا وجود لزمان غير هذا الزمان. لا وجود للحظة سوى هذه اللحظة. الآن هي كل ما بالإمكان.
وما البارحة والغد سوى أطياف تسرح وتلهو على مسارح الخيال... سوى تصاميم صنعتها عقولنا. أطياف تتراءى من خلف ستائر مخيلاتنا لكن لا وجود لها على مسارح الأبدية. إن كل ما حدث، كل ما يحدث وكل ما سوف يحدث.. إنما يحدث الآن.
وفهم هذا ليس سهلاً. فهم أن الوقت ليس بحلقات متصلة، بل عنصر من عناصر النسبية الموجودة عامودياً.. وليس أفقياً. لا تفكروا بالوقت أو الزمان كأنه شيء متجه من الشمال إلى اليمين. كأنه خط زمني يهرول مسرعاً من المهد إلى اللحد.. من الولادة إلى الموت في حياة كل فرد.. ومن نقطة بداية حتى نقطة نهاية في حياة الكون.
الوقت أو الزمان هو حال صعود وهبوط وليس يمين أو شمال. لا بداية له ولا نهاية أيضاً. ببساطة إنه هنا. وفي محراب ال(هنا) تنتظركم تجربتكم وأعظم أسراركم. بإمكانكم الإنتقال بوعي داخل محراب ال(هنا) إلى أي زمن وأي مكان تختارون.
 
نعم بإمكانكم السفر عبر الزمن. العديد منكم يفعلون. جميعكم فعلتم هذا وعبر الزمن سافرتم. جميعكم تفعلونها باستمرار.. وتفعلونها غالباً في الحال الذي تطلقون عليه إسم حال الحلم. أغلبكم لا يعي ما الذي يحدث حينها.. وليس في استطاعتكم استعادة وعيكم المسلوب وقتها. لكن طاقتكم ترافقكم.. حيث يتمكن آخرون حساسون لشكل وعبق وهالة الطاقة.. من التقاط نفحات تحكي حكايات من ماضيكم أو مستقبلكم. إنهم يشعرون أو يقرؤون هذه النفحات.. هذه البقايا. هؤلاء من تسمونهم بالوسطاء الروحيين. أحياناً يبقى الكثير من النفحات مرافق لكم.. لدرجة أنكم في مستوى وعيكم العادي تتمكنون من استشعاره. تتمكنون من أن تعوا (بأننا مررنا من هنا من قبل). كيانكم يصرخ بصوت واحد بأنكم فعلتم ذات ما تفعلونه الآن.. من قبل.

 
أو حين تلتقون أحدهم فينتابكم إحساس رائع ومدهش ومذهل بأنكم تعرفون هذا الشخص منذ زمن.. بأنه مألوف ومحبوب ومرغوب. بأنه قريب. لابد وأنكم أمضيتم معه وقت ما في زمن ما في إحدى فصول الأبدية. وإحساسكم هذا صحيح. لقد عرفتم هذه الروح من الأزل.
والأزل والأبد جميعها أشياء هنا والآن. لذا لابد وأنكم قد نظرتم داخل عامودية الزمان.. لأعلى أو لأسفل فرأيتم مشاهد التقيتم أو تلتقون فيها بهذه الروح.. فعلمتم وأحسستم بأنكم تعرفونها هنا والآن. لابد أنكم قد رأيتم أنفسكم مع تلك الروح هناك.. في مشهد التقيتم خلاله بها أو ستلتقون خلاله بها.. فجزء منكم موجود في كل فصل من فصول الأبدية.
تظنون الأمر مستحيلاً..
 
ليس مستحيلاً. لطالما كنتم البارحة والآن وغداً. لطالما لم يمر وقت على الزمان لم تكونوا فيه موجودين. ولن يمر وقت لا يكون لكم فيه وجود.
نعم.. لربما سمعتم بأن هناك أرواح قديمة وأخرى جديدة. لكن لا وجود في الوجود لأشياء أقدم من أشياء. كل ما هو موجود وجد معاً سوياً في لحظة وجود. لا شيء وجد قبلاً ولا شيء وجد بعداً. كل شيء موجود هنا والآن. أما تجربة الأقدم والأحدث.. فهذه عائدة لمستويات وعي الروح نفسها لنفسها.. لأجزاء من كينونتها. وجميعكم وجوه لكيان واحد موجود. الإستنارة هي أن يعي الوجه الفردي للكل.. للكون.. لله.. أن يعي نفسه كجزء حوى بصمة الكل. تبدأ الإستنارة بالوعي الذاتي.. لجوهر الذات من يكون... وتدريجياً تصبح وعياً لكل جوهر ذات موجود.. ومن ثم لحقيقة أن لا وجود لجوهر ذات منفصل عن الآخر.. وبأن الجوهر واحد. عندها الوعي لله. عندها معرفة الله أو اختباره.