صراع في وادي النمل...

رد واحد [اخر رد]
User offline. Last seen 6 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

نملة تبحث عن حياة سعيدة كريمة عادلة.. ولكنها تصطدم بالواقع المر الذى تعيش فيه.. من ظلم وقهر.. فتحاول أن تتعايش مع هذه المشاكل.. ولكنها بعد محاولات تصل إلى نتيجة واحدة.. وهي.. لابد من مواجهة من هو مسئول عن كل المشاكل التى تحيط بها وبأقرانها.
فتأخذ النملة قرارًا بالوقوف في وجه الأسد الذي أصابه ما أصابه من الكبر والعجز.. فهو المسئول الأول عن ما يحدث من مشاكل في هذه الغابة، حتى ترفع الظلم عنها وعن من معها.
فما وصل إليه حال الغابة نتيجة ضعف وعجز الأسد.. الذي أعطى الفرصة "للفيل والثعلب والضبع" أن يرتع كل منهم في الغابة دون حساب أو عقاب.
فوقفت النملة شامخة بجوار أخواتها من النمل.. أمام الأسد العجوز ومن معه.. وفي كلمة واحدة قالت:
"إن لم ترحل أنت ومن معك عن هنا سوف ندخل إلى رؤوسكم الكبيرة.. ولن نتركها إلا وأنتم ميتون".
وبعد شد وجذبٍ استطاع النمل أن يرهب هذا "الأسد" العجوز ومن معه حتى قرر الرحيل.. ولكنه قبل أن يرحل عهد إلى "النمر" أن يكون هو المسئول من بعده عن حال الغابة وما فيها.. نظرًا لحكمته وقوته.
ونجح "النمر" في امتصاص غضب "النمل".. واستمع إلى مشاكلهم.. وبدء بالفعل في توفير جزء بسيط من الحرية .. فأصبح "النمل" سعيدًا بهذه الحرية التى أعطاها له "النمر" الكريم.. فكان يرتع ويلعب فى الغابة وهو سعيد ونشيط.
ثم عرض "النمر" على النمل أن يأتي إليهم بمكان كبير فى الغابة كـ"الوادي".. ويتم توفير مساكن وأماكن لهم فيه.. ويكون بداية لحياة كريمة.. فتم قبول العرض.
وبعض فترة ليست بالبعيدة جاء إليهم "بالغراب" لكي ينظم لهم أوقاتهم.. فهو لديه الخبرة فى الإشراف وتنظيم الوقت والجهد حتى لا يتم إهدار شيء من ذلك دون فائدة.. فقبل "النمل" هذا العرض العظيم مرة أخرى.. فهو يهدف إلى تحسين أحوالهم.
فكان من أول قرارات هذا "الغراب" هو وضع ساعات محددة للحركة داخل هذا المكان الذى يشبه المدينة.. وتحديد أماكن بعينها للشراء والبيع.
ثم وجد أنه لابد من وجود مساعد يساعده لوضع تقارير عن سير الحياة في هذا الوادي.. فجاء بمجموعة متميزة من "النمل النشيط" لكي يقوم بمراقبة باقي النمل ومحاولات تنظيمهم, فحدث انشقاق بين مجموعات النمل.. بعضها بعضًا.
ثم قام بتعين "عناكب" لكي تتولى متابعة الاتصالات بين النمل وبعضه.
ثم قام بتوظيف مجموعة من "النحل" لتنظيم المعلومات.
وجاء بمجموعة أخرى من "الجراد" لمتابعة الأعمال الإدارية والتنظيمية لهذا المكان.
وهنا ذهب مجموعة من النمل المقهور بلهجة حادة للشكوى "للنمر" من كثرة الخلافات.. وقلة الأداء.. وكثرة الاجتماعات.. وعدم القدرة على العيش في هذا النظام، نتيجة أكل العناكب والجراد لهم.. وعدم وجود طعام كافٍ لمن في المدينة، فقرر "النمر" تغيير هذا النظام.
فقام بتعيين "كلب" له خبرة فى التطوير والإدارة.. فكان أول قرار له تغيير شكل هذا المكان.. وبناء مجموعة كبيرة من البحيرات والكباري والطرقات.. ولهذا جاء بمجموعة من "الفئران" للعمل معه فى تنظيف وتطوير الطرق ومجموعة من "الثعابين الصغيرة" لتنظيف البحيرات.
فذهب النمل يشكو مرة أخرى.. ولكن هذه المرة بلهجة أقل حدة من المرة السابقة.. نتيجة للملل والإحباط وعدم القدرة على العمل في هذا الجو العامر بالفساد الذي أصابهم.
فقرر "النمر" هذه المرة استشارة خبراء استراتيجيين لحل هذه المشكلة.. فجاء "بالفيل والثعلب والضبع" الذي كان يعمل معهم في عهد الأسد.. وبعد الفحص والتمحيص لعدة شهور.. والأمر على هذا الحال، أصدر هذا الفريق الاستراتيجي بيانًا إلى "النمر" يطلب منه تقليص عدد سكان هذه المدينة.. نتيجة للتضخم الذي ضرب هذا المكان.
وكانت النتيجة هي طرد النمل من هذا الوادي ..نظرًا لقصور أدائهم وسلبيتهم وعدم تفاعلهم مع باقي أعضاء المنظومة.
والحقيقة أنه بالفعل نجح النمر فى طرد مجموعات النمل.. ونجح في تقسيمها.. ولكن ما لم يدركه أن النمل من أكثر الكائنات القادرة على البناء والتنظيم مرة أخرى.. ولعل هذا يكون كله خيرًا إن شاء الله..
"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". سورة الأنفال.

محمد حسين

 

صورة  بيران's
User offline. Last seen 11 سنة 48 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/05/2012

استمتعت بقراة هذه الكلمات جداً

تحية لك ( سر الحب )