عماد يوسف : النازحون و المستغلون في الثورة السورية

لا يوجد ردود
مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

بعد أن وصلت الثورة السورية إلى مراحلها الحاسمة و تزايد القصف العنيف من قبل قوات النظام على المناطق السكنية الثائرة و توقفٍ  تامٍ للأعمال و الأسواق شهدت المدن السورية حالات نزوح جماعية من المناطق التي تقع تحت خط النار إلى المناطق الأكثر أمنا ً و منها عمليات النزوح الكثيرة التي نحو المنطقة الكردية من قامشلو إلى ديركا حمكو ( المالكية ) .

و كما كل الحروب و الثورات يظهر فيها دوما ً طبقة من التجار و مستغلي الأوضاع يدفعها طيشها و طمعها إلى استغلال غياب الدولة و مؤسساتها الضابطة لها و احتكار السلع بغية رفع الأجور و التحكم بمصائر الناس ..

و قد ظهر ذلك جليا ً في بلادنا من خلال عدة نواحي منها :
الاستغلال الذي يتعرض له النازحون من قبل شركات النقل و أخص بالذكر هنا شركات النقل التي تعود ملكيتها لشخصيات كردية و التي تنقل المسافرين من دمشق و حلب إلى القامشلي و بالعكس  و التي طالما كان المسافر الكردي يفضل الانتقال بها لطابعها الكردي لا لأفضليتها في الراحة و الأمان و ها هم اليوم يستغلون بني جلدتهم في هذه الظروف القاسية , فقد قامت تلك الشركات بعدة محاولات دنيئة و لا أخلاقية لابتزاز الناس كامتناعها عن العمل بحجة سوء الاوضاع و شح الوقود _  مع العلم أن الطريق آمنة و وقودها متوفر _ و ذلك بغية رفع أجور النقل و نقل من يدفع أمولا ً أكثر و ها هي تعمل على ذلك ..
و قد أدى الأمر بالكثير من المضطرين للنزوح – و هم من العائلات الكردية الفقيرة التي هاجرت للشام لتأمين قوتها – إلى استئجار سرافيس خاصة تقلّهم من الشام إلى القامشلي و بأسعار باهظة ..!!
كما شهدت المدن الكردية ارتفاعا كبيرا ًلأجور العقارات نتيجة ازدياد الطلب عليها و كثرة أعداد النازحين , فقد وجد بعض ضعاف النفوس في سوء الأوضاع و حاجة الناس للمأوى طريقا ً للثراء من خلال رفع أسعار العقارات و أجور المنازل و ابتزاز المستأجرين القدامى بغية رفع السعر أو اخراجهم و تأجير منازلهم لآخرين بأجور مرتفعة ..
و من الجدير بالذكر أن أجر الشقة التي كانت ب 5000 ل س ارتفعت في القامشلي الى 40000 ل س في الشهر الواحد و في ديركا حمكو ( المالكية ) إلى 15000 ل س فما فوق ..

و لم يتوقف الأمر عند العقارات و شركات النقل بل تعدى ذلك إلى كافة السلع الغذائية و التموينية و الطبية , فقد حققت شركات الدواء في سوريا أرباحا ً خيالية جراء رفع أسعار الأدوية و كذلك حليب الأطفال الذي وصل سعره إلى مستويات مرتفعة جدا ً و لم يعد بإمكان الناس شراءه ( و يتطلب من الأطفال اتباع ريجيم حاد ) .
و نظرا ً لغياب سلطة ضابطة للأعمال اللا إنسانية التي يقوم بها هؤلاء المتنفذون و المستغلون لظروف الثورة فإننا نهيب بكل الجهات الفاعلة في المنطقة كالمجلس الوطني الكردي و مجلس غربي كردستان و الجيش الحر  أن يقوموا بمسؤوليتهم تجاه حماية شعبنا من هؤلاء المستغلين و منعهم من سرقة أموال شعبنا و احتكاره و وضع قيود على كل من يثبت تحكمه و استغلاله للمواطن ...

 

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع