منطقة ديريك ( المالكية ) تاريخيا و جغرافيا و سكانيا

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 14 سنة 30 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 31/03/2006

ديريك كلمة باللغة السريانية (ديروني) وتعني ( الدير الصغير )باسم كنيستها الواقعة شرقي هذه القرية قديماً التابعة لابرشية (ابرشية – بازبدي) مركزها ازخ كورة تابعة للأمبراطورية الفارسية قبل الميلاد يحدها من الشمال نهر الدجلة ومن الجنوب برية جبل سنجار (الرد حاليا) ومن الشرق جبل جودي ومن الغرب طور عبدين ومن الجهة الشرقية لأزخ وعلى بعد ثلاثين كيلو متراً وجنوب جزيرة بن عمر بعشرين كم.

 بعد انهيار الدولة العثمانية ودخول القوى العظمى إلى المنطقة في نهاية الحرب العالمية الثانية 1918م قامت القوات البريطانية بالمرابطة في هذه المنطقة وعملت على ضمها إلى ولاية الموصل تمهيداً لضمها إلى دولة العراق الخاضعة لبريطانيا.
 وبعد دخول القوات الفرنسية إلى سوريا وانتدابها عليها 1920م بدأت بمشروع رسم الحدود لهذه الدولة الناشئة من خلال المفاوضات مع بريطانيا من جهة، ومع الحكومة التركية الجديدة التي قامت على أنقاض الدولة العثمانية، وكانت من نتيجة اتفاقية رسم الحدود بين سوريا وتركيا الموقعة في عام 1928م أن تم ضم منطقة (ديريك) إلى سوريا، فأصبحت منطقة إدارية مركزها قرية (عين ديوار).
 وبموجب المرسوم 1414 بتاريخ 18 تموز 1933 أصبحت قرية (ديركا حمكو) بلدة وتم إنشاء البلدية فيها.
 في عام 1936م تم تحويلها إلى قائمقامية وأستبدل اسمها من ديريك إلى (قائمقامية الدجلة).
 عام 1938م حولها الفرنسيون إلى مركز منطقة، ونقل إليها مقر المستشار الفرنسي الذي كان قائماً في بلدة (عين ديوار) والتي تراجع دورها بعد ذلك وتحولت إلى قرية صغيرة.
 بموجب المرسوم 346 بتاريخ 24 آذار 1957 تم استبدال اسم المدينة وأطلق عليها تسمية المالكية نسبة إلى العقيد عدنان المالكي.
 ووضع بعد ذلك مخطط عمراني حديث للمدينة، ووسعت مساحة المدينة بشكل كبير وعلى عدت مراحل.
 إلا أن اسم المدينة كان ولا زال في عرف أبنائها هو (ديرك).
 [عدل]السكان

 كما هو حال معظم مدن محافظة الحسكة، تشكل المالكية فسيفساء سكاني متباين ،حيث تقطنهااليوم أغلبية كردية ومجموعات من الأرمن والسريان ((سريان- آشوريون- كلدان)).
 عشائر المنطقة :

 يسكنها فسيفساء الجزيرة السورية من العرب والسريان والأكراد والأرمن.
 العشائر الأصلية :
 كانت منطقة المالكية الحالية ومنذ القرون الوسطى تابعة لإمارة (بوتان) حكام مدينة جزيرة ابن عمر، وكان آخرها إمارة البدرخانيين التي حكمت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
 تعود العشائر الأصلية في هذه المنطقة إلى تلك الحقبة وما سبقها، وكانت جزءاً من التركيبة القبلية لتلك الإمارة وسبباً في استمرارها وقوتها الاقتصادية والعسكرية على الدوام.
 و بحسب النظام المعتمد في تلك الحقبة، كانت المنطقة مقسمة إلى إقطاعيات متباينة المساحة والغنى بحسب قوة العشيرة ودرجة قربها من العائلة الأميرية البدرخانية، فكانت منطقة المالكية في حينها تنقسم إلى :
 1- الآزخيين الذين نزحو من مدينة آزخ نتيجة الإضهاد للمسيحيين وهي العائلات الآرامية وأكبرها(إيليا، عمسكي، رازاي، حدو ستو، عمسكي، مقسو)
 2_ الدشت (وتعني السهل)، حيث تشغل المساحة المحصورة بين نهر دجلة في الشمال الشرقي ورافده نهر (الصفين) في الجنوب، وكانت منطقة سبخية غنية بالمياه والينابيع وتكثر فيها المستنقعات، وكان هذا السهل موطن لعشيرة (هسنا) الكردية وسميت بهم (دشتا هسنا)، وهي عشيرة زراعية كانت تعتمد على الزراعة وتربية الأبقار والماشية إلى جانب بعض الصناعات المتعلقة بالزراعة وأهمها صناعة أدوات الفلاحة والحصاد كالمحاريث الحديدية التي أشتهرو بها، وهذه العشيرة تضم مجموعة من المسيحيين التابعين لفخذ (بشكا) ولكنهم يعتبرون أنفسهم من السريان كعائلات (حنا القس).
 3_ البرية، وتمتد هذه المنطقة بدأً من نهر الصفين شمالاً وحتى جبل سنجار، وهي منطقة أقل خصوبة من الدشت وأقل مطراً ،لكنها كانت منطقة مراعي غنية ومهمة للعشائر التي أعتمدت على تربية الماشية، وقد تقاسمت هذه المنطقة مجموعتان، الأولى هي عشيرة (آباسان) التي كانت ولا زالت تقطن المطقة المحيطة بجبل (كندك) وهي عشيرة زراعية، وعشائر الكوجر التي كانت في المنطقة المحيطة بجبل (قره تشوك) وما زالت تشغل تلك المنطقة وهم من العشائر البدوية نصف الرحل، والعشيرتان من الأكراد.
 4_ الآليان، وهي النطقة الواقعة إلى الغرب من المنطقتين السابقتين
 العشائر الوافدة :
 وهي العشائر التي أستوطنت المنطقة في آواخر العهد العثماني وبداية القرن العشرين، ومعظمهم وفد من الشمال من عمق الأراضي التركية الحالية، كما وفدت قبائل عربية من الجنوب من بادية العراق ومن منطقة نجد وشمالي شبه الجزيرة العربية.
 انتشرت هذه العشائر في أرجاء المنطقة وشكلت بعضها تجمعات قرى متجاورة لأبنائها، بينما توزع أفراد بع العشائر الأخرى على القرى القائمة والعائدة ملكيتها لعشائر أخرى.
 و من هذه العشائر الوافدة نذكر:
 1_ هارونا، يتواجدون في القرى المحيطة بمدينة المالكية.
 2_ أومركا، يتواجدون في القرى المحيطة ببلدة الرميلان ومنطقة آليان.
 3_ عليكي
 4 _ بيداري، لهم عدة قرى جنوبي جبل قره تشوك
 5 _ شمر، قبيلة عربية شهيرة، وفدوا من نجد بعد سيطرة آل سعود عليها، وكانوا سابقاً في القرن التاسع عشر يتوافدون إلى هذه المنطقة بحثاً عن المرعى في سنوات الجفاف، ينتشرون حول منطقة تل كوجر وجنوبي وادي الرد، وخصوصاً في منطقة تل علو.
 6 _ شرابيين، وهم فخذ من قبيلة طي العربية، تتوزع عائلاتهم على مختلف مدن وبلدات المنطقة حيث يعتمدون على تربية الأبقار والجواميس وبيع الألبان.
 7 _ جوالة
 8_ طيء، قبيلة عربية شهيرة، وفدت بعض عوائلها إلى المنطقة قادمة من الجزيرة الفراتية، ينتشرون في بعض القرى العربية جنوب الرد.
 9 _ زوبع، عشيرة عربية عراقية، تتواجد قراهم بكثافة غربي منطقة تل كوجر.
 10 _ غمر، مجمواعات أسرية تابعة لعدة عشائر عربية قاطنة في منطقة (الطبقة) بمحافظة الرقة السورية، منحتهم الدولة أراضي زراعية خصبة في منطقة المالكية تعويضا لهم عن أراضيهم التي غمرت بمياه بحيرة الأسد، تم توطينهم في عدة قرى منتشرة على مداخل مدن وبلدات المنطقة، يعملون بالزراعة وتربية الأغنام، ولا يخالطون العشائر الأخرى في المنطقة.
 معالم من المنطقة :

 حقول النفط في رميلان
 يمر نهر دجلة من منطقة المالكية على بعد 12 كم عن مدينة المالكية.
 تتواجد معظم حقول النفط السورية في منطقة المالكية، كحقول رميلان والسويدية وقره تشوك.
 تواجد مناطق اصطياف كثيرة، ومنها مصيف (عين ديوار) المطل عل نهر دجلة وجبل الجودي، وغابة جبل قره تشوك الحديثة.
 تشتهر المنطقة كباقي مناطق محافظة الحسكة بالزراعة ،و خصوصاً بزراعة القمح والقطن.
 الجغرافيا الطبيعية للمنطقة :

 تشكل المنطقة سهلاً منبسطاً (سهل هسنان)، ويبلغ ارتفاعه 500 م عن سطح البحر، ويتوسط المنطقة سلسلة جبلية (قره تشوك) ترتفع 700 م عن سطح البحر.
 يتخلل السهل الكثير من الأودية النهرية وتنبجس فيه الكثير من الينابيع، ولكن كثرة السدود الصناعية المشيدة حديثاً جعل من تلك الأنهار الصغيرة أشبه بجداول مائية خالية من المياه في فصل الصيف، وكذلك فقد أدى استنزاف المياه الجوفية العميقة واستغلالها في ري محصول القطن إلى جفاف الكثير من الينابيع والفجارات القديمة وإلى هبوط مستوى مياه الآبار السطحية وجفافها في معظم أنحاء المنطقة.
 من أنهار المنطقة (دجلة) ورافده (صفين) ،ومن أهم بحيراتها الصناعية (بحيرة سد السفان) على نهر الصفين، وبحيرة باشوط وبحيرة (بورزة) التي تتجمع فيها مياه الصرف الصحي لمدينة المالكية.