الفيدرالية الديموقراطية!!!! المصطلحات الشيقّة التي يبتكرها بعض قادة الاحزاب تبعث على القلق اكثر مما تبعث على التفاؤل... وربما لا يكون استخدام هذه المصطلحات الجديدة اعتباطيا , وانما قد يكون مؤشرا على جوهر الايديولوجية التي يتبناها مطلقوها...

وآخر هذه المصطلحات المبتكرة جاء على لسان عضو هيئة التنسيق ورئيس حزب ال( ب ي د) السيد صالح مسلم في مقابلة له على قناة العربية والتي لن اخوض فيها من حيث اننا لم نسمع من خلالها بكلمة ( اسقاط النظام) و من حيث تحميل المعارضة مسؤولية افشال اتفاقية جنيف من خلال 400 طن من الاسلحة تلقتها اطراف مختلفة.. فهذا ليس موضوعنا ... ولا بد انكم تستطيعون تخمين ما اشير اليه... بالطبع هو مرّكب (الفيدرالية الديموقراطية) ومما يبعث على القلق عند محاولة الترويج لهكذا ابتكارات هو التجارب المريرة التي عانتها الشعوب المقهورة والمغلوبة على امرها من جراء اطلاق هكذا تسميات على الطرائق الديكتاتورية للحكم... فنلاحظ بان اكثر (ان لم يكن كل )الانظمة الاكثر ديكتاتورية في العالم تضيف كلمة ( الديموقراطية) على اسماء دولها . ويقوم هؤلاء بتفسير معنى الديموقراطية باشكال مختلفة ومتنوعة ... لا تمتّ الى الديموقراطية بمعناها الحقيقي بصلة... وتقوم كل الانظمة القائمة على سياسة الحزب الواحد بتقديم تحليلات وتفسيرات لهذه الكلمة بطريقة استغبائية لشعوبهم بالدرجة الاولى ... وهنالك امثلة عديدة على ذلك ففي سوريا ومنذ عهد حافظ الأب الى وارثه الابن ونحن نسمع التفسيرات الغبية عن الديموقراطية التي يريدونها , فهي دائما ديموقراطية مختلفة كل الاختلاف عن الديموقراطية الغربية والاميركية... ,ونجد كذلك امثلة اخرى في بعض الانظمة الاكثر قمعية وشمولية: جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية جمهورية الكونغو الديموقراطية جمهورية اثيوبيا الفيدرالية الديموقراطية جمهورية فييتنام الديموقراطية جمهورية لاوس الديموقراطية ولا ننسى بالطبع جمهورية المانيا الديموقراطية( الشرقية سابقا) وغيرها من الدول التي لا نعرف عنها الكثير... ان اضافة كلمة الديموقراطية على مصطلح الفيدرالية ( المفهوم للجميع) برايي لم يطلق جزافا فهو اولا تلميح الى شكل الادارة التي ينوي هذا الحزب تطبيقها في حال تمكن من الاستحواذ على السلطة في المناطق الكوردية وهو ايضا محاولة للتمّيز عن باقي الاحزاب الكوردية المنادية بالفيدرالية , خاصة وانه مصطلح مبتكر ليس له اي وجود او تعريف في القواميس السياسية... وهذا التميّز والاختلاف هو ما دأب عليه هذا الحزب سواء الحزب الأم (ب ك ك) او بنسخته السورية الذي ورث القاعدة الجماهيرية في سوريا من ذلك الحزب الام .. اعني الظهور بمظهر مختلف ومخالف لباقي الاحزاب ...فنلاحظ بانه لا شعاراتهم تشبه شعارات باقي الاحزاب الكوردية ولا اعلامهم وراياتهم ( وما اكثرها) ولا خطابهم السياسي ولا تحالفاتهم( لانجد حزبا كورديا واحدا في هيئة التنسيق) ولا حتى طريقتهم في فرض سيطرتهم على الشارع الكوردي ولا حتى في طريقة جمع التبرعات من الجماهير... انهم يريدون ان يتميزوا عن باقي الاحزاب( بكل سلبياتها وايجابياتها) باي شكل كان ,... في الوقت الذي يتشابهون فيه مع كثير من تلك الانظمة المذكورة اعلاه من حيث .. عبادة الفرد ,التنظيم الحديدي, التحكم المطلق, استخدام القوة ضد المعارضين لتوجهاتهم ومنع النقد ( باستثناء النقد الذاتي والشخصي) واخيرا لابد لي من ان اتمنى بالفعل ان لايكون ابتكار رئيس ال (ب ي د) لمصطلح الفيدرالية الديموقراطية مقصودا .. بمعنى انني اتمنى ان يكون قد استعمله من باب التميّز وليس من باب الاشارة الى نمط السياسة التي ينوي اتباعها ( ان آلت الامور اليه) لان جماهيرنا المنهكة بفعل ممارسات البعث على مدى عقود خمسة.. ومهما كانت اتجاهاتها او انتماءاتها لن تحتمل انماطا مشابهة حتى ولو كانت بنكهة كوردية مغرية... 30:11:2012