الإنتحار...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 4 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

لماذا عساك التفكير في الإنتحار...هل أنت مجنون معتوه أم ماذا..
إن أصبحت سائراً على درب النور واكتشاف الحقيقة الإلهية الكونية.. عندها هذا انتحار معنوي جميل للعقل … العقل سينتحر لأنه سيفقد أمله فيك
أن تكون باحثاً عن الحق هو درب حياة لا يؤذي جسدك.. فإيذاء جسدك وإنهاء حياتك لن يفيدك في رحلتك الكونية
سوف تولد من جديد في مكانٍ جديد قبيح.. في رحمٍ جديد قبيح وسوف تعيد عيش ذات البؤس الذي هربت منه في حياتك الحالية
ماذا فعلْت..

 
التدين الحقيقي هو انتحار معنوي جميل لكن للعقل … التدين الحقيقي يصيب العقل بالدمار … التدين الحقيقي جناح من نور يحلق بك في سماء ما أبعدها عن العقل ومستواه المغمور
وعندما تحلق بعيداً عن العقل فإنك لن تولد من جديد
لماذا الولادة مراراً وتكراراً؟
لماذا نقيد أنفسنا في دائرة مفرغة..

 
أعلم أنك يائس من هذه الحياة يملؤك الملل وفقدان الأمل
ولأنك قد ملَلت حقاً فالتأمل هو مخرجك الوحيد.. وليس الإنتحار

 
لتعلَم بأن الإنتحار سوف يقودك لذات الحياة التي تهرب منها الآن.. من جديد… وسوف يعود بك لحياة أقسى وأسوء من هذه الحياة التي تعتبرها قاسية وتحاول الهرب منها
ماذا فعلت بنفسك إذاً..
سيعود بك لحياة أسوء وأقبح وأقسى لأن للإنتحار قبحه الخاص … الإنتحار يخلق بداخلك قباحة خاصة به
إنتحارك هو عمل مشين … أنت توجه جحودك لله.. ونكرانك للجميل
لقد أعطاك الله الحياة فرصة لتنمو وتتعلم وأنت تستهر بها وترميها وترفض فَهم معانيها
وما لم تتعلم حكمة الحياة وتفهم.. ما لم تنمو روحياً لتستنير.. فالحياة سوف تعود بك هنا من جديد وترميك في أحضان الدنيا مراراً وتكراراً

 
لقد أتيت هنا ملايين المرات
أما آن الأوان لتكون واعياً.. لا تضيع الفرصة وترميها
لماذا تنهي حياتك.. لماذا تدمر جسدك.. الجسد جميل … الجسد لم يرتكب في حياته عمل مشين
إنه العقل وراء كل الحزن والملل واليأس والأنين
والعقل يرافق الروح بعد تركها الجسد.. فينتقل مع الإنسان الكابوس ويرافقه الجحيم
إنه العقل القبيح
الجسد جميل … الروح جميلة … وما بين الروح والجسد يوجد ما هو ليس بروح ولا بجسد … هذا هو العقل

 
إنه العقل يستدرجك ويعود بك في كل مرة إلى رحمٍ جديد
وفي العمق.. فإن الناس لا تنتحر لأنها ضد الحياة … إنما ينتحرون لأنهم في الحياة يرغبون … لقد ملوا من هذه الحياة لأنها لم تحقق لهم أحلامهم وأمانيهم.. إلا أنهم لم يملوا من الحياة عامةً
لكن لا حياة بإمكانها إشباع أماني وأحلام ورغبات إنسان
إنك دائماً لسوف تضيع شيئاً … سوف تفتقد شيئاً ما … شيء ما لن يكون في الحسبان
إن كنت تملك المال فقد لا تكون جميلاً … وإن كنت جميل فقد لا تكون ذكياً … وإن كنت ذكي فقد تكون فقيراً
في كل حياة تتبدل وتتغير الأشكال.. لكن عدم الإكتفاء لا يتغير ولا يتبدل بأي حالٍ من الأحوال
والناس تظنّ بأن من ينتحروا هم للحياة أعداء
إن رغبتهم في الحياة عظيمة ولأن الحياة لم تحقق لهم رغبتهم.. فإنهم وفي لحظة إحباط … في لحظة غضب.. يدمرون أنفسهم

 
لا تدمر جسدك فالجسد جميل … الجسد من الله هدية
العقل ليس هدية من الله … العقل تشفير وتعليب وبرمجة إجتماعية
الروح هدية … الجسد هدية.. وبينهما مجتمع يلاعبك ويستمر في التلاعب بك وبرمجتك: لقد خلق العقل
إنه يعطيك الطموح.. الغيرة.. المنافسة.. العنف وكل نوع من أنواع الأمراض
لكن بالإمكان تجاوز العقل للأبد … بالإمكان وضعه جانباً … ليس العقل شيء لابد من وجوده … العقل ليس حتمية

 
أنا أجلس الآن أمامك وأقولها وعلى مسؤوليتي من خلال تجربتي: بإمكانك وضع العقل جانباً … عليك فقط أن تلتقط فن وضع العقل جانباً

 
حول حياتك إلى بحثٍ عن الإلهي
لتعيد النظر في كل ما آمنت به من قيم
لتعيد النظر في كل ما آمنت به من معتقدات
لتعيد النظر في أسلوب حياتك الذي عشته طوال عمرك
لتعيد النظر كيف أصبحت آلة تتحرك بالأمر والنهي
نعم أمامك عمل شاق في انتظارك … لكنه بكل تأكيد ليس الإنتحار

 
وأن تموت منتحراً يعني أن تموت في خوف وقلق ورعب لأن الإنتحار هو العمل الأكثر قباحة في الوجود.. العمل اللاطبيعي الشاذ الأول في الوجود
لا يوجد حيوان ينتحر … وحده الإنسان … وحده الإنسان يصل إلى هذا الحد من الجنون
الطبيعة لا تعرف شيئاً عن الإنتحار
الإنتحار هو العمل الأقبح والأسوء في الوجود
وحين ترتكب هكذا عمل قبيح في حق نفسك فلا تتوقع من الوجود أن يمنحك حياة أفضل.. بل على ذات مستوى قباحتك
سوف تموت في حال من العقل القبيح ولسوف تدخل رحم أقبح

 
وما حاجتك للإنتحار..  لابد وأنك عشت الحياة بالطريقة الخاطئة لهذا لم تتحول إلى أغنية … لابد وأنك عشتها بغباء وحماقة وبلاهة لذا لم تعرف معنى الإحتفال
ليس بإمكانك الرقص مع المطر والأزهار والأنهار والرياح والأشجار لأنك عشت وفق أفكار خاطئة فرضها عليك أشخاص ليسوا عنك بمختلفين

 
الغباء يعرف كيف يجدد نفسه على الدوام
الأهل يسلمون غبائهم لأولادهم والأولاد بدورهم يسلمون غبائهم لأولادهم … هذا هو موروث البشر … هذا ما تسموه بالموروث.. بالتقاليد والعادات.. بالثقافة …. أسامي عظيمة

 
لتعيد النظر في كل ما عشته في حياتك إلى الآن.. ولسوف يشرق بداخلك ذكاء جديد … ستكتسب حياتك مزيد من الحدة وقوة الذكاء
حينما تضع العقل جانباً يصبح الدماغ حاداً ذكياً أكثر وأكثر … الدماغ مختلف تماماً عن العقل
العقل يمنحك إياه المجتمع.. أما الدماغ فجزء من جسدك
الدماغ ليس مسيحياً ولا مسلماً ولا هندوسياً  … العقل مسيحي ومسلم وهندوسي … الدماغ كمبيوتر حيوي جميل
كلما أسقطت العقل.. كلما أصبح دماغك أكثر حدة وذكاء … إنه العقل الذي يوجِد بداخلك النفاق … لقد تحرر الدماغ من حمولته الغير ضرورية
حالياً يحمل دماغك الكثير والكثير من النفايات ورغم هذا لايزال يعمل… إنها معجزة
أنظر إلى كمّ النفايات التي تحملها كوْنك تنتمي لطائفة ووطن ومذهب  وفاشية وشيوعية وأي انتماء سياسي … إيديولوجيات دينية وفلسفية وسياسية … جميعها تغطّيك طبقة فوق طبقة
لقد فقد دماغك كل أسلوب عمله … مجرد إسقاط العقل.. يعود للدماغ عمله التام

 
وكل كيان يولد ذكياً … إنه المجتمع من يخلق الغباء … ولا طفل يولد غبياً
هل رأيت في حياتك طائراً ذكياً وطائراً غبياً.. كل الطيور سواء
وهكذا البشر سواء بذات القدرات.. لكنهم يقعون في مطبات
مطب هندي وأميركي وآسيوي وبريطاني … جميعهم عصابات والسياسيون هم المجرمون
بعدها تأتيك العصابات الدينية… وعملهم أجمع يتلخص في تعطيل ذكائك عن العمل.. لأن الذكي لابد وأن يكون متمرد

 
هذا الكون الأبدي الجميل …. الطيور تغني والأشجار والأزهار… كيف تترك كل هذا.. هذا ليس مكان للإنتحار بل لترقص وتغني وتحتفل… لتحب وتحب
وإن كان بإمكانك أن تحب الوجود.. أن تشعر بالنعمة مع الوجود.. فإني أعدك بأنك وبعد أن تترك الجسد حينما تحين ساعتك طبيعياً.. بأنك لن تعود مرة أخرى من جديد
لأنك ستكون قد تعلمت الدرس
إن الله لا يرسل أحد إلى المدرسة من جديد إذا تعلم الإنسان درسه
إن تتعلم فن الإحتفال فلسوف يفتح لك الوجود أبوابه ويرحب بك … الأسرار العلوية سوف تفتح لك أبوابها وتدخلك في لب أسرار الحياة … وهذا هو التدين الحقيقي...