الاختلاف .. والاختلاق

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 5 سنة 26 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/04/2012

لا شك ان من اهم مظاهر ممارسة الديموقراطية هو الاختلاف في الآراء والقناعات , دون ان يفسد ذلك الاختلاف للوّد قضية كما يقال. والا فكم كان العالم سيبدو مملا لو ان البشر جميعا كانوا عبارة عن نسخ مكررة عن بعضهم البعض بدءا من آراءهم وافكارهم ومعتقداتهم وانتهاء بطريقة عيشهم من ملبس ومأكل او عادات وتقاليد وهلم جرا...
ان ما قد يفسد للود قضية هو ما ادعوه ب اختلاق الاختلاف.. فمن المتعارف عليه ان البديهيات لا يمكن ان تؤدي الى الاختلاف الا فيما ندر , فالامور البديهية لا يخلف فيها اثنان يملكان عقلا سويا.
ان اختلاق الاختلاف قد يقصد منه تقويض فكر او عمل ما بأوهى الحجج واسخفها ,ورغم معرفة المختلق بضعف حجته الا انه يظل متمسا بها حتى يتحول ذلك الاختلاف المفتعل الى .. خلاف.. والذي يتطور بدوره ويتصاعد لبتحول الى صراع وبالتالي ينشب قتال ( بدرجات متفاوتة.. حسب الحالة) بين الاطراف . وقد يكون القتال بحد ذاته هدفا او غاية من وراء مناورة افتعال الاختلاف...
ان ما قادني لاثارة هذا الموضوع الممل هو في الحقيقة ذلك السيل الجارف من صرخات الاحتجاج وال ( هوارات) وضجة التنديد والتشكيك والتخوين , الصادرة من ذلك الطرف او ذاك كرد فعل على الخطوة التي اقدمت عليها اربعة احزاب كوردية باعلانها - الاتحاد السياسي- والذي تلقّت الجماهير الكوردية وبحسّها الصادق نبأ تشكيله بارتياح وغبطة كبيرين.. ذلك لكونه يعد مطلبا جماهيريا على مدار عقود من الزمن .. فلا يختلف عاقلان بان اية مبادرة نحو لمّ شمل الجسد الممزق للحركة الوطنية الكوردية انما ستلقى الترحاب والتأييد من كل انسان مخلص لقضايا شعبه الكوردي المظلوم...
وهنا اتساءل ومعي ربما الكثيرون .. ما هو السبب الحقيقي وراء كل تلك الضجة المثارة وما هو مبرر التهجم على هكذا خطوة ايجابية...
وهنا ايضا اسمح لنفسي بان اختلف مع اولئك .. رغم ان البديهيات لا تحتمل النقاش والاختلاف... وكلي أمل بان لا يتحول هذا الاختلاف بينناالى خلاف فصراع فقتال... حاملين راية الديموقراطية بيد .. وغدارة في اليد الاخرى

شيركوه كنعان عكيد