في شارعٍ قديمٍ شرعَ دربه ممَراً لنسيمِ شتاءٍ باردٍ.. كلاهما يمشيان
أيادي بعضهما يمسكان … قلباهما يتحاوران … روحيهما تتواصلان
 
إنهما عاشقان مجنونان .. تركا دفء مهاجع العقول وأسِرة اختيارات العائلات … سلكا درب القلب المجهول … وفي… دفء لحظتهما كلاهما يسعدان
 
النسيم بارد … الشارع قديم … الأرض أوحَلَتها مياه المطر … كل هذا حولهما لم يغلِق قلبيهما … بينهما الحنان … الحياة تنبض فيهما لأنهما اختارا المجهول دربهما … تنازلا عن ارتباطهما بالمكان
 
هل هي محبة.. صداقة.. شهوة.. علاقة.. من يدري.. ما شأنهما.. ما يهمهما أنهما في هذه اللحظة.. بين أيديهما العالَم يملكان
قلبان شرعا للحياة دون شرطٍ.. بابيهما … وحدهما الحياة يستحقان
 
لا خروج من دوائر حقد وغضب وعنف وكراهية وانتقام.. تدور بالبشر كدَوامات لا مخرج منها.. سوى بالمحبة…
...................
تمشي واثقة في أي غابة من الغابات … بالقرب من الذئاب … واللون البنفسجي صديقها أهداها الكون إياه ليكون رفيقها وخليلها … مَن مثلها..
 
بنفسجي هو يرمز لطاقة كيانها ومنزلتها تحلق بها عند مقام تاجها وسط رأسها ليكون بالأكوان والعوالم والأبعاد السرمدية وَصلها … من مثلها..
 
تمشي واثقة الخطوات لأن أصلها تجلى لها فأهداها ثقة بالذات … فتح لها أعلى المقامات باباً أصبح كيانها معه كأساً تنسكب طاقات القداسة داخله متى اختارت من أعلى سماوات … تعلِّمها كيف تمحو نفسها.. كيف تصفي وتطَهر النيات … طهارة النيات تجعل الكيان نسيماً طاهراً لا يرى ولا يعكس ولا يهمس فكأنه كياناً مَنسياً لم تذكره الروايات …
 
هكذا هي … أضحَت لا أحد.. حرة تعبر البراري والغابات … لون سري بنفسجي صديقها على دربها … الكون حبيبها.. فمن مثلها..