منذ عقودٍ وأكثر
علمونا حب كردستان (الشمال)...
غرسوها في قلوبنا كما تغرس النبتة الفتية في تربة طرية خصبة
ربما كانت أعمارنا في سوريا أقصر مما يجب
وقد تكون الآن في هولير أطول مما ينبغي، ولكن....
بصحتك يا صديقي
فلنشرب قدحاً صغيراً من الخمرة
قدحاً من الذل والأسى
فالذل والأسى يتحولان إلى سكين يخترق نصله قلوبنا في كل ليلة... نحن اللاجئون السوريون كما يقولها أهل هولير
ما بالها قلعة هولير غارقة في ظلام دامس كما أتخيلها دوماً؟!
أتحس بما أحسه يا صديقي!
هناك صمت مريع في هذه البلاد
ما سببه؟؟؟
ما سبب هذا الغلاف الجاف الذي يقبع على صدر هذه المدينة؟
لماذا اللاجئون حزانى مثل أمٍ ثكلى؟ أليسوا متواجدين في المكان الذي طالما أحبوه وتغنوا به؟؟؟؟
لنشرب إذاً قدحاً آخر بصحة حلم كل كردي سوري فيما مضى فالليل ما زال في أوله.
هل شاهدتم من قبل إنساناً يُفصل رأسه عن جسده؟!
إن المسؤولون في هولير يفصلون رأس لاجئ في كل فجر مقابل إرضاء هوية كردستانية عراقية
ما أكثر هؤلاء
ما أكثرهم
ما أكثر القتلى في عهد الحرية
قديماً كانوا يفصلون الرؤوس عن الأجساد في سجن تدمر
أما الآن فيتم ذلك في هولير
لنشرب قدحاً صغيراً وأخيراً
فكل شيء محظور في هولير
حيث المواطن مهزوم من داخله.
أنا الكردي السوري تحولت إلى ورقة في مهب الريح
ترى كيف سيكون الطفل الذي أنجبته امه باران فيما بعد... في غياب وطن؟
كل هذا لأننا نسينا أن نبني كردستاننا وانشغلنا بكردستان غيرنا
إذاً. فلنشرب قدحاً صغيراً آخر
في صحة الخائفين والمغيبين والمهمشين واللاجئين.

بقلم دلبرين حسين