مفخخات الأسد .. أخطر من الأسد

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 5 سنة 19 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/04/2012

من المتعارف عليه في الأعراف العسكرية, ان القوى المندحرة غالبا ما تلجأ وقبل الأنسحاب من المناطق التي تفقد السيطرة عليها ,الى تدمير كل ما تتمكن من تدميره بغية حرمان الخصم من الافادة من تلك المناطق او استخدامها فيما بعد. وهذا ما نشهد حصوله اليوم على يد النظام المستبد في كافة المناطق السورية التي تحررت من جبروته وسطوته.
أما في حالة ما يسمى بالانسحاب التكتيكي فتلجأ القوى المنسحبة الى تفخيخ تلك المناطق التي انسحبت منها وزرعها بالألغام والقنابل الموقوتة وتلك التي يمكن التحكم بها عن بعد.كل ذلك على أمل العودة اليها بعد ان يتغير ميزان القوى وتميل الكفة مجددا الى صالحها مرة اخرى. وهذا ايضا ما نشهد حصوله اليوم في اغلب مناطقنا الكوردية.
ولعله من المفيد ومن باب التذكير ليس الا , الاشارة الى بعض تلك المفخخات والألغام والقنابل الموقوتة التي زرعها النظام المجرم قبل تنفيذ انسحابه التكتيكي من المناطق الكوردية قبل ان يتم اعلانها مناطق(( محررة)) .
اما اكثر تلك المفخخات فتكا وخطرا فهي وبصرف النظر عن الترتيب والأهمية.. فكلها سواء من حيث قوتها التدميرية وخطورتها .
1- عناصر الأمن والمخابرات واللذين يسمون انفسهم اليوم بالملثمين
2-داعش وجبهة النصرة ومن لفّ لفّهم.
3- شبيحة محمد الفارس وأمثالهم
4- العرب المغمورين ومن يدعمهم
5- اعضاء حزب البعث على مختلف انتماءاتهم القومية والدينية .
6- بعض الأحزاب واشباه الأحزاب الكوردية سواء المتحالفة مباشرة مع النظام ام مع واحدة او اكثر من الفئات المذكورة أعلاه.
7- الطابور الخامس ( الجماعات الموالية للنظام والتي تعمل في الخفاء)
هذا على صعيد جبهة الخصم ... فما هو الحال على صعيد جبهتنا المضادة.. جبهتنا التي يفترض بها ان تواجه ذلك الكم الهائل من الأخطار المحدقة بالأضافة الى الخصم الرئيسي المتمثل بالنظام الفاشي المجرم ؟؟ وكم كان , ومنذ البداية , مدى استعدادنا كشعب تعرض للأضطهاد لأكثر من خمسة عقود على يد نظام فاشي لم يعرف التاريخ له مثيلا, ومدى امكاناتنا للتصدي له ولمخلفاته , وماذا اعددنا لتمكين شعبنا من تحقيق امانيه القديمة منها والجديدة.. فان الاجابة ومع الاسف الشديد ساطعة كسطوع الشمس , ولا يختلف فيها عاقلان...
لقد اثبتت كل الأحداث المتتالية بان الثورة ومنذ بدايتها اخذتنا مثل غيرنا على حين غرّة, وانها اندلعت في وقت لم نكن فيه مستعدين لهكذا حدث تاريخي لا يتكرر الا نادرا .. وأننا ما ان صحونا من ذهولنا ومن صدمة الحدث, حتى كان قطار الثورة قد مرّ بنا سريعا.. ليتم فيما بعد اخراجه رويدا رويدا عن مساره الصحيح ليستقر في معظمه في احضان حقول الالغام المذكورة تلك.
لقد أدرك النظام بداية ومع خروج عشرات الآلاف من ابناء شعبنا في مظاهرات ومسيرات تنادي باسقاطه,بان قضية الشعب الكوردي (التي انكرها منذ تولي بعثه العنصري لسدة الحكم) انما تشرف على نهاياتها السعيدة بحكم الضرورة.. فكل المعطيات كانت تدّل على ان المارد الكوردي على وشك الخروج من قمقمه وانه سيقصم ظهر النظام عاجلا ام آجلا .. فالكورد شعب خبر الانتفاضات والثورات وانه شعب اعتاد التضحيات.. ومثال اقليم كوردستان لا يزال ماثلا للعيان .. وان كورد سوريا ايضا لن يتوقفون عن النضال حتى الوصول الى نفس النتائج التي حققها اخوتهم في الأقليم المحرر وتكرار تلك التجربة الناجحة .ولهذا وذاك كله, باشر الطاغية في التحكم بألغامه وقنابله ومفخخاته وتحريكها وتفعيلها على كافة الجبهات في كل المناطق الكوردية(( المحررة))... لكن ذلك كله لم يكن كافيا لدفع الكورد للتكاتف وتضامنهم من اجل التصدي للطاغية والاعيبه القذرة.
ان اخطر ما نتعرض له اليوم ,هو ليس فقط ذلك السفك اليومي للدماء بفعل مفخخات الطاغية لأنه سيسقط لا محالة وتسقط معه مذنباته, لكنه ما نعرض انفسنا له من خطر المواجهة الدموية بين الأخوة او من من المفترض بهم ان يكونوا اخوة.. وخاصة واننا انقسمنا الى معسكرين متنافسين ومتناقضين.
ذلك الصراع المؤجل بفعل صمام الأمان, المتمثل في الجهود المبذولة من قبل قيادة اقليم كوردستان وشخص السيد الرئيس مسعود البارزاني , قد يستمر بشكله الحالي لأمد طويل طالما ان هنالك طرفا يعتقد انه يملك الحق لأنه يملك القوة وطرفا آخر يعتقد انه يملك القوة لأنه يملك الحق... وكل منهما في واد ... والشعب المسكين في واد آخر .
وبعيدا عن أجواء جنيف2 او هولير2 وتبعاتهما بالنسبة لشعبنا .. فان حركتنا الكوردية مطالبة قبل كل شيء بتأمين خبراء مهرة في تفكيك الألغام والقنابل الموقوتة والمفخخات التي زرعها الطاغية لنتمكن من انقاذ حاضرنا, و التفكير مجددا وبطريقة متجددة بمستقبلنا الذي لن يقوم الا بسواعدنا وسواعد ابناءنا المخلصين , لأننا ان لم ننقذ حاضرنا, فهيهات لناان نحلم بالمستقبل المأمول مهما كان بعيدا او قريبا.

شيركو كنعان عكيد اوسلو 31.12.2013

شيركوه كنعان عكيد