سرقات ادبية.. مشروعة

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 5 سنة 26 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/04/2012

سرقات ادبية.. مشروعة            

لم يبذل من يفترض بهم انهم يمثلون السلطة التشريعية الكانتونية اي جهد يذكر في معرض صياغتهم و اعلانهم عن قانون الأحزاب (السيء الصيت) فجاء هذا القانون نسخة ركيكة وهزيلة عن قانون الأحزاب الذي اصدره مجرم سوريا وسفاحها.. وكل ما فعله هو اضافة فقرات تضمن له سطوته تتعلق بالعقوبات والغرامات المالية . ويمكن للقارىء الكريم ان يلقي لمحة بسيطة على القانونين ويجري مقارنة بينهما ليجد ان مصدرهما هو واحد رغم صدورهما عن جهتين يفترض بهما ان تكونا مختلفتين كل الأختلاف بل وعلى طرفي نقيض!!وليس غريبا ان السلطة لم تعترض البتة على هذه السرقة الادبية وربما اعتبرتها اقتباسا بريئا لا ضرر منه .

اما الفارق الجوهري بين هاتين الجهتين فهو ان الأولى بوصفها هي الدولة فانها تملك دستورا وسلطة تشريعية تستند عليهما في معرض اصدارها للقوانين (رغم كل تحفظاتنا وانتقاداتنا لذلك الدستور وتلك السلطة التشريعية وعدم اعترافنا بهما ) . وانها كذلك تملك قانونا تحاسب بموجبه من لا يلتزم بالقوانين التي تسنها وان لتلك القوانين هوية (عربية) واضحة . في الوقت الذي نجد فيه ان الطرف الآخر يفتقر الى هذا وذاك ,فلا هو بالدولة ولا مجلسه يملك سلطة اصدار القوانين, وهو لا يمثل الا نفسه في افضل الأحوال.

وبغض النظر عما يشتمل عليه قانون الأحزاب بنسخته الركيكة فان ما يهمنا هنا هو ما يخفيه اصدار هذا القانون من أهداف مبطنة وخبيثة... سواء من طرف الدولة المستبدة ام من طرف حلفاءها الكانتونيين .

ان مجرد اصدارهذا القانون يعني صراحة حظر ومكافحة نشاط الأحزاب والتنظيمات المعارضة للنظام بشكل عام ,والكوردية منها بشكل خاص في المناطق الكوردية او ما بات يعرف مؤخرا باسم ( كانتونات).. وكبح جماحها ..و يعني ضمنا محاولة تطويعها واخضاعها لسلطة الدولة وسلطة الجهات التي تبنته واصدرته.

ومما لاشك فيه بان توقيت صدور هذا القانون والذي جاء مباشرة بعد اعلان تشكيل الحزب الديموقراطي الكوردستاني في سوريا وبما يشتمل عليه من قاعدة شعبية واسعة قد اقلق الكانتونيين بشكل لم يسبق له مثيل, الأمر الذي حدا بهم الى اصداره في هذا التوقيت وذلك بغية ( قوننة) الأعتقالات بحق قواعد وقيادات تلك الأحزاب الوطنية بعد ان كانوا يقومون بممارسة الأعتقالات بشكل كيفي واعتباطي دونما اية ذريعة او حجة قانونية الأمر الذي حدا بالجماهير الكوردية الى توجيه سهاما لاذعة من النقد والاستنكار لممارساتهم القمعية تلك.

ولكن ولنفترض جدلا أومن باب التسلية البريئة بان هذا القانون بدأ تنفيذه على ارض الواقع وبسلطة الأمر الواقع, ولنفترض ايضا بان احدهم خرق القانون المقدس وانخرط في حزب سياسي غير مرخص, فبموجب اية قوانين ستقوم محاكمهم بمحاسبته والحكم عليه بالسجن؟؟ كما هو نص المادة 20 من نسختهم والتي تنص:
(يعاقب بالحبس من شهر الى ستة أشهر وغرامة مالية لا تتجاوز الخمسون الف ليرة سورية أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من انضم إلى تنظيم حزبي غير مشروع ولو كان مستترا تحت ستار جمعية أو هيئة أو منظمة أو جماعة أيا كانت التسمية أو الوصف الذي يطلق على هذا التنظيم)

.
وماذا لو كانت الضحية هنا من الناس العاديين ولا يملك مبلغ الغرامة.. فكيف سيقوم ال ب ي د ومحاكمه بتحصيل هذا المبلغ ؟؟

ولنفترض جدلا ايضا بان (شعوب الكانتونات )رحبت كالعادة بهذا القانون المبتكر!! أفلا يتطلب ذلك ان يقوم ال ب ي د بحل نفسه اولا باعتباره حزبا غير مرخص له ( اذا تغافلنا عن ترخيص النظام الزائل له) وباعتباره حزبا يخالف الفقرة الرابعة من المادة الرابعة والتي تنص على :

عدم انطواء وسائل الحزب على إقامة تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية، ونبذ العنف بمختلف أشكاله والتطرف والعنصرية وكل الأوجه الأخرى للتمييز؟؟

ألا يتطلب منه الكشف عن ميزانيته واوجه صرف المبالغ التي يحصل عليها من التبرعات والرسوم والاتاوات وغيرها كما تنص عليه المادة 12 من قانونهم والتي تنص :

(وعلى الجهاز المذكور إعداد تقرير سنوي عن كافة الأوضاع والشؤون المالية للحزب وإخطار رئيس لجنة الأحزاب السياسية بهذه التقارير)

ولكن فلندع الافتراضات جانبا ولنعد الى الواقع والحقيقة, الحقيقة التي كان على ال ب ي د ان يفكر بها جيدا ويتمعن بها مليا قبل الاقدام على اصدار هكذا قوانين ... ألا يدرك اولئك السادة ان احزابنا الكوردية الشريفة لم ترضخ ومنذ تأسيسها لأعتى الأنظمة واكثرها دموية ولم تستسلم في اصعب الظروف واحلكها عندما كانت كانت ممارسة السياسة تعني الاعتقال والتعذيب والقتل والتنكيل.. وانها ( وعلى علاّتها) لا تزال تمثل جزءا مهّما من الشعب الكوردي وانها بالتالي لا يمكن ان ترضخ لسطوة حزب البعث المقيت ولا لمن يتحالفون معه.. اوليست هذه الخطوة دعوة مفتوحة الى الصدام والصراع ... خاصة وانكم تعلمون بانه ما من جهة شريفة ترتضي ان تتقدم اليكم بطلبات الترخيص لأحزابها لانها لم تعترف بمجالسكم وكانتوناتكم اصلا.. ولأنها تنوي الاستمرار مدعومة بجماهيرها العريضة دون ان تستجدي التراخيص منكم او ممن يقفون وراءكم..الا اذا كنتم قد قررتم ان تجعلوا من الوطن سجنا كبيرا يقبع فيه كل من يعارض النظام المجرم وكل من يخالفكم الرأي...

كفاكم ايها السادة.. وعودوا الى رشدكم.. فانتم تحلقون في عالم الأوهام وتضيعون في سراديب الأحلام فتضّيعون معكم ارضنا وشعبنا وتجعلون من المستقبل كابوسا مرعبا.

كفاكم ايها السادة فقد جعلتم من انفسكم ومن الكورد اضحوكة في نظر العالم..

شيركوه كنعان عكيد