عماد يوسف : سركلات في الأدب والقرف

لا يوجد ردود
مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

عماد يوسف

دعاني ذاك الكردي العاشق لثقافته والمستمتع بلغته شعراً ونثراً إلى أمسية شعرية كثر فيه شعر البنات وقل فيها الشعر المصفوف على القوافي واللبنات , وكان من بين الحضور شاعرٌ مشهور وشويعرٌ مغمور , وشاعرات ذوات شعر طويل وقصير أنشدن بعضهن شعراً وسرحن الأخريات شعراً , إلى ان لفت انتباهي شعر ٌ أشقر رقيق , ينق بكل ما هو نقيق :

سأعلقك بشعري ..

مصفوفة رائقة الألوان

كي تسدل اناملك

على كتفي

وأدونك شعراً

رقيق الألحان ..

 

أدهشني هول ما سمعت من أدب وكدت اقع مغشياً علي من التأثر بما سمعت من غزل ونسيب , إلا أن صاحبي أسندني وذكرني بسماع المزيد الذي يشيب له الرأس ويعصر الفؤاد ألماً بما وصل اليه حال الشعر بسبب صالونات الحلاقة النسائية الحديثة التي أحدثت بحوراً من الشعر الحديث " قص – ميش – سيشوار " حتى سمعت من تقول :

لا تصافحني
فأنا صائمة
يداك مفطرتان
عانقني بقوة
كي اشعر بنبضات قلبك

 

اعتقدت بأن هناك علاقة ماسة بين الشعر والنثر حين تبين لي أن الشعراء الذين يشار اليهم بالبنان يربون شعراً ذو جدائل ولحية لها الكثير من المزايا والفضائل ,  وأن شعر الرأس سمي شعراً كناية بالشعر الذي اندثرت آثاره وبقي المنتسبون اليه وأنشد احدهم يقول :

جفاؤك يا سيدتي

كالمطر لم تهطل

على صحراء عمري

فوجدتك قملة

تنتشر

على ضفيرة شعري

بلا عنوان

 

عدنا من الأمسية الشعرية وفي أيدينا دواوين شعرية عائدة للشعراء والشاعرات المشاركين عسانا نستمتع بباقي القصائد التي لم يتسن لهم القاءها على مسامعنا وبعد التمعن فيها أطلقت حكمة عفوية من خاطري وخاطرتي وقلت هامسا ً :
" فقدنا الشعر الذي هو كلمات ومشاعر وربحنا الشعر ذو الجدائل والضفائر " .

 

...............

سركلات : جمع سركل وهي روث الحمار .

 

 

 

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع