صهيل القوافي أم نهيقها.. ؟

لا يوجد ردود
مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

عماد يوسف – أدب ساخر

إذا كانت الثقافة الشائعة في مجتمع ما تبناً وعلفاً فلا بد أن يكون الإنتاج صهيلاً ونهيقاً , ويتحول الموروث الفكري  إلى روث ٍ مذري , والسياسة سياحة في الخارج وفسفسة في الداخل , والتربية والتعليم على هوى صوت البندقية وفلسفة كل زعيم .

 

أخذني المطاف قبل أيام للذهاب إلى إحدى المكتبات فطالعني كتيبٌ صغير أثارني عنوانه الذي يدعى " صهيل القوافي " لشويعر مغمور لكنه لخص في عنوانه مضمون الكتاب وسعي منظمه نحو دمج الأصوات البشرية بالحيوانات الأليفة المحيطة به والمتعايشة معه , ليبرز لنا دور المحيط الثقافي في تكوين كل إنسان ونهله أفكاره وما يطلقه من ايحاءات التأثر والتأثير ومدى قدرة كل فرد في تطوير الموروث من التشابيه والقوافي الشعرية والابداع فيها أو التهافت في صياغتها فيستقبل صهيلاً ويطلق نهيقاً ..

 

وبالتأكيد بمثل ما تأثر به أدباء هذا الزمن أخذ التأثير نصيبه لدى أحزاب حي الله قطعة بعشرة في بلادنا فنشأ وترعرع نتيجة لهذه المأساة الحزبية حزب الحمير الذي اتخذ من النهيق شعاراً قومياً , ومن الزيطركات " الرفسات " رد فعل طبيعي على الواقع الذي ضاعت فيه أسس البناء المعرفي والتنظيمي والأدبي .

 

كل شيء في بلادنا يفضي إلى الحيونة ابتداء من صهيل القوافي وانتهاء بالنهيق السياسي , ذلك لأن الشرع في بلادنا يحتكم إلى قانون الغاب , وغاب صوت الصرير عن الأقلام المأجورة , فذاك يعوي لأجهزة الأمن وآخر يموء تحت اقدام البوط العسكري أملاً في التفضل عليهم بعيش كالحريم لا كرامة لهم ولا رأي ولا غريم , وأصبح لكل عائلة حزبها الخاص , يشق الأبناء عن نهج والدهم ثم يشق الرجل عن شقيقه ثم يشق عن نفسه حين لا يجد من يشق عنه فتنفصم شخصيته بين رأي في الليل وتصريحٍ في النهار , أممياً هنا وقومياً هناك مبرراً ذلك بصيرورة الحياة .

 

 

عماد يوسف
الثلاثاء 28 / 8 / 2018

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع