رسالة من الزعيم جوجي ستري نرم إلى أنصاره ومحبيه ..
عماد يوسف – أدب ساخر
أيها الفلان والعلان من محبي الحكمة والجمال بعد جلاء الحقد والقتال ..
طابت ايامكم عامرة بالمسرات وجلودكم غائرة بآثار الشوكات , وابتساماتكم توحي بما لديكم من نكات ونهفات . نغيب عنكم فتنمو أشواق قلوبنا بحجم أشواك ظهورنا , فما أنا منكم إلا كقول الشاعر :
سيذكرني المتقنفذون إذ دغدغ جلدهم .... وفي السنة الهوجاء يفتقد الشوك ُ
أيها المتقنفذون الأعزاء ..
هب علينا فصل الخريف وحلت علينا مواجع الصيف وحشائش المصيف , حيث يقطن كل قنفذ ٍ رخو ٍ ولطيف , يتخذ من الوخز طريقاً لليقظة , ومن التشويك سبيلاً للموعظة , أتصيد منكم فلتات اللسان وزلات القلم , لأعالج فيكم وخزاتٍ بلا ألم واصنع بسمة في وجوهكم من العدم .
بلغني تدهور الوضع الأمني بسبب استغلال بعض ناشري السموم لغيابي , حتى وصلت الافاعي لبابي ودخلت منازل أنصاري وأحبابي , ففي وقت متأخر من الليل وجد عماد أفعى سامة في غرفته , فنال منها بعصاه وابتسامته , وذاك يدس السم في مجموعته , ويفسد عليها لدى واهب نعمته , وآخر يخرب ما بنيناه بمحبتنا ولا يبالي , فأولئك ادخرنا لهم شوكة ترميهم في العلالي .
أيها الناس أيتها النسوان من مواطني قنفذستان ..
تعلموا أصول الحكمة والجمال من أحوال الطبيعة ومظاهرها , لا من ممارسات البشرية وضرائرها , فكلما أتانا يوم ٌ عاصف ٌ بالتوز والعجاج جعلنا كل شيء ٍ حولنا بسواعدنا لامعاً كالزجاج , وهكذا يجب أن يكون دابنا مع آثار الشوك والتشويك , أن تلهمنا ولا تثبطنا , تغرينا ولا تنهينا , توعظنا ولا تلفظنا , تمنحنا الجمال في كل شيء , وإعادة الحياة من اللا شيء .
مشوككم
جوجي ستري نرم