من معاني العبوديّة

8 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 14 سنة 40 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/10/2005

وفي التحقيق بمعنى قوله "اني عبدك" التزام عبوديته من الذل والخضوع والنابة, وامتثال أمر سيّده, واجتناب نهيه, ودوام الافتقار اليه, واللجوء اليه, والاستعانة به, والتوكّل عليه, وعياذ العبد به, ولياذه به, أن لا يتعلّق قلبه الا بغيره محبّة وخوفا ورجاء.

وفيه أيضا أني عبد من جميع الوجوه: صغيرا وكبيرا, حيّا وميّتا, مطيعا وعاصيا, معافى ومبتلى القلب واللسان والجوارح.

وفيه أيضا أن مالي ونفسي ملك لك, فان العبد وما يمتلك لسيّده.

وفيه أيضا انك أنت الذي مننت عليّ بكلّ ما أما فيه من نعمة فذلك كلّه من انعامك على عبدك.

وفيه أيضا اني لا أتصرّف فيما خوّلتني من مالي ونفسي الا بأمرك, كما لا يتصرّف العبد الا باذن سيّده, واني لا أملك لنفسي نقعا ولا ضرّا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. فان صحّ له شهود ذلك فقد قال لي اني عبدك حقيقة.

ثم قال" ناصيتي بيدك", أي أنت المتصرّف في تصرّفي كيف تشاء, لست أنا المتصرّف في نفسي.

وكيف يكون له في تصرّف من نفسه بيد ربه وسيده وناصيته بيده وقلبه بين أصبعين من أصابعه, وموته وحياته وسعادته وشقاؤه وعافيته وبلاؤه كله اليه سبحانه, ليس الى العبد منه شيء, بل هو في تصرّف سيّده أضعف من مملوك ضعيف حقير, ناصيته بيد سلطان قاهر, مالك له تحت تصرّفه وقهره بل الأمر فوق ذلك.

ومتى شهد العبد أن ناصيته ونواصي العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم كيف يشاء, لم يخفهم بعد ذلك, ولم يرجهم, ولم ينزلهم منزلة المالكين بل منزلة عبيد مقهورين مربزبين, المتصرّف فيهم سواهمو والمدبّر لهم غيرهم, فمن شهد نفسه بهذا المشهد, صار فقره وضرورته الى ربا وصفا لازما له, ومتى شهد الناس كذلك لم يفتقر اليهم, ولم يعلّقلاأمله ورجاءه بهم, فاستقام توحيده, وتوكّله وعبوديته. ولهذا قال هود لقومه:{ اني توكّلت على الله ربي وربّكم ما من دابّة الا هو آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم} هود56.

وقوله :"ماض فيّ حكمك, عدل فيّ قضاؤك" تضمّن هذا الكلام أمرين:أحدهما: مضاء حكمه في عبده.
ثانيهم: يتضمّن حكمه وعدله وهو سبحانه له الملك وله الحمد, وهذا معنى قول نبيّه هود:{ ما من دابّة الا هو آخذ بناصيتها}, ثم قال: {ان ربي على صراط مستقيم} أي مع كونه قاهرا مالكا متصرّفا في عباده, نواصيهم بيده فهو على صراط مستقيم.

وهو العدل الذي يتصرّف به فيهم فهو على صراط مستقيم في قوله وفعله وقضائه وقدره ونهيه وثوابه وعقابه.

فخبره كله صدق, وقضاؤه كلّه عدل, وأمره كله مصلحة, والذي نهى عنه كله مفسدة, وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله, ورحمته وعقابه لمن يستحق له العقاب بعله وحكمته.

User offline. Last seen 13 سنة 14 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 18/06/2006

بارك الله فيك اخي شفان
ان شاء الله نكون واياكم من عباده المخلصين

User offline. Last seen 14 سنة 26 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 01/04/2006

شكرا جزيلا لك اخ شفان

والله يخليك لامك

والسلام

Him
User offline. Last seen 13 سنة 31 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 04/05/2006

شكرا لك اخي شفان على الموضوع الجميل الرائع

User offline. Last seen 13 سنة 42 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 29/07/2006

الف شكر شفان
موضوع رائع
الا الخلاف المعهود الاوهو:

Quote:

ثم قال" ناصيتي بيدك", أي أنت المتصرّف في تصرّفي كيف تشاء, لست أنا المتصرّف في نفسي.

ما بتفق معك طبعا شرحت السبب باكتر من محل
مشكور

User offline. Last seen 14 سنة 40 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/10/2005

فلنتعلم كيف نختلف :wink: :idea: :idea:
ان شاء الله ساتيك بجواب اشفى من سابقه

User offline. Last seen 17 سنة 24 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/08/2006

Sirud wrote:
العصر الحالي هو عصر التخلص من كل عبودية حتى من عبودية الالهة
يوجد في هذه الدنيا اولا يا عزيزي اله واحد و العصر العال بما فيه من تطور و تقدم و اكتشافات يحفزنا اكثر الى الصاق جبيننا بالارض شكرا لله و اذا انا تحررت من عبادة الله فلما وجودي اصلا و ما مصيري بعد ذلك ؟؟ انها اسئلة لا يجيب لك عليها الا الاله

User offline. Last seen 17 سنة 35 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 11/09/2006

التطور يحفز بنظري على التحرر من العبودية

User offline. Last seen 14 سنة 40 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/10/2005

صح سرود التخلص من العبودية

عبودية الناس للناس وليس عبوديتهم لرب الناس