كوسوفو.. جرح إسلامي غائر

3 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 4 سنة 5 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

يقع اقليم كوسوفو في الشمال الشرقي من البانيا كامتداد طبيعي لها وهو في قلب قارة أوروبا في الجزء الجنوبي من البلقان ويحده من الشمال والشرق صربيا ومن الجنوب الشرقي مقدونيا ومن الجنوب البانيا ومن الغرب والشمال الغربي الجبل الأسود ويتبع حاليا ليوغسلافيا، وله عدة أسماء هي ( كوزوفو ، قوصون ، كوسوفا ، كسفو أما مدن كوسوفو الرئيسة فهي:

كوسوفو / بيريشتنا العاصمة و (برليب) و ( بيك ) وبوديجوفو، وبريرزن وميتروفيتسا وفريزاي وجيلان وجاكوفا وبييا . ويمر فيها عدة أنهار منها : دريني وإبري وسنتيتسا وميروشا .. وغيرها وعدد سكانها حوالي مليوني نسمة معظمهم من الألبان المسلمين ويتكلمون اللغة الألبانية ويلقب الألبان بلقب (أرناؤوط).
كوسوفو اليوم جزء صغير من إقليم كوسوفو الحقيقي الذي كانت مساحتة 20.000كم2 قبل أن تقتطع كل من صربيا والجبل الأسود ومقدونيا جزءا منه وتبلغ مساحته الحالية حوالي (11) ألف كم2 وهو إقليم حباه الله من الخيرات الشيء الكثير ويعتبر من أخصب المناطق في البلقان وأغناها بالثروة المعدنية فعلى مستوى الاتحاد اليوغسلافي السابق كان هذا الإقليم ينتج وحده ما نسبتة ( 75%) من الرصاص والزنك و ( 60%) من الفضة و (50%) من النيكل و(20%) من الذهب.
كما يحتوي على: (100%) من احتياطي البسموس و ( 79%) من احتياطي الفحم و (61%) من احتياطي المغنيسيوم كما توجد في كوسوفو كميات كبيرة من البوكسيت الحديدي والجاليوم والحديد والنحاس والزئبق وتزرع كوسوفو القمح والشعير والشوفان وزهرة الشمس والبنجر.
إن تركز الثروات الطبيعية في هذه المنطقة بهذا الشكل المتميز ساعد على جعلها هدفا دائما للطامعين على مر التاريخ.
حكم الأليريون ( أجداد الألبانيين) كوسوفو في القرن الثالث قبل الميلاد ثم ألحق بالإمبراطورية الرومانية بعد هزيمة الجيوش الأليرية وأسر الملك الأليري الأخير في عام (168) قبل الميلاد ثم غزا (صقلية) شمال البانيا في القرن السادس الميلادي واستولى عليها بعد ذلك القيصر سيمون إمبراطور البلغار فيما بين 891 – 927م ولكنها عادت إلى حكم الإمبراطورية البيزنطية في القرن الحادي عشر الميلادي ثم احتلها الملك دوشان عام 1331ـ 1355م وضمها إلى مملكة صربيا وأعلن نفسه إمبراطورا على الصرب وبلغاريا واليونان وذلك في عام 1346م .
لكن هذه الإمبراطورية الصربية سرعان ما انقسمت بعد موت دوشان إلى ثلاث دول الأولى تحت قيادة أوريش بن دوشان في شمال صربيا والثانية حكمها جورج برانكوفيتش وهي جزء من مقدونيا وجزء من كوسوفو واستأثر بالشاي بالجزء الباقي من كوسوفو وألبانيا الشمالية والجبل الأسود.
هذه الانقسامات وصراع دول البلغار فيما بينها سهل تقدم الجيش العثماني في شبه جزيرة البلقان بيد أن التغلغل العثماني السريع أثار مخاوف ا لملوك ورؤساء القبائل فقام الملك الجديد لصربيا (لازار) بجمع ما يزيد عن مائتي ألف مقاتل من جيوش بلغارية وبوسنية وألبانية تحت قيادته وأستعد بهم لملاقاة المسلمين في سهل كوسوفو فحاربهم السلطان مراد الأول مع ولديه بايزيد ويعقوب بالقرب من مدينة بيريشتينا ، وأذن الله بالنصر للمسلمين صباح يوم :28 تموز1389م، وقتل لازار ملك الصرب كما قتل السلطان مراد بطعنة من جريح صربي.
تولى بايزيد الحكم بعد مقتل أبيه فقام بتولية الأمير استيفان بن لازار حاكما على صربيا وأجازه أن يحكم بلاده حسب قوانينهم وبدأ الاسلام ينتشر بين السكان عامة وبين الألبانيين خاصة. واستقر الاسلام في المنطقة بشكل ثابت خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر إلى أن بدأ الوهن والضعف يزحف إلى كيان الدولة العثمانية وبدأ الانحراف عن منهج الله ثم ازداد واتسع تدريجيا فتخلفت الدولة علميا وإداريا وعسكريا وبدأت الحركات الانفصالية والتمردات الداخلية التي أوقدت نارها الصليبية الحاقدة وفقد الجندي العثماني المسلم انضباطه ونشأت الجمعيات والأحزاب اليهودية والنصرانية وآلت الدولة العثمانية الى الضعف والفرقة وبدأت حرب البلقان وانسحب الأتراك من جنوب شرق أوروبا وانفصلت البانيا عن الدولة العثمانية. وفي 22 تشرين الثاني 1913م أعلنت الحكومة الألبانية (القانون المؤقت للإدارة المدنية في البانيا ) والذي ينص على فصل الحقوق عن الشريعة الاسلامية.
بعد أن أعلنت ألبانيا استقلالها عن الدولة العثمانية عام (1912م) استغلت صربيا الفرصة فاحتلت إقليم كوسوفو وقامت عصبة الأمم المتحدة آنذاك وهيئة الأمم المتحدة من بعدها بإقرار سيطرة صربيا على كوسوفو وبدا الصرب خطتهم في محاربة الاسلام والمسلمين وذلك على ضوء مشروع الدول الكبرى ( تماما كما يحدث اليوم).
فماذا فعلوا بعد أن أحكموا سيطرتهم على هذا الاقليم ؟ ذكر شكيب أرسلان في تعليقه على ( كتاب حاضر العالم الإسلامي ) أن الجنود البلغار عام 1912هـ لم يكتفوا بذبح المسلمين وتقطيعهم ، بل قاموا بتصفية دمائهم ثم شربها!. كما انهم قاموا بتجهير أكثر من مليوني مسلم من ديارهم إلى تركيا ومصر ودمشق ودول أوروبا.
وهذا يذكرنا بما قام به القائد المجري (هونياد) في عهد السلطان العثماني مراد الثاني عام 1442م . حيث أمر بقتل أكثر من عشرين ألفا من الأسرى المسلمين وكان يتلذذ أثناء تناوله الطعام بمشاهدة جلاديه وهم يقطعون رؤوس الأسرى ويأمر بتجميعها على شكل أكوام يرشقونها بالحصى وهم يتضاحكون.
ثم جاء خلفهم ( الصرب اليوم ) فكانوا شر خلف لشر سلف واقترفت أيديهم ما يخطر على بال الذئاب!. قال (شافركز) عضو (الحزب الديمقراطي المسيحي) الحاكم في ألمانيا واصفا جرائم الصرب في البوسنة والهرسك تحت عنوان ( ذلك كله رأيته بعيني ) رأيت طفلا لا يتجاوز عمره الثلاثة أشهر مقطوع الأذنين مجدوع الأنف رأيت صورا لحبالى وقد بقرت بطونهن ومثل بأجنتهن رأيت صور الشيوخ والرجال قد ذبحوا من الوريد إلى الوريد رأيت الكثيرات ممن هتكت أعراضهن ومنهن من تحمل العار ولم يبق لولادتها سوى أسابيع رأيت صورا لم أر مثلها على شاشات غربية ولا شرقية واتحدى إن كانت عندهؤلاء الجرأة والشجاعة لبثها إن ما رأيته لن أنساه أبدا. والحادث الذي روته كثير من الصحف في حينها عن الطفل الرضيع الذي أمسك به الصرب ووضعوه على النار ليشوى أمام عيني والده ولما تم شيه قطعوه قطعا وأجبروا أباه على أن يأكل من لحمه ثم أطلقوا عليه الرصاص فقتلوه.
هذا ما فعله الصرب في البوسنة والهرسك ، ويفعلونه بإخواننا المسلمين في كوسوفو اليوم أثناء قراءتك لهذه السطور. وقمة الكذب والتضليل أن تصور وسائل الإعلام العالمية الوضع الراهن في كوسوفو على أنه قضية أقلية وتنحدر من أصول البانية وتعيش بين شعوب صربيا وتطالب ببعض حقوقها القومية رغم أن نسبة الصرب في كوسوفو لا تتعدى 7% فقط ونسبة المسلمين الذين يصورون على أنهم أقلية هي 93% فأي كلام يفيد بعد هذا؟!.
لقد أعلن ( سلو بودان ميلوسيفتش) الزعيم الصربي في خطابه لجموع الصرب المتظاهرين في بلغراد بتاريخ تشرين الثاني 1989م بمناسبة ذكرى معركة كوسوفو التي وقعت قبل ستمائة عام (إن معركة كوسوفو بدأت قبل ستة قرون وانتهت اليوم ونحن مستعدون أن نضحي بثلاثمائة مقاتل صربي لا ستئصال الاسلام من سراييفو إلى مكة؟.
في ذكرى مرور ستة قرون على معركة ( كوسوفا ) بين العثمانيين والصرب ، أعلن مجرم الحرب الرئيس الصربي السابق (سلوبودان ميلوسوفيتش) أن معركة كوسوفا التاريخية لم تنته ، وأنه قد آن الأوان لاسترداد الصرب لأرض كوسوفا ، وأعلن إلغاء الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به ألبان كوسوفا في عهد الرئيس الشيوعي اليوغسلافي السابق (تيتو) منذ عام 1963م.
وقد مرت الأحداث منذ أن أعلن ميلوسوفيتش ذلك بثلاث مراحل: الأولى : شن دعاية عنصرية صربية مكثفة ضد ألبان كوسوفا بهدف شحن المشاعر ضدهم. الثانية : بدء سن قوانين التمييز والتفرقة ضد الألبان.
الثالثة : بدء عمليات العنف والإرهاب ضد ألبان كوسوفا بدءاً من كانون الثاني 1998م إلى حزيران 1999م. وكان ذلك بهدف إلجاء الألبانيين إلى الفرار خارج أراضيهم ، وبالفعل فقد تمت خلال هذه المرحلة أحداث محنة كوسوفا الدامية التي قتل وجرح وشرد بسببها مئات الآلاف من الألبان الكوسوفيين.
كان رد فعل الألبان الكوسوفيين الإعلان عن بدء عمليات المقاومة المشروعة تحت قيادة ما عُرف بـ ( جيش تحرير كوسوفا ) ، وذلك بعد إخفاق محاولات الحل السلمي التي تزعمها الزعيم الألباني الموصوف بأنه ( معتدل ) : إبراهيم روجوبا ، والذي كان الألبانيون قد انتخبوه رئيساً لهم ، ولكن محاولات الألبان لصد العدوان الصربي ظلت محدودة بسبب غياب الدعم لهم بوصفهم شعباً يمارس حقاً مشروعاً في الدفاع عن النفس حتى بحسب المواثيق الدولية ، وكما كان حال البوسنة وغيرها ، فقد ظل المجتمع الدولي ينظر للدماء النازفة من جراح كوسوفا ببرود غير معهود ، وكأن هذا المجتمع الدولي الحر يريد أن يبعث رسالة لكل حركة تحرير تريد أن ترفع رأساً بالإسلام أن قد تغير الزمان . ولما أنهكت الجراح أرواح الكوسوفيين الذين أُدخِلوا حرباً مباغتة وغير متكافئة ، تدخلت الأمم المتحدة عارضة كالعادة التفاوض بين الوحش والضحية ! ولم يكن أمام الضحايا إلا القبول بأي حل يزيح السكين عن رقابهم ، ولكن الوحش أبى ، وتمرد على أسياد الغابة في واشنطن وما حولها.
وهنا كان لا بد من التدخل العسكري تحت راية حلف الأطلسي لتحقيق عدد من الأهداف جملة واحدة ، كان منها : منع روح الجهاد الإسلامي من العودة إلى بلاد البلقان ، حتى لا تتكرر ظاهرة الأفغان ، ومنها : إظهار قادة النظام العالمي الجديد بمظهر الجديرين بقيادة العالم والقادرين على ضبط الأمور في أي منطقة من مناطقه ، ومنها تعزيز مصالح أمريكا في قلب أوروبا، وإشعار الأوروبيين بأنهم لا يستطيعون التفرد بعيداً عن الهيمنة الأمريكية ، حتى داخل قارتهم التي عجزوا عن حل واحدة من أطول مشاكلها وهي البلقان، وأخيراً إعطاء درس واضح لكل من يريد أن يمارس طغياناً لحسابه الخاص، بأن زمن الطغيان الخاص قد ولى ؛ لأن في العالم الآن طاغوتاً عاماً يلقب بـ ( العم سام)!.
بعد إخراج الجيش الصربي من كوسوفا عمدت الأطراف الدولية المتنفذة إلى إجراء عملية (إخصاء) لإرادة الألبان فيها ، ففرضت على (جيش تحرير كوسوفا) أن يحل نفسه، ويسلم أسلحته ويتحول إلى حزب سياسي ( مسالم جداً ) ! مع أن حزب ميلوسوفيتش ( العسكري ) لم يُحَلَّ بعد، ولا يزال رجاله في أعلى درجات المسؤولية في الجيش الصربي ! فهو وإن كان قد ذهب بجرائمه التي قد طالت شعبه نفسه ، إلا أن أعوانه لا يزالون في السلطة.

(( من لا تدمع عينه على مظلوم فلن تدمع عينه على شعبه))

User offline. Last seen 14 سنة 40 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/10/2005

اللهم ارفع الظلم عن المظلومين

اللهم انصر المظلومين على الظالمين

User offline. Last seen 16 سنة 40 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 12/08/2006

آه كوسوفو الجرح النازف الذي لم يندمل
نسال الله ان يرحم شهدائهم وشهدائنا

User offline. Last seen 8 سنة 4 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 30/01/2006

(( من لا تدمع عينه على مظلوم فلن تدمع عينه على شعبه))

مشكور ايبو