تعدد الزوجات من جديد

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 13 سنة 34 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 16/07/2006

بداية:
يحاول بعض من المستشرقين والملاحدة أن يثيرو على النظام الإسلامي اتهامات باطلة , وشبهات مغرضة ,ليشككوا بصلاحية هذا النظام , ومقومات خلوده على مدى الزمان والأيام , وليجدوا من المسلمين من يستجيب لأفكارهم , ويقع في حبائل شكوكهم وآرائهم ...
فهذا الكلام المعسول الذي يروج له أولئك المثيرون قد يستهوي بعض العقول القاصرة, فيذهبون لترويج بضاعة الآخرين وهم يحسنون أنهم صنعاً..
لمحة تاريخية عن التعدد :
1- التعدد موجود لدى الأمم القديمة (عند الأثنيين والصينيين والهنود والآشوريين والمصريين ) , حيث قد سمحت شريعة ((ليكي )) الصينية بتعدد الزوجات إلى مائة وثلاثين زوجة ...
2- التعدد كان مباح لدى اليهود وأنبياء التوراة لهم زوجات عديدات بلا استثناء..
3- لم يرد في النصرانية ما يمنع التعدد , بل ورد في رسائل بولس ما يفيد أن التعدد جائز .
تعدد الزوجات باعتراف الكنيسة بقي إلى القرن السابع عشر , فهذا (ديار مات ) ملك إرلندة كانت له زوجتان وسريتان , وكان ( لشارلمان ) زوجتان وكثير من السرايا , وبعد ذلك كان زمن (فيليب أفاهيس ) و(فريدريك وليام ) الثاني البروسي يبرمان عقد الزواج مع اثنتين بموافقة القساوسة اللوثرين , وكان لوثر يتكلم عن تعدد الزوجات في شتى المناسبات .......
4- والشعوب الأوربية وجدت نفسها في حال من التخبط وذلك لزيادة عدد النساء على الرجال وذلك بعد الحربين العالميتين.وقد كان من بعض الحلول التي برزت إباحة تعدد الزوجات , ففي 1948 بمؤتمر الشباب في ميونخ ناقش المجلس زيادة عدد النساء في ألمانيا أضعافاً مضاعفة عن عدد الرجال بعد الحرب , وقد كانت النتيجة أنها أباحة التعدد وفي 1949 تقدم أهالي (بون) عاصمة ألمانيا الاتحادية بطلب إلى السلطات المختصة , يطلبون بأن ينص الدستور الألماني على التعدد ,ونشرت قبل عشر سنوات أن الحكومة الألمانية أرسلت إلى مشيخة الأزهر تطلب منها نظام التعدد في الإسلام , ثم اتبع ذلك وفد من علماء الألمان اتصلوا بشيخ الأزهر لهذه الغاية ...
حكمة التعدد الاجتماعية:
1- دلت الإحصاءات في فلندا أنه من بين كل أربعة أطفال يكون واحد منهم ذكر , ففي هذه الحالة يكون التعدد واجباً .
2- قلة الرجال عن النساء قلة بالغة نتيجة الحروب الطاحنة أو الكوارث العامة , وذكرنا ألمانيا مثال ذلك ..
المصلحة الشخصية من التعدد :
1- أن تكون الزوجة عقيمة لا تلد ...
2- أن تصاب الزوجة بمرض مزمن أو معد أو منفر , لا يستطيع الزوج أن يعاشرها معاشرة الأزواج ..
3- أ، يكون لدى الزوج الرغبة الأكيدة الصادقة في التكثير من الأولاد ليستعين بهم , أو ليعدهم شباب مؤمنين , ودعاة صادقين ........
أما الحكمة الخلقية :
فالأمة التي يكون عدد النساء يفوق عدد الرجال يكون التعدد فيها واجباً أخلاقياً واجتماعياً على الوجه السواء لأن التعدد أفضل من تسكع النساء في الطرقات وأماكن الفجور لا عائل لهن , وجاءت الحرب العظمى الأولى . وقتل عشرة ملايين من الشباب الأوربيين والأمريكان . وواجهت المرأة قسوة المحنة بكل بشاعتها . فقد وجدت ملايين من النساء بلا عائل . إما لأن عائلهن قد قتل في الحرب ، أو شوه ، أو فسدت أعصابه من الخوف والذعر والغازات السامة الخانقة ، وإما لأنه خارج من حبس السنوات الأربع يريد أن يستمتع ويرفه عن أعصابه ، ولا يريد أن يتزوج ويعول أسرة تكلفه جهداً من المال والأعصاب .
ومن جهة أخرى لم تكن هناك أيد عاملة من الرجال تكفي لإعادة تشغيل المصانع لتعمير ما خربته الحرب . فكان حتماً على المرأة أن تعمل وإلاّ تعرضت للجوع هي ومن تعول من العجائز والأطفال. وكان حتماً عليها كذلك أن تتنازل عن أخلاقها. فقد كانت أخلاقها قيداً حقيقياً يمنع عنها الطعام ! إن صاحب المصنع وموظفيه لا يريدون مجرد الأيدي العاملة ، فهم يجدون فرصة سانحة ، والطير يسقط من نفسه – جائعاً - ليلتقط الحب . فما الذي يمنع من الصيد ؟ ألعله الضمير ! ؟ وما دامت قد وجدت - بدافع الضرورة - امرأة تبذل نفسها لتعمل ، فلن يتاح العمل إلا للتي تبذل نفسها للراغبين .
ولم تكن المسألة مسألة الجوع إلى الطعام فحسب .
فالجنس حاجة بشرية طبيعية لا بد لها من إشباع. ولم يكن في وسع الفتيات أن يشبعن حاجتهن الطبيعية ولو تزوج كل من بقي حياً من الرجال، بسبب النقص الهائل الذي حدث في عدد الرجال نتيجة الحرب. ولم تكن عقائد أوربا وديانتها تسمح بالحل الذي وضعه الإسلام لمثل هذه الحالة الطارئة ، وهو تعدد الزوجات. لذلك لم يكن بدٌّ للمرأة أن تسقط راضية أو كارهة لتحصل على حاجة الطعام وحاجة الجنس ، وترضي شهوتها إلى الملابس الفاخرة ، وأدوات الزينة ، وسائر ما تشتهيه المرأة من أشياء .
وسارت المرأة في طريقها المحتوم ، تبذل نفسها للراغبين ، وتعمل في المصنع والمتجر ، وتشبع رغائبها عن هذا الطريق أو ذاك ، ولكن قضيتها زادت حدة . فقد استغلت المصانع حاجة المرأة إلى العمل ، واستمرت في معاملتها الظالمة التي لا يبررها عقل ولا ضمير ، فظلت تمنحها أجراً أقل من أجر الرجل الذي يؤدي نفس العمل في نفس المكان .
قريباً الحكمة من تعدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم