ثقافة الموت والحياة

8 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 3 سنة 50 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنه ظل بليل يجتاحنا حينما نقف لحظة مع الحياة وفلسفة الاحياء .. حينها تشتاق إلينا أنوار البهجة التي تشع من فسحة عميقة في انفسنا بعد أن هدمتها ثقافة الموت والظلام .. لتعلن عن الميلاد الجديد .. ميلاد اليوم المتجدد وميلاد الإنسان الجديد .. كما ينبغي أن يكون هذا الإنسان حتى يستحق الخلافة .. بدأت بذور الحسد في الأرض منذ بداية الاستخلاف في الأرض ليبدأ مشروع ثقافة الموت ..وليعلن بداية الأنا الهدامة المجرمة.. وليبدأ معركة الحق والباطل .. { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ يصور لنا القرآن الكريم قصة الحسد وثقافة الموت وثقافة الحياة أما بذور ثقافة الموت... قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ,,, بكلمة صغيرة دون جدال أو نقاش .. أما الآخر الذي نبتت منه ثقافة الحياة قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ27 لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ28إ ِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ يظهر الله منطق صاحب الثقافة العظيمة .. وقوة حجيته .. هذا منطق كل من يحمل هذه الثقافة وهذه عقليته المتوازنة ... أما الآخر فهو سجين النفس الحاسدة نفسه المقادة الملجمة بلجام الغيرة والحقد 29 فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ كان الحسد و الجنس والغريزة أول باب فتحه الشيطان في بني الانسان ليسعر ناره فلم تحرق إلا شخصه .. رغم الألم الذي سببه للآخر فالآخر أصبح مثال لثقافة النقاء .. ولثقافة الحياء والحياة .. 31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا المائدة أما الفصل الثاني.. من هاتين الثقافتين.. مع يوسف وأخوته .. حينما كانت الغاية تبرر لهم الوسيلة ... ومهما كانت الوسيلة في الغاية .. مع التسويف .فهي واحدة مهما اختلف الزمن والاشخاص.. ومهما كانت الأزمة والشخصيات فثقافة الحياة لا بد لها أن تسود رغم القتل .. هؤلاء يحملون حقداً قد احرق قلوبهم على أخ صغير .. لا يستطيع أن يدافع عن نفسه أمام نسمة ريح عليلية فكيف من بشر مستذئبين (( اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين)) الغاية .. وجه أبيهم.. الوسيلة قتل بلا رحمة.. هؤلاء الوحوش ابطال قصة .. الموت.. أما بطلنا.. حينما.. بلغ اشده وتخلص من ثقافة الموت الثانية .. موت الحياء والعفة مع زوجة العزيز.و النساء الباغيات من الطبقة المخملية .. {قال ربي السجن أحب إلي مما يدعونني إليه..} استحق أن يكون بطلاً عظيماً من ابطال فلسفة الحياة . اختار له الله الحياة ليحطم امام قدميه تلكم الثقافة الهالكة.. التافهة... وليترفع عن الإنتقام لأنه صاحب مشروع رائع .. مشروعه الذي لابد أن يسود مهما كان ظلام القتل.. _ يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ﴿87﴾ فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينآ إن الله يجزي المتصدقين حينما ينكسر الباطل امام اقدام الحق .. حتى لو كان هذا الباطل حمّال لثقافة الموت فإن صاحب الحق أعظم من الانتقام.. وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عيظم ثقافة الحياة .. يقول للحربيين من قريش .. ما ذا تروني فاعل بكم.. . رجل يعرفه قريش بالامانة والرحمة والعظمة.. اخ كريم ابن اخ كريم.. ثقافة الحياة منتصرة دائماً .. اذهبوا وانتم الطلقاء.. اما يوسف عليه السلام.. ماكانو من قومه ولا عشريته فحسب بل اخوته..اقرب الناس له.. ﴿88﴾ قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ﴿89﴾ قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ﴿90﴾ موعظة عيظمة دون التشفي.. ودرس لكل جيل.. وكل فرد يستجق أن يكون خليفة لله في أرضه.. الأخ الصغير يوسف.. والوحوش البشرية .. من جديد يلتقون .. كانوا يملكون القوة والآن لا حولة ولا قوة.. ويوسف الصغير.. الآن..اعظم شخصية واقوى من كثرة اخوته.. إلا أنه يبقى يحمل تلك الثقافة.. (( قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين)) الاعتراف .. بثقافتهم .. ((قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين )) عظمة ثقافته العظيمة.. تنفجر بأنوار الرحمة.. ..لتحطم كل قيود الظلام الملبد.. ليكون النتيجة الحتمية لهذه الثقافة .. هي الفلاح والرفعة والعظمة حتى أنه ليخر الباطل اماه فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ﴿99﴾ ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا... إلى شهداء حلبجة.. وكوسوفو إلى كل مظلوم ..وكل جرح .. مفتوح في كبدنا..وجسدنا.. أنكم الأعلون.. وأن نير الظلم لمنحطم..أمام اقدامكم..ولو بعد حين.. في الحديث القدسي.. يرفع الله دعاء المظلوم فوق السحاب.. وينادي .. بعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين..
 
اللهم انك ترى ما فعلوه بالاطفال الرضع والشيوخ الركع.. اللهم انتصر لحرماتك

User offline. Last seen 7 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحياتي أخي الغالي إبراهيم ..

كتبتَ .. فأحسنتَ .. وأبدعتَ ..

نعم .. ثقافة الحياة .. للنفس وللآخرين .. منتصرة دائمًا .. من أراد الخير والهداية والسلام للآخرين فإن الله تعالى سيحييه حياة عزيزة طيبة .. ومن أراد خلاف ذلك فإن الذل والهوان والمهانة ستكون نصيبه ولو بعد حين ..

وما نراه اليوم .. من مخالفة لهذه السنّة فإنما هي ابتلاء من الله .. وهي مرحلة من مراحل الصراع .. الذي له جولة وللحق جولات .. وبشائر الخير تهلل باقتراب نصر جديد لثقافة الحياة ..

ووفق هذه السنّة .. فإننا نرى الموت من أجل الحق يدخل في ضمن انتصار ثقافة الحياة .. فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون .. فرحين بما آتاهم من فضله ..

ومن كره الموت من أجل الحق .. فإنه منهزم لا محال ..

وتقبلوا تحياتي .. والسلام عليكم ..

صورة  Shahgul's
User offline. Last seen 2 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

الله ينصركم انتو التنين يا أخ إبراهيم وأخ سوار بكتاباتكم ومواضيعكم المفيدة دائماً ...
ويجزيكم كل خير ..
وليس لي أن أزيد على ما سردتم من آيات وأحاديث في المظلوم والظالم ..
ولو أن الذين يدعون الإسلام لو أنهم فقط انتبهوا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقول ((انصر أخاك ظالماً ومظلوماً)) لو أنهم نصروه ظالماً ... ولكن قصرت مروأتهم على أن يطبقوا حديث خير خلق الله .. عليه صلوات الله وسلامه ... وإنما يطبقونه طبقاً لأهوائهم وشهواتهم ورعوناتهم ...
ويكفينا نحن المظلومين أننا لم نحمل ظلماً على أحد .. فينتقم منا ربنا بذلك الظلم ...
وجزيتم خيراً ..

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

User offline. Last seen 3 سنة 50 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

يسعدني اخوتي الكرام siwar07, Shahgul, وجودكم .. بل انه لشرف لي اضافاتكم الجملية التي تزيد من الموضوع جمال واناقة بل يكتمل هلاله .. ارجو من الله ان يفقهنا في سننه ويعلمنا ما نجهله بارك الله بكم .. وجزاكم الله خير جزاء

gul
صورة  gul's
User offline. Last seen 5 سنة 22 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 21/10/2009

أحسنت صنعاً أخي الكريم و أنت تنثر نص لمن الجلي فيه عظمة و عدل الله من خلال فلسفة الحياة التي لا بد لها أن تشاد على نظرة النصرة لمرام الله في عباده من : حَمية الذود عن كل أمر من شأنه الإطاحة بخاصية الأنا ...
تلك السجية التي ما تنفك تزدري ما سواها من فكر ..
و لما تزل تنسف الغير ...

و الله لو قيّد المرء منا هوى نفسه ، و مآل رغبته النرجسيه ، و ذلك نحو بنود خصصها الله ، لكان من المحال أن لا تغدوا الدنيا إلا الى نعيم مستعجل ..
و هل الفردوس إلا ذاته و هو خلي من دسائس إبليس ، و خاوي من همساته لبني البشر ، دأب منه مصر على إغوائهم ، و هو الذي أغلظ الإيمان لله عز و جل ...
...................... صراع و تخبطات و عراك و حرب ..
و في الأخير إن لم يكن هنا ، فهناك لا بد من الحق جوله ، و لا مناص من الركون نحو منازل الهدوء و الكل قد علم مطمح الله من إحداث العدل و حضور الرحمة و تواجد المحبه ...
لَعمري منال الله حاصل ، و مُناوش الحق لمنتصر ..
بيدَ أنها الدنيا ، و بديهي ما يميس فيها من مد نحو الخير ، و جزر تلقاء الشر .
و ربي عظم شأنه له مغزى و الخلل جاثم ، يتبين من خلاله أينا يفلح و ما الحياة الدنيا إلا : ( إمتحان ) ....!!
طوبى لمن إجتاز الإمتحان و هو قد أحرزه ، و الويل لمن ركب ناقة الهوى و هو قد خسر يجر أذيال الخيبه ، و الهامة منه صاغرة ، يتمتم : يَاحَسْرَتىٰ عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ....
...................................... و الحمدلله الذي جعل الأيام دول
( وتلك الأيام نداولها بين الناس) ، والدهر يومان يوم لك ويوم عليك، ودوام الحال من المحال....
و الغلبه لا محاله لقرين الحق ، إن آجلاً أو عاجلاً ..

اللهم لا تنزع من قلوبنا الخضوع ، و أنلنا زمام أن ننقاد نحو عظيم كبريائك و القلب منا مُبرأ من خاصية الظلم ، و الكبر ، و التعدي ...

صورة  روشدار's
User offline. Last seen 8 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2009

لقد أدمعت مقلتاي وأنا أقرأ موضوعك أخي الكريم إبراهيم .
زادك الله في علمك ونفعك بما تعلمت .
وجزاك الله كل خير بما تقدمه لنا .

لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان  

User offline. Last seen 4 سنة 23 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 01/10/2007

إن الحياة في سبيل الله أعظم من الموت في سبيله لأن الحياة في سبيله سبحانه طويلة وجميلة فيها علم وعمل ومعتقد وأخلاق وأخذ وعطاء ودنيا وآخرة وحقوق وواجبات أما الموت فهو لحظة

هكذا قالها الدكتور عائض القرني
مشيرا ان نترك اثرا في هذه الحياة في سبيل الله ومن اجله لاننا خلقنا للحياة وليس للموت
طرح مفيد اخ ابراهيم جزاك الله خيرا

User offline. Last seen 3 سنة 50 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

الله يبارك بكم  اخوتي الكرام.. وشكراًَ لوجودكم..

 

 

User offline. Last seen 3 سنة 50 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

الموت كل الموت لمن يقف مع ثقافة الموت ..