نصيحة إلى مهموم (هلا قمت فتوضأت فدعوت)
مع إدراكنا ان الحزن لا يغير من الواقع شيئا وأن هذا الحزن لا يغسل الهموم أبدا إلا أننا في بعض الأحيان نجد أنفسنا وسط أمواج متلاطمة من الحزن والألم والقلق والاكتئاب وقد نشعر برغبة جامحة للبكاء والأنين فقط ليخرج مافي القلب من قهر مكبوت أو رواسب نفسية مؤلمة لكي نرتاح0
وهذا لا بأس به ما دمنا نشعر بالراحة مع انهمار الدموع وقد قال بعضهم :لم يخلق الدمع لأمر عبثا الله أدرى بلوعة الحزين 0
ولكن هلا جعلنا تلك الدمعة التي تتدحرج على صفحة شاحبة من وجه مظلوم نكبته الأيام في حياته هلا جعلناها في لحظة ذل وانكسار بين يدي العزيز الجبار والتجأنا إليه سبحانه وتعالى بالدعاء من هموم وفرج به من كروب وفتح به أبواب الامل0
أخي المهموم:حينما تشعر أنك بمنتهى الضعف وأن الدنيا قد أظلمت في وجهك فهلا قمت فتوضأت وصليت ركعتين أو أكثر ثم رفعت أكف الضراعة إلى مولاك وقلت (اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو أستاثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي )
(اللهم اني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال )
فعليك بالدعاء مهما تأخرت الإجابة قال ابو الدرداء رضي الله عنه (من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له ومن يكثر الدعاء يوشك أن يستجاب له
وفي بعض ما اوحى الله إلى نبي من انبيائه (هب لي من قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع ومن عينيك الدموع وادعني فإني قريب)
ويقول عليه الصلاة والسلام (إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه أن يردهما صفرا خائبتين )
وأخيرا إن مجرد إفضاء الإنسان لمشكلاته وهمومه وبثه إياها إلى شخص آخر قد يسبب له راحة نفسية ويخفف من قلقه وحزنه فما بالك بمقدار التحسن الذي يمكن أن يطرأ على الإنسان إذا أفضى بمشكلاته إلى الله تعالى فمامن إله غيره يزيل همك ويشرح صدرك ويريح قلبك ويعيد الطمأنينة إلى نفسك0
ما نلاحظه هذه :
الأيام بين شبابنا تفشي ظاهرة الأكتئاب والادمان على الحبوب المنومة والمهدئات هروبا من الواقع والاختباء وراء حجج واهية لتفادي مواجهة الظروف ورمي كل اخطائهم على هذا وذاك لا يعرفون بأن الابتعاد عن الله وعن الامل دائما بفرص النجاح أقوى من كل الظروف فا الإرادة والإيمان بالقوة الكامنة داخل كل واحد منا هي الطريق نحو العمل والنجاح0
فلنحاول ان نضع مشاكلنا أمام أعيننا ونحلها بالطرق الصحيحة لأن الاكتئاب إذا تمكن منا يؤدي إلى الانتحار وإلى التهلكة فلنحاول توعية تلك العقول والقلوب بزرع الإيمان بالله فيها اولا وثم الثقة بالنفس بأننا يجب ان نكون اقوياء
بما نحمله من قدرة وقوة على تخطي المصاعب بروح مليئة بالخير والجمال0