الكذب المرضي : ان اكاذيب صغار الاطفال لا تعني شيئاً من الغش والخداع ولكنها نتيجة لسعة خيال الطفل واوهامه

وتضخيمه للامور وعدم الدقة في تخيلها وقد تكون تقليداً للكبار في كذبهم ولكن اكاذيب الاطفال الاكبر سناً ترجع الى الخوف

من العقاب والسخرية والتوبيخ وكذلك يكون الطفل كاذباً ان كان احد ابويه او كلاهما كاذباً او اذا كان معرضاً للضغط والتخويف وشدة

العقاب لاتفه الاسباب وكيف لا يكذب وهو يسمع من والديه واقاربه واخوته ومدرسيه وزملائه الاكاذيب ويرى منهم الحيل والتقلب والخديعة

ويرى كل من حوله يتبعون اساليب الغش في المعاملة والبيع وعدم الوفاء بالعهود والمواعيد انه لا شك سيتعلم الكذب ويدرج عليه

ويعتبره الاصل في المعاملات والسلوك وقد يدخل في روعه ان الكذب اساس مميز للشطارة والتفوق وابراز المقدرة وحماية الذات

ومساعدة الصديق وانقاذ الاهل من المتاعب والصعوبات والتغلب على السلطة الحاكمة والرقابة الجائرة التي تقف امام تحقيق رغباته

وحاجاته كما وقفت امام والده واقاربه حسب ما سمع منهم ومن الاخرين وقد يكذب الطفل تعويضاً عن نقص او عجز مصاب به فيصف خصائص

وتجارب يميز بها نفسه ولكنه يضخهما ويكبرها ويبالغ بها ليحظى بتقدير الاخرين واعجابهم فيصف قوته الجبارة وتغلبه على طفل اخر

ويذكر العدد الكبير من الملابس والاحذية التي يمتلكها والاموال الكثيرة التي لديه ولدى والده وبكل هذه الاكاذيب يعظم ذاته ويشد من ازر نفسه

لتغطية شعوره بالعجز والنقص والفقر ولسوء مستوى عائلته في بعض النواحي ورغبته في ارتفاع مستواها فاذا فاته المال والعز وشهرة والديه

فانه يحققها عن طريق الوهم والخيال والادعاء والتعويض والكذب

ويسمي بعض علماء الاخلاق والتربية هذا الكذب بالكذب التعويضي الذي يستطيع به كسب عطف اكبر ممن حوله

واحياناً يكون الطفل في كذبه معبراً عن حلم رآه اثناء النوم ولم يستطع ان يميز بأن ما حدث له حقيقة او خيال

ومع تكرار الكذب عند الطفل يستمر نمو الخيال عنده ويصبح قادراً على ابداع اكاذيب خيالية حتى انه مع تقدم سنه

يستطيع تأليف قصص وروايات يدعي انه شاهدها وسمعها

المعالجة :

تصعب معالجة مشكلة الكذب اذا استشرى لدى الكبار والصغار اذا تحتاج الى تبديل جذري للمفاهيم والقيم

وعلينا ان نكشف النواحي الايجابية ومواقع القوة والكمال عند الطفل الذي يكون الكذب عنده تعويضاً

ونبين له عدم لزوم استعمال الكذب في تعويضاته حيث يمتلك صفات ايجابية وصادقة يمكن الاستفادة منها في

ابراز ذاته وتمييز خصائصه بدون تهويل وتضخيم كما علينا ان نعوده الصدق بصدقنا امامه وبقولنا الحقيقة

وباعترافنا بالخطأ اذا اصابنا وتشجيعه على الصدق وعدم اثارة الكذب بتوبيخه وتحقيره عند تقصيره بل

بالتشجيع والتحفيز ليعمل في المستقبل ما هو افضل وان نبين له ان حبل الكذب قصير وان هذا الكاذب لابد من

ان يكشف وتفتضح شخصيته وتعرف اكاذيبه ويكون من الخاسرين .