إن من يعيش حياته على وتيرة واحدة جديرة أن تصيبه الملل .. لأن النفس ملولة .. فإن الإنسان بطبعه يمل الحالة الواحدة .. ولذلك غاير الله تعالى بين الأزمنة والأمكنة .. المشروبات والمطعومات ..والمخلوقات .. ليل ونهار .. سهل وجبل .. أبيض واسود .. حار وبارد .. حلو و حامض .. وقد ذكر الله هذا التنوع في كتابه: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه) (متشابهاً وغير متشابه) (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانه) ...

وقد مل بنو إسرائيل أجود الطعام .. لأنهم أداموا أكله (لن نصبر على طعام واحد) . وكان المأمون يقرأ مرة جالسا ومرة قائما ومرة وهو يمشي .. ثم قال: النفس ملولة (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) ..

ومن يتأمل العبادات يجد التنوع والجدة .. فأعمال قلبية وقولية وعملية ومالية .. صلاة وزكاة وصوم وحج .. والصلاة قيام وركوع وسجود وجلوس .. فمن أراد الارتياح والنشاط ومواصلة العطاء فعليه بالتنويع عمله واطلاعه وحياته اليومية .. فعند القراءة مثلا ينوع الفنون .. ما بين قرآن وتفسير وسيرة وحديث وفقه وتاريخ وأدب وثقافة عامة وهكذا .. يوزع وقته ما بين عبادة وتناول مباح .. وزيارة واستقبال وضيوف .. ورياضة ونزهة .. وعلى هذا النحو سنجد أنفسنا متوثبة مشرقة .. لأنها تحب التنويع و تستملح الجديد ....... :wink: