يقولون أن الحياة جدية بطبعها ,صحيح أنه فيها المتع والضحك

ولكنها جدية في أغلب لحظاتها وتعتمد على خطواتك الســابـقة

حينما أنتشرت نظرية (طنش تعش تنتعش) كنت أول المعارضين

لها, فليس من المنطق أن نتجاهل المشاكل أو أن نتهرب منـــــها

لابد من مواجهتها حاول الكثيرين اقناعي بنظرية ان الريــــــاح

تهزأكثر الأشجار قوة فكنت أقول انها لا تكسرها وتلك مـــقاومة

لكن الحياة علمتني الاقتناع بـ نظرية التطنيش بطـــرق أخــرى

أن ضغوطات اليوم والعمل تلصق بالذاكرة وتتجمع في اجهزتنا

العصبية كثيرة هي حالات الأرق كانت تشــــغلني بســبب أمور

قد لا تستدعي الأهتمام وكنت أسمع دائما أن الغد يوم جــديــد

طبيعة أغلب الناس وخصوصا الرجال القلق بالغد مع أن الغـــد

ربما يكون يوم مختلف لا ينتمي للأمس فكل غد فيه فرص جديدة

ومشاعر جديدة واماّل جديدة .

مشكلتنا أننا نعطي احيانا الاهتمام لشيء لا يستحق الأهتمام ونهمل

مافي يومنا من أهتمام وننسى التطنيش من يعيش بذاكــــرة قوية و

وضع مزاجي معين سوف يصاب بالجنون فالعقل يساعدك علــــى

النسيان وعلى تحول مزاجيتك حسب أجوائك أنت ,أن الهوايات

والأندماج في الرياضة أو حتى لحظة هدوء وتأمل للطبيعة حولك

تساعدك على النسيان وعلى التطنيش لكل مايؤلمك .

الموسيقى التي تعجبك و الفلم الذي تحبه والصديق الذي تسمع له

كل تلك تفرح روحك لكي تنسى وتسعد عقلك لنسيان لحظــــــات

الجدية او لحظات الحزن او لحظات الغضب .

طالما أن الشيء الذي يزعجك خارج دائرة حياتك لا تهتم به

بل حتى حينما نكون مع الناس نحتاج وقت دائما لكي تهدأ فيه

الروح .اذا كانت روحك مرهقة لا تحملها أفكار غيرك أو تهتم

بغيرك وتنساها فهي اولى بل حتى في لحظات الفرح و الضحك

تحتاج الروح فترة هدوء وإتزان لكي ترجع لحالتك الطبيعية

فالفرح الدائم والحزن الدائم والجدية الدائمة لا تناسب الروح

ولا العقل لأن الحياة خليط من كل شيء وكذلك العقل بشرط

على ان لا يغلب احد المشاعر او الامزجة على الأخر

من الذكاء والخبرة في الحياة أن تكون لديك خبرة في الفرح

وخبرة في التعامل مع الحزن وخبرة في الأوقات التي تعجب

نفسك فلكل وقت مزاج معين ففي العمل تتناسب الجدية في تلك

الساعات مع قليل من المزح وبعد العمل تتناسب حالات الهدوء

والأسترخاء و ومع الاصدقاء يحدد العقل المزاجية حسب سياق الكلام

وحينما نختلي بأنفسنا لا تعني الوحدة أن نفكر بالحزن وان نمل بل أن

تلك الوحدة قد نشغلها بشيء نحبه بتطوير هوايتنا والتفكير بشيء جديد

قال لي مرة دكتور نظرية غريبة قال من لا يحمل طاقة لإسعاد نفسه

لن تكون له طاقة لإسعاد الغير وقال ان السعادة تمثل طاقات منتشرة

فأنت تعطي سعادتك للأخرين وتأخذ منهم ولكن ان لم تكن لديك طاقة

لن تستطيع أخذ الطاقة منهم الا لفترة وجيزة .

مع اني اختلف مع تلك النظرية وتلك النظرية النفسية التي تقول أن

الانسان عبارة عن شحنات سلبية وايجابية فالبعض يعطينا اشارات

ايجابية مفرحة للروح والبعض يعطينا اشارت سلبية والبعض يجعلنا

في حالة تساوي (سلام مع النفس ) لكن لكل نظرية جزء من الصحة

في الحياة .

لابد ان نطنش في حياتنا الكثير والكثير كي نهدأ ونعيش بسلام هنالك

أمور مهمة ولا ينبغي التطنيش فيها لكن هنالك مواضيع وأشخاص

لسنا مجبورين بأن نهدر عليهم وقتنا ومشاعرنا فأن جعلنا للشيء التافهه

مقدار سوف نعطيه اكبر من حجمه واحيانا حينما يكبر هذا الشيء يصير

أشد ازعاجاً لنا ليترك ذكرى سيئة في يومنا لم يكن يجب أن تكون

الأهتمام كنز لا يجب أن نصرفه على كل شيء ولا يحب أن يكون سوى في

موضعه , والله عزوجل خلق لنا هذا العقل وتلك الروح كي نحترمها ونقدرها

حينما نرد على كل شخص يتعرض لنا او حينما نواجه تطاول من البعض الذين

يتعرضون لنا فأننا نقلل من أهمية انفسنا ويكفي اننا نعرف أنفسنا ونعرف من

نحن , بعض العقليات ليست سوية وتحب مشادات الأطفال واثارة المشاكل

ولكن العقل الكبير الناضج لا يهتم بكل صوت ولا يهتم بكل محاولة الأنتباه

لأنه يتعمد التطنيش وذلك الهدوء والحلم يعطي الأنسان قوة وهيبة ورصانة

زيادة الى طبيعته الهادئة ان الهدوء دائما ياتي بالعقل والحكمة والتسرع دائما

ياتي بالندامة والخسران .

فـ أن أصمت واطنش خيرا لي كثيرا من أن اقول قولا أندم عليه ويقولون دائما

أن الله اعطى الأنسان اذنين وفم واحد حتى يسمع اكثر مما يتكلم وذلك السماع

يكون فيه الصمت والتطنيش بعض الأمور فعلا ومن تجربة اذا استطعنا تطنشيها

سوف نحافظ على سعادة اليوم ولن نترك موقف او موقفين يؤثرون على جمال

أيامنا لذلك عزيزي طنش .....تعش

( اسف للاطالة ولكن ما بيدي الحيلة )