تربية الطفل 1
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين....
عندما خلق الله النفس البشرية خلق منها زوجها في البداية سار كل منهما في رحلة تكوين ذاته حتى إذا اشتد عوده عادا إلى اللقاء لتتلاقح التجارب ثم لتنقل إلى الأطفال لكي ينقلوها إلى غيرهم في رحلة تصاعدية في الطريق إلى الله لكي ينقل الأباء تجاربهم للأبناء فتتراكم التجارب ولا تتكرر...(فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) فبقدر ما نجهد في تصفية أنفسنا وبقدر ما ندرك الرواسب والأخطاء التي تركها آباؤنا في أنفسنا.. وبقدر ما نعيش المسؤولية في نقل الصفاء لأطفالنا لا نقل مزاجنا بقدر ما تتكامل الرحلة... وتتواصل الأرواح بحيث يعيش الإنسان الخلود لأنه ساهم في رحلة الخلود.
ما سأقوله اليوم هو خلاصة تجربتي مع الحياة... لم أقرئها في كتاب.لقد فكرت كثيراً قبل الاختيار وكان خياري لموضوع أشعر أنني أستطيع من خلاله أن أقدم لكم شيئاً من نفسي ... بعيدا ًعن التقييم والدرجات فكان ما كان...
اعتقد أن كل واحد منا سيكون في يوم من الأيام زوجاً أو أباً أو عماً لطفل أو مسؤولاً عنه بشكل من الأشكال لذلك من المهم جداً أن نعرف كيف نتعامل مع هذا الكيان الرقيق حتى يشتد عوده. فحتى لو كانت التربة مناسبة والبذرة حية لابد من الرعاية حتى تنمو وتستوي على سوقها ويحين موعد الحصاد .
هناك نقطة هامة قبل الدخول في الموضوع هي أننا عندما نمر بالظروف نشعر بالمعانة وبالحاجة لتغير هذه الظروف وعندما نتجاوز الظرف لآخر نشعر بالمعاناة الجديدة ونفكر بحلول جديدة متعلقة بأولئك الذين فرضوا علينا المعاناة ولكننا ننسى الظرف القديم الذي نحن الآن سبب في خلقه وهم يتطلعون إلينا لرفعه ... النقطة الهامة هو أن نحافظ على همومنا ومشاعرنا عند تجاوز المحنة لكي نساهم في رفعها لا صنعها .والظلم حلقات لن تستطيع كسر أحدها حتى تكسر الأخرى بداية ظلمك لنفسك ثم ظلمك لغيرك ثم ظلم الناس لك ثم ظلم الناس للناس وهي حلقات متداخلة وليست منفصلة ...
الآن لأدخل في الموضوع بعد هذه المقدمة :
بداية يجب أن تعرف أن طفلك مسؤوليتك وليس ملكك ولم تنجبه ليريحك أو يكون خادماً لك أو مستجيبا لمزاجك... فرحلة المتاعب تبدأ عند الإنجاب ولا تنتهي وهي مشاكل تخطيطية و ليست مشاكل سلبية تأتي من عدم التربية الصحيحة : أي أنك تكون مهموماً كيف ستربي طفلك تربية صحيحة وهل كان تصرفي هذا صحيحاً أم ذاك وليست المشاكل بسبب إهمال الطفل نتيجة إهمالي أو كذبه بسب كذبي أو خوفه لجبني أو قسوتي ...
ما سأتكلمه عنه اليوم هو عن الأخطاء الواعية أو اللاواعية التي نرتكبها في تربية أطفالنا وسأبدأ بالشخصية.
ما اكثرها تلك الاخطاء الواعية واللاواعية ...
للاسف الكثير من الاباء يتعاملون مع الطفل كانه شيئ او مادة ...
ويتجاهلون العقل الذي يستقبل هذا التعامل ويحفظه .. وينشئ سلوكه على اساسه ...
موضوع يفيد الجميع ... شكرا اخي العزيز خورشيد
الى اللقاء