الحاسة السادسة

6 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 14 سنة 34 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/04/2007

جلس الرجل أمام الطبيب النفسي ليس لينقل اليه معاناته من متاعب نفسية أو قلقا أو توترا يشكو منه ولكن من أجل خوفه من ابنته وأحاديثها التي أصبحت بالنسبة له أمرا يبعث على القلق فقد تعود بعدحواراته معها ان تتحدث عن أحداث تراها تتعلق بأشخاص غرباء أو أصدقاء أو من الأقارب ولاتكاد تمر الشهور أو الأعوام إلا وتتحقق ما ذكرته عنهم.

وقال الرجل ان آخر هذه الأحداث عندما ذكرت لي أن أحد اصدقائي شاهدته في موقف يتعرض فيه للخطر وبعد مرور اسبوع على هذا الحوار فوجئ الأب بتليفون يبلغه فيه بأن صديقه هذا توفي في حادث سيارة.

وآخرون يتحدثون عن العباقرة مثل فرويد وآينشتاين ونيوتن وبيل جيتس أن ما توصلوا اليه من علم وأبحاث نادرة خدمت البشرية تعود الى أنهم يتمتعون بالحاسة السادسة....

وزميل في العمل يتعجب من صديق له عندما تتصل زوجته وهو بالمكتب الذي أمامه وقبل أن يبلغه أن الزوجة تطلبه على التليفون يبدأ هو بالسؤال عن زوجتي التي على التليفون حتى أصبحت هذه عادة لديه رغم اختلاف مواعيد اتصالاتها ...

وآخرون يختصون الحاسة السادسة بأفراد المجتمع المتفوق مثل الطبيب الذي اذا نظر الى مريضهاستطاع أن يعرف ما يعانيه.

وهناك بعض الأفراد البسطاء لديهم القدرة على الحكم على الآخرين وتحديد سماتهم الشخصية من أول لمحة ينظرون فيها اليهم ...

ولكن لتفسير هذه الظاهرة المعروفة بالحاسة السادسة ماذا تقول أحدث الدراسات الطبية والنظريات العلمية في مجال الطب النفسي؟ الاجابة في هذا الحوار.

في البداية يصف د. ممتاز عبدالوهاب أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة القاهرة ورئيسمجلس ادارة الجمعية المصرية للصحة النفسية وزميل الجمعية الأميركية للطب النفسي الحاسة السادسة بأنها استشعار خارج الحواس وله أشكال متعددة منها الجلاء البصري والسمعي ومنها ما هو مقترن بالحواس، والحاسة السادسة وهي نوع من أنواع التخاطر عن بعد وهي حالة لا إرادية ولا تخضع لمسببات مباشرة ولا علاقة لها بصفة اجتماعية أو نفسية ولا تخضع لسن محددة ولكنها تظهر في موقف معين تحت ما يسمى بالاستشعار الحسي اللاإرادي أو الاستشعار خارج الحواس.

ويضيف قد يوجد في الأشخاص البسطاء وأيضا عند العباقرة وفي الأطفال والكبار وفي الرجال والنساء وهذه الحاسة ليس لها علاقة بالانسان المصاب بداء الهوس وهو الاحساس بالعظمة
التي تصل الى حد الضلال لدرجة أنه يتصور أنه نبي مرسل أو هادٍ للبشر أو أنه مخترع ومبتكر وأنه قادر على حل مشاكل الآخرين.

ويؤكد د. ممتاز عبدالوهاب أن الاتصال الروحي في لحظة ما عندما يخطر على بال الانسان فجأة بذكره انسان ما أو عمل يجب أن يقوم به أو استفسار أو حل أزمة أو معرفة حقيقة معينة أواستشارة الآخرين فقد يفاجأ بوجود الطرف الآخر الذي يسعى اليه ويفكر فيه ويجده أمامه

وهو نوع من التخاطر الروحي وغالبا ما يكون صاحبه صادقا شفافا في معاملاته ويتمتع بقدرته على الرؤية المستقبلية ...

وقد حاول الكثير من العلماء في شتى الأوساط العلمية العالمية دراسة هذه الظواهر وخضوعها للتجارب وثبتت صحتها وتأكد وجودها ولكن الطريق ما زال طويلا لمعرفة المزيد من أسرارها للاستفادة منها لخدمة الانسان.


الحاسة السادسة


ـ كيف يكتسب الانسان الحاسة السادسة؟

من المعروف أن هناك بعض الأفراد لديهم القدرة على توقع الأحداث دون أن يكون لديهم المؤشراتأو الوقائع المادية التي تشير أو تؤكد امكانية وقوع هذا الحدث لذا فهو احساس داخلي ينتاب الانسان ويجعله متصورا لما حدث وسيحدث في المستقبل القريب وليس لديه تفسير عقلي أو عملي لهذا الاحساس وقد تصدق هذه الأحاسيس ويتحقق هذا التوقع وقد يخيب ولكن اذا صادق وصدق احساس الانسان فإن هذا يزيد من إيمانه.

وهذا لا يمنع من أن العباقرة من العلماء مثل اينشتاين ونيوتين وفرويد وغيرهم لديهم مظاهرالحاسة السادسة ولاشك أن الانسان كلما اقترب من الفطرة وكلما كان تلقائيا بسيطا ومرتبطابالطبيعة كلما زادت الحاسة السادسة لديه لأنه قد يعتمد عليها في أمور حياتية كثيرة،

فقبائل أفريقيا تستطيع عن طريق هذه الحاسة توقع التقلبات الجوية أو معرفة أماكن المياهفي الأرض وبعض مظاهر تقلبات الطبيعة الأخرى.

ويضيف د. ممتاز عبدالوهاب: ولكن مع تطور الأبحاث والاكتشافات العلمية الحديثة واعتماد الانسان عليها وارتباطه بها فكريا أصبح خضوعه للمنطق والاسلوب العلمي هو السائد وبذلك تقل لديه هذه الحاسة السادسة لأنه يتجاهلها ولا يستخدمها بل هناك من لا يثق فيها ويقوم بالعمل على كبتها لأنها لا تتعلق بالواقع الطبيعي أو الحسابات العلمية الدقيقة التي يخضع تفكيره لها.

أما البسطاء من الناس والذين يرتبطون بالطبيعة نجد أن نسبة الحاسة السادسة تواجدها لديهم أكبر كذلك المرأة تزيد لديها الحاسة السادسة عن الرجل وقد يعود هذا الى احساس المرأة الدائم بعدم الأمان والقلق من جانب الرجل ولذا فهي تستخدم التوقعات والهواجس لمعرفة المستقبل الغامض لكي لا تفاجأ أو تصدم في أمور حياتها، فهي سريعة لقراءة واستنباط أسرار وحركات زوجها وأحيانا تلجأ الى قراءة حظك اليوم في الصحف وتحرص عليها في القراءة وقد تلجأالى العرافين فقد يأتي لها شعور بأن زوجها خائن وقد تكتشف ذلك دون مساعدة أحد.

أما عن الكتاب والادباء وأصحاب الروايات والقصص الخيالية الذين يتحدثون في رواياتهم عن بعض الأحداث والتوقعات التي قد تقع وتتحقق فيما بعد كما حدث مع الروائي مورجان روبرتسون صاحب رواية (الباخرة تيتانك) والكاتبة ثيبث التي تنبأت بالحرب العالمية الأولى

وجون انجلبر تنبأت بالثورة الفرنسة، فهذه الأحداث والتي ذكرت في بعض الكتابات قد حدثت بالفعل ولكن هنا الأديب أو المفكر لا يستعمل الحاسة السادسة لأنها مشاعر وأحاسيس ليس لها أي ارتباط أو توقع أو منطق بينما الكاتب يذكر احداثا ودراسات للواقع وبما اكتسبه من معرفة للتاريخ وما يتمتعون به من خيال خصب يجعلهم يتوقعون بعض الأحداث أو يتخيلون مستقبلا قد يثبت صدقه ولكن هذه الخواطر عملية إبداع وعمل عقلي وتمكن من استغلال القدرة على التخيل وليس بها إحساس أو مشاعر.

ـ ما هي مظاهر الحاسة السادسة؟

قد يتحكم الانسان في بعض الأمور الخاصة مثل رفضه لمشروع ما دون سبب واضح فهو يشعر باحساس بعدم الراحة أو الخوف من المستقبل وقد تتحكم الحاسة السادسة في علاقة الانسان

بالآخرين فأحيانا ما يكون الانطباع الأول عن الانسان هو ما يحكم العلاقة المستقبلية مع هذا الانسان وأحيانا أن هذا الانطباع الأول كثيرا ما يثبت خطأه ويثبت العكس مع الأيام بأن هذا الانسان الذي أصدرنا عليه حكما بأننا لم نشعر معه بالراحة النفسية في أول لقاء بدا لنا مع الأيام أنه يتمتع بميزات وقيم انسانية كبيرة ثم نندم على ذلك الانطباع وهناك بعض الأفراد الذين
يثقون في فراستهم ويصدقون في أحاسيسهم يكونون ضحية لهذا الانطباع الأول الأمر الذي يجعلهم يخسرون كثيرا من الناس أو القرارات السريعة بينما لو تريث الانسان وأخضع هذه الحسابات للعقل وللتجربة العملية فقد تكون قراراته منطقية أكثر ومرتبطة بالواقع وخاضعة للتقييم العقلي وبعيدا عن الأحاسيس التي لا تخضع لقواعد.

وغالبا من يؤمنون بالحاسة السادسة هم أيضا ضحية للتفاؤل والتشاؤم وهذا لأنهم قد يتفاءلون أو يتشاءمون من مواقف معينة أو أشياء تثير فيهم مشاعر الاطمئنان والراحة أو مشاعر اليأس والاحباط وهذا ناتج من فراغ ولكنها غالبا ما تكون عملية تحدث في العقل الباطن الذي يستوعب كثيرا من الأحداث والمواقف التي قد لا نستوعبها بعقلنا الواعي، فالعقل الباطن هوبمثابة الصندوق الأسود الذي يحتفظ بالأحداث التي قد يرى الانسان بعضها بأنها غير مهمة في حياته، كذلك هناك مشاعر وأحاسيس يريد أن يهرب منها الانسان ويتناساها ويكبتها فهي تنتقل الى العقل الباطن وكذلك بعض الأحداث التي ننتبه لها والأخرى التي تمر علينا دون أن ندركها يمكن أن تخزن في العقل الباطن، وهذا المحتوى الكبير في العقل الباطن لا يفقد طاقاته وقدراته ولكنه يظل محتفظا بها وقد تنعكس آثاره على أحلامنا ومشاعرنا وأحاسيسنا والتي قد نطلق عليها الحاسة السادسة فتوقع حدث معين قد يكون بناء على توقعات وأحداث موجودة بالعقل الباطن وتظهر في صورة احساس لا نعرف مصدره ولكنه يتحكم فينا.

الحاسة السادسة


كما يقول د. ممتاز عبدالوهاب لا يمكن التدريب عليها ولا يمكن اخضاعها للتجربة لأنها احاسيس انسانية عميقة ودائما ما تكون قريبة من الطبيعة وصادقة وتلقائية ولكن لو تدخل فيها العقل أوالتدريب فإنها تفقد تلقائيتها وصدقها.

ويضيف د. ممتاز عبدالوهاب ان هناك بعض الأفراد يمتلكون بعض القدرات الخاصة ولكنها تختلف عن الحاسة السادسة، فهناك تبادل الخواطر عن بعد حيث يمكن ان يتطابق فكر انسان مع آخر في مكان آخر وعلى مسافة بعيدة عبر آلاف الأميال كما حدث مع الامام عمر بن الخطاب أمير المؤمنين عندما نادى على سارية أحد قواد جيشه وقال له (يا سارية الجبل) ليحذره من خطر
فسمعه على بعد مئات الأميال وأنقذ الجيش. كذلك الرؤيا التي يراه الصالحون أحيانا وفيها قدتظهر لهم بعض الأمور والحقائق المستقبلية القريبة وتتحقق أمامهم ويتمتع بها هؤلاء الصالحون فهي تختلف عن الحاسة السادسة، وكذلك تكثر هذه الحاسة لدى الأفراد الذين يتمتعون بمشاعر جياشة واحساس مرهف وتقل لدى الأفراد العمليين الذين يعطون العقل الأهمية الأكبر وأخيرا فإنه ليس هناك علاقة بين الحاسة السادسة ودرجة الذكاء وما زال علماء النفس يحاولون دراسة مثل هذه الظواهر لايجاد تفسيرات علمية لها واخضاعها للتجارب المعملية في محاولة التحكم فيها والوصول الى حقيقتها لخدمة البشرية والانسان.

منقول عن جريدة البيان الاماراتية

(( منقول من المنقول )) :wink:

الى اللقاء

User offline. Last seen 13 سنة 50 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 06/11/2006

شكراً كيفارا على الموضوع
فعلاً بعض الناس لديهم الحاسة السادسة
وهي نعمة من عند الله سبحانه و تعالى
و يشعرون بها ويستفيدو منها
والبعض لديهم هذه النعمة
ولكنهم لا يعرفون بها
( قلب المؤمن دليله )

User offline. Last seen 14 سنة 34 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/04/2007

هلا سوزان

اعتقد انها موجودة لدى الجميع اخي لكنها تظهر للبعض وتكتم عند البعض الاخر حسب طبيعة الشخص ... واستعماله لهذه الحاسة او اهمالها ...

شكرا لمرورك suzan,

User offline. Last seen 5 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/10/2007

شكرا جدا سيد كيفارا على موضوعك القيم واود ان اقول بان الحاسة السادسة موجودة بشكل اكثر عند الاشخاص المرهفين حسيا والذين يعتمدون على احاسيسهم في الكثير من الامور واظن انني من الاشخاص الذين يملكون الحاسة السادسة فمثلا قد شعرت بوفاة والدي قبل ان يحدث بالحاسة السادسة وايضا من خلال المنامات التي كنت اراها لكنني كنت اطرد هذا الحس مع انني كنت متاكدة تماما بان هذا الذي اشعر به سيحدث وللك جزيل الشكر على هذا الموضوع

User offline. Last seen 14 سنة 34 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/04/2007

نيسان, كلامك صحيح تحتاج هذه الحاسة الى احساس مرهف وذهن صافي ...

الانسان البدائي كان يستعمل هذه الحاسة بشكل كبير لبساطته واعتماده على هذه القدرة الموجودة لديه ... لذلك لابد ان نستعمل هذه القدرات المميزة كي تنمى لدينا وتتطور ... فالشيئ الذي لا يستعمل ويهمل يضعف ويضمحل ...

شكرا لموروك نيسان

الى اللقاء

User offline. Last seen 11 سنة 52 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/04/2005

كلام منطقي يقبل الصدق ......ولكن أقف حائرة أمام هذه الظاهرة أهي حاسة أم

نعمة من الله أو نقمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

User offline. Last seen 14 سنة 34 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/04/2007

كل الحواس نعمة انسة همرين ....لكن عندما نجيد استعمالها

شكرا لكِ :)