تربية الطفل2

3 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 13 سنة 42 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

الشخصية:
هناك توازن غريب غير مفهوم بين محاور ثلاث هي العقل والقلب والجسد فلا يحدث الاستقرار عند الإنسان حتى تتوازن المحاور الثلاثة فقد يكون الإنسان عملاقا ًفي الفكر ومتصوفا ًفي القلب لكنه ضعيف الجسد أو رياضيا ًذكياً بليد القلب أو متصوفا رياضيا ًجاهلاً ...كل هذه الأشكال المتطرفة أشكال مرضية ومشكلتنا أننا عندما نرى شخصًا عملاقاً في شيء نسقط ذلك على جميع جوانب حياته فنتبعها اياها ... فنشرب الخمر لأن الكاتب الفلاني يفعل ذلك ونمارس الزنا لأن اللاعب الفلاني عنده صديقة جميلة .. عل كلٍ الطفل ليس لديه ميزان للحق والباطل ولكنه يتعلم التمثيل والتقليد للقدوة وهو يعرف كيف يكون مقبولاً اجتماعياً لا كيف يكون مستقيمًا .. لذا فنموذجان الصارخان في مجتمعنا مع بعض الاستثناءات هو الطالب المجتهد الضعيف الجبان والمشرد الشجاع الجاهل المقدام لأن الشجاع توازن اجتماعياً وليس بحاجة إلى تفوق ليرتاح باله بينما الجبان يحتاج لما يميزه عن رفاقه المتسلطين فهو أفضل منهم في الدراسة وهو يعض بنواجذه على هذه الدراسة وهذا الحياء السلبي لأنها رأس مال توازنه وعند أي تصرف عفوي تتوق له النفس يقابل بتقريع شديد يعيده 70 درجة تحت الصفر ((صار يطلع معك حكي ولا)) ((ما كنا نفكرك هيك)) ((ما حبيناه منك)) وهكذا .. فينكمش على نفسه ويوجه طاقته النفسية نحو الداخل فتتضخم الأمور لتأخذ أكبر حجمها الواقعي بكثير فيكون ذو خيال واسع خصب ولكن بعيد عن الواقع .
وبما أن الطفل يدرك بدقة لعبة التوازن الاجتماعي ونحن عندما نكون غضبى نحاسبهم على أمور صغيرة وعندما نكون مزاجيين لا نحاسبهم على أمور كبيرة تستحق المحاسبة فهم يتعلمون كيف يتجنبوا غضبنا ومزاجنا وليس كيف يعملوا الشيء الصحيح فتضيع شخصيتهم وتميع .
كما أننا نريد من أطفالنا أن يحققوا آمالنا وهذه أكبر جريمة وأكبر أنانية في تاريخنا، لأنه تعبير عن نقصنا وضعفنا، فيجب أن نريد لهم أن يحققوا آمالهم هم وما قدر لهم بيسر، لذا نريد منهم أن يكونوا كاملين منذ البداية بدل أن يسيروا في رحلة النمو نحو الكمال، وبما أنهم لن يكونوا كذلك فهم يسقطون وينكسرون، والطفل لا يقبل إلا أن يكون متوازناً فيبدأ برمي المشكلة للخارج ويبتعد عن تحمل مسؤولية أي شيء ((هو السيئ)) ((هو يكرهني)) ((هذا الأستاذ لا يفهم)) ((إنه جبان)) وهكذا لكي يحافظ على صورة الكمال التي وسموه بها مسبقاً. وتتغير هذه العناوين وتكبر كلما كبر الطفل وكبرت مسؤولياته ويأتي القناع فوق القناع حتى ينسى الطفل شكله الحقيقي ويرى فقط الأقنعة ويزداد الطين بله عندما يبدأ الأهل مقارنته مع غيره ((أنت مثل فلان)) ((كذاب مثل أبيه)) ((لماذا لست مثل فلان)) وعلم المقارنات مع الأنداد هو من أتفه العلوم وأقل ضرر يخلقه هو حقدك على المقارن به وبحثك عن أخطائه لكي تثبت أنه سيئ وأنكما متساويان إن لم تكن أفضل منه ... وهكذا يصبح الطفل خبيراً في فن النقد وفناناً في اقتناص الأخطاء دون أن يرى البحيرة التي هو غارق فيها ...
وتنحل شخصية الطفل في شخصيات شتى ولا يعود يعيش نفسه بل يكون هاجسه كيف يكون مثل فلان ويبتعد عن مماثلة فلان تحت وطأة ضغط المجتمع وليس الحقيقة ...
إن أي منهاج تربوي تعليمي لا يحترم حرية فكر الطفل هو منهاج ضد إنسانيته حتى لو كان صحيح المحتوى. فأنت إذا كنت مقتنعاً بفكرة هذه الفكرة ستتمثل في سلوكك بقدر عمق جذورها في نفسك والطفل يعرف كيف يقتدي أكثر من الاستماع. لذلك لا تخف على فكرة لديك إذا كنت تعيشها وتدركها.كن القدوة الصالحة ثم اترك لطفلك حرية التفكير ...فسيكون نموذجاً مبدعاً بأخلاق سوية قوية متينة ...
هناك أمور في حياة الإنسان تحتاج إلى تجربة لتعلمها ولا تفيد النظريات فأنا مهما تكلمت لك عن السباحة وكيفيتها لن نتعلم حتى تجرب وتفشل مرة بعد مرة حتى تنجح ...كذلك هناك فجوات نفسية إذا لم يتجاوزها الإنسان في مرحلة الطفولة من الصعب جداُ أن يتجاوزها وهو كبير مثلاً الجرأة والقتال فبسبب الأهل ((خليك بحالك)) (شو بدك من الناس )((أنت لا تقدر لفلان كف بلاه عنا)) ينقلون جبنهم وخوفهم من مواجهة أهل الطفل لطفلهم ثم بعد كل هذا ينعتون الطفل بالجبان مع أنهم هم الجبناء فيتعمق الجبن في داخله وعندما يدرك هذه المشكلة وهو كبير يكون من الصعب جداً تجاوز هذه العقبة وهذا ينعكس على جميع قراراته وجزمه في الأمور الفكرية والمادية على حدٍ سواء ...
كما أننا لا نسمح للطفل بالجلوس في مجالس الكبار وإبداء الرأي والرد فنقول ((اذهب والعب مع الصغار ماذا تفعل عند الكبار)) ((كيف ترد على أبيك يالك من وقح)) ((لماذا تبدي رأيك يا صغير)) ((والله صار لك لسان يا أبو نص لسان)) وهكذا نعبر عن عجزنا عن الرد بالقهر وينفصل الجيلان ويعيشان في معسكرين منفصلين ولا يتعلم الطفل الجدية من الكبار. وعندما ينظر الطفل إلينا نقول له ا خفض عينك يالك من وقح بينما أهم شيء في التربية هو الاتصال البصري (eye contact) والإيحاء بكلمة الوقح تجعل الطفل عندما يتغلب على حاجز الخجل والخوف السلبي يصبح فعلاً وقحاً ويفقد الحياء لمصلحة الجرأة وهذا أمر خطير ...
نحن نحب أطفالنا بعمق وهذا يولد لدينا شعوراً أننا يجب أن لا نتركهم يتعرضوا للأخطار .. وعندما نسير في الحياة نتعرض للكثير من المواقف المخجلة وربما الإهانات والتأنيب ..فنرفض فكرة مرور أطفالنا بهذه المذلة لذلك نحمل عنهم كل شيء ... ولكن نحن لا ندري أننا نؤذيهم بدل فائدتهم فهذا الحاجز الذي يمكن أن نتجاوزه بسهولة في الطفولة يرتفع.. حتى يصبح طفلاً وهو كبير لا يستطيع أن يفعل شيئاً. طفيلياُ متواكلاً ذليلاً مبتذل الوجه مهيض الجناح...
المحنة هي أهم سبيل لتنمية الشخصية والإحساس بالمسؤولية.
أحد التجارب التي أجريت على ديدان القز حيث قصت شرا نقهم من قبل المجرب فخرجت فراشات كاملة ولكنها غير قادرة على الطيران ... يقول الله سبحانه وتعالى ((أمن يجيب المطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلائف الأرض، أإله مع الله قليلاً ما تذكرون))
لماذا هكذا نهاية لهكذا بداية ..إننا عندما نتعرض للمحنة تسقط الآلهة الوهمية في أذهاننا ويتعمق التوحيد ندعو الله فتقترب منه وهكذا نرتفع روحياً فتصبح أهلاً لخلافة الأرض واقعياً وأخلاقياً..
ذا يجب أن نسلح الطفل بكل الأسلحة ثم نتركه يتحرك تحت رعايتنا بحرية كي يجرح ويكلم فتصبح كل هذه الجراحات تجارب تفوح منها رائحة الثبات والنصر في المستقبل ..
علينا أن نحترم الطفل وأن لا نخاطبه بنبره طفولية أو مائعة بل بكلام جدي غير قاسي لا مانع من المزاح وهو مطلوب ولكن أن لا نقول الجد بلكنه المزاح فيشعر الطفل أننا نمثل عليه ..كما أننا يجب أن لا نغير اسمه (حمودي ... شوشو .. رورو ..) فتميع شخصيته لا بل يجب أن نناديه بأبي فلان وهذا لا يتعارض وطفولة الطفل فقد كان الرسول  يكني الأطفال .. ونناقش معهم الأمور بجدية وتفهم ووضوح وواقعية ونحترم وجهة نظرهم.كما علينا أن لا نحاسبهم على أمور لا دخل لهم بها ..ككسر الفنجان أو تمزيق ورقة مهمة فتكون الحسرة سبباً في الانسحاب والخوف والتثبط لا سبباً في الدفع والتشجيع, بل نفهم الأمر ونخفف عنه(( الأمر غير مهم وهذا فداك)) فيتعلم الثقة بنفسه والأريحية في النمو النفسي ...
عندما نكون في مجلس اجتماعي لدينا الكثير من القيود الاجتماعية ولكن الطفل لا يعيرها أي اهتمام ويتصرف على سجيته ولكن المشكلة عندما لا يتوافق سلوكه مع التقاليد الاجتماعية كأن يضحك في عزاء أو يبكي في مجلس كلام أو يلعب في ساحة جد وهكذا نكبت فيه حريته فيعيش الحسرة والكبت ولكي نعتذر عنه للناس نقول بخجل لا تؤاخذونا إنه طفل بعد كوننا ضربناه بأقسى ما نستطيع مع عدم رغبتنا في ذلك لكي نبرر للجالسين ونقنعهم أننا منزعجون وهذا سخف .. ما هكذا تورد الإبل !!

User offline. Last seen 11 سنة 52 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/04/2005

التربية تبدأ منذ أن نكون أجنة في بطون أمهاتنا وثم تتطور التربية إلى السلوك الفعلي

طالما نقول لا أدري لما طفلي عصبي لا نعلم أننا نغرس في عقول وقلوب أبنائنا

هذه التصرفات اللاشعورية التي تبقي فيهم وتكبر للأسف في أجواء التعصيب

وعدم مراعاة أن أطفالنا يتعلمون منا.............والأسوء تلك الأمور التي نكبتها في أطفالنا

لا وبلى نقمعها بشدة فنخرج أطفال ضعيفي الشخصية مفككي الإرادة

شكرا لك دكتور بإنتظار المزيد......

User offline. Last seen 13 سنة 42 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

شكرا اخت همرين على مرورك

صورة  Saze's
User offline. Last seen 6 سنة 5 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 06/12/2005

تتشكل شخصية الطفل خلال السنوات الاولى أي في الأسرة

لذا فان من الضروري ان تلم الاسرة بالاساليب التربوية الصحيحة التي تنمي شخصية الطفل

بعض الاباء والامهات يلجؤون الى اساليب خاطئة في تربية ابنائهم

وذلك باشعار الطفل بالذنب كلما اتى بسلوك غير مرغوب فيه وايضا تحقير الطفل

والتقليل من شأنه ونقد سلوكه امام الحضور

مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام بعمل ما خوفا من حرمانه من رضا الكبار

وعندما يكبر هذا الطفل تكون شخصيته منطوية غير واثق من نفسه وعدم الشعور بالامان

كل الشكر دكتور على الموضوع المهم