ولا بد أن أتكلم في نهاية هذه الفقرة عن موضوع هام جداًً وهو حديث الرسول  عن تربية الطفل عندما قال ((لاعبه سبعاً وأدبه سبعاً وصاحبه سبعاً ثم اترك الحبل على غاربه)) وهذا الحديث دقيق جدا ًوهام جداً..
ونحن غالباً ما نمزج ونخلط بين هذه المراحل النفسية للطفل فنعتبر الطفل طفلا ًحتى عندما يصبح شيخاً ونحن أحياء ويجب أن يطيعنا طاعة الطفل طاعة العبد طاعة عمياء وإلا فسوف نغضب عليه إلى يوم القيامة ... ونرفض أن نتعلم منه ونستشيره فضلاً عن إتباعه لأن هذا يخدش موقع الأنانية المقدس ولا يجوز تدنيس هذا الحرم ومرة أخرى ينفصل المعسكران فهو يعيش مع أناس يحترمونه ويتبعونه ويستشيرونه وأنت نعيش مع أقرانك ...
لقد أثبتت التجارب ما يتعلمه الطفل خلال اللعب في السنوات الأولى من عمره وبالتالي النمو الدماغي لديه يعادل إن لم يزد على ما يتعلمه في فترة التعليم المدرسي وليس عبثاً أو صدفة أن يكون العمر المدرسي بعد السادسة لذلك أن ضد نظرية إرسال الأطفال إلى الروضة قبل ذلك ...
لذلك يجب أن نضع الخطط التعليمية في السبع سنوات الأولى بوسائل اللعب واللهو الموجه ولا تدخل القسوة أبدا في هذه المرحلة. وقد أثبتت الدراسات أن الرضع الذي يهتم به عند البكاء يخف بكائه مستقبلاً وليس كما هو شائع ((علمته على الحمل فتدلل وتعلم البكاء ))...
ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد وهن سبع سنوات التربية يكون فيه التعليم بواسطة الترغيب بأمور مفيدة مدروسة من كل الجوانب آخذه بعين الاعتبار نفسية الطفل قبل النجاح المادي وكذلك الترغيب الذي هو أكثر خطورة من حيث الدراسة...
ثم يأتي من بعد ذلك سبع المصاحبة حيث يغيب الترغيب تماماً ويبقى اللعب مع الصداقة بكل مقوماتها ومسؤولياتها وتفاصيلها ...
وبعد ذلك إذا أبليت بلاءً حسناً اترك ابنك ولن يتركك اترك الحبل على غاربة ولن يهرب وإذا تخبطت تخبط العشواء لا تتركه وسوف يترك لا تترك الحبل وسوف يقطعه. إذاً احترام طفلك أكرمه واعلم أنه أمانتك أمام الله وخلاصة تجربتك ومقياس نجاحك فنجاحهم دليل قاطع على نجاحك في الحياة ولو كان فشلهم لا يعني فشلك في بعض الحالات النادرة.