تربية الطفل4(المشاعر)

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 13 سنة 42 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

المشاعر:
كان الحسين في حجر رسول الله (ص) فبال في حجره فما كان من الزهراء إلا أن ضربته على وجهه فقال لها  ((ما فعله الحسين يذهبه الماء فماذا يذهب ما فعلته بالحسين)) نعم لن يذهب هذا الأثر في نفس الحسين ما بقي حياً!
إن الطفل رقيق رفيق حساس مرهف هش خجول حيي ...
كم من طفل كان يتكلم مع والده بمودة عن هواجسه فقاطعه الأب بقسوة وبلاده واضرب عنه صفحاً فاطرق الطفل حزيناً مكسور القلب ..بل كم من طفل أبدى المودة لأبيه في وقت غضبه ليختبر حبه له فكانت الصاعقة أنه قصم قلبه إلى نصفين بل إلى قطع مهشمة .. وكم من طفل شكا وبكا فكان مصيره الإهمال ..كم وكم وكم ... مآسي كثيرة قد لا تشعروا بها ولكن يقشعر منها بدني ...
كيف نقتل المشاعر ؟
عندما يبكي الطفل متأثر بمنظر أو نتيجة لخجل أو تأنيب أو تنبيه أو مرض أو ضرب، يضرب الأباء لكي يتخلصوا من بكائه على وتر الرجولة ... الرجال لا يبكون ... البكاء للنساء يجب أن لا تبكي ... وهكذا يكبت البكاء عنده والذي هو مرسال المشاعر ولا تأتي الرجولة فيصبح إما جباراً أو جباناً وفي كلتا الحالتين يخسر مشاعره ... وهذا الإيحاءات مع التصرفات هي التي توجه نحو بلاده العواطف ... وعندما درست الرجولة والمشاعر دهشت عندما اكتشف أن آباءنا خدعونا ... فكيف يبكي الرسول وكيف يبكي علي وكيف يبكي الصالحون ونظرت في الناس من حولي فرأيت البكاءين من غير مواطن الضعف هم الأشداء الأقوياء في الحقيقة هنا كان الخلل لقد قتلوا فينا البكاء ولم يفرقوا بين بكاء نتيجة الضعف وآخر نتيجة التأثر فالأول يولد الجبن والآخر يولد الشجاعة لأنك عندما تشعر بالناس تعيش مشاكلهم وعندما تعيشها تشعر بحجمها وتجد نفسك تدافع عنها دون مقدمات ...
إذا ربط القسوة بالرجولة هو وهم كبير لا يخلق إلا جبابرة ضعفاء يغطون ضعفهم بقهر الآخرين ليثبتوا لأنفسهم قبل غيرهم أنهم أقوياء ... وكلما ازدادت مساحة سلطتهم يزداد ظلمهم ويكبرون بكبر الموقع بينما الكبير يكبر الموقع به ..
إذاً إهمال مشاعر الطفل وعدم الاهتمام العميق بها يقتلها ويولد العقد النفسية والانحرافات الخلقية و الإهانات التي يتعرض لها الطفل التي قد لا يعير لها الأهل بالاً تترك في نفسه أشد الأثر وقد تهوي بنا في جهنم سبعين خريفاً.