التربية البدنية:
هناك جوانب عديدة تجعل من الاهتمام بالجسد والشكل أهمية كبرى في الحفاظ على التوازن النفسي في شخصية الطفل في مراحل الطفولة الأولى لا تكون الصراعات فكرية بقدر ما تكون غريزية تثبت وجود الأقوى ... فعندما نهتم بالصحة البدنية للطفل نحن في الحقيقة نكسبه ثقة بنفسه وتوازناً في شخصه وهذه الثقة تنقل إلى روحه فالإنسان الشجاع الذي لا يخاف ردات فعل الآخر يعبر عن رأيه بحرية لذلك ينمو في جو حر وتتفرع أغصانه في جميع الاتجاهات ... يكون جريئا ًفي قوله ومواقفه لا يساير ضعفاً بل شفقةً، يعفو عند المقدرة لا هروباً من المواجهة ...
عندما يكون الطفل قوياً بدنياً فهذا يكسبه الجرأة على خوض المواجهات لحفظ كرامته قد يسقط في مرة ولكنه ينجح في كثير منها وهكذا يكسبه الخبرة القتالية والثقة بالنفس وهذا مع التوازن الروحي والوازع الخلقي وربط القوة بالمبدأ لا بالحمية الجاهلية يورث الطفل صلابة وتوازناً لا تزحزحه الأعاصير ... ولا نعكر صفوها التهاويل ...
نحن عندما نفكر في مستقبل أطفالنا نفكر في الجانب المادي منه ... كيف سنجعلهم يكسبون أكثر مالاً لكي يصبحوا أغنياء ويعيلوا أطفالهم دون مشقة كالتي نحن فيها أوكنا فيها وهذا هو الجانب الوحيد الذي نخطط من أجله أما بقية النواحي فهي تكون بشكل لا واعي وفق الرواسب الراكدة في لا وعينا وهي سلبية أكثر منها إيجابية فقد نركز على الدراسة ونهمل الرياضة لان الرياضة لا تعطيه خبزاً... وقد تؤدي به إلى إهمال الدراسة والانشغال ببدنه ... وهذا وهم! ... يقول رسول الله : (علموا أولادكم الرماية وركوب الخيل ) وهذه كانت أدوات الحرب في ذلك الوقت أي علموا أولادكم كيف يحاربوا لكي يتربوا أشداء ... أعزاء ... يأمن في جانبهم الخائفون ويخاف منهم المرجفون الخائفون.
ولا تطرق إلى موضوع قد لا تجدوا علاقة مباشرة له مع البدن ولكن بينهما علاقة قديمة وهي الشكل. سأشير إلى بعض الأمور التي نهملها فقط ... النظافة والخط الجميل. نحن نهتم بنظافة الخارج لكي يرانا الناس نظيفين ولكن لا نهتم بحقيقة النظافة ..فأنت إذا أردت أن تعرف نظافة إنسان يجب أن تعرف نظافة لباسه الباطني وهذا لا يهتم به الكثير من الناس وهو انعكاس لطهارة الإنسان وميله للطهارة ...
للخط أهمية كبرى في حياة الإنسان و مثلها كمثل الإنسان إذا بعث هدية ولم يغلفها بغلاف جميل فتفقد الهدية الكثير من أثرها. كذلك الخط عندما تبعث برسالة بخط رديء تفقد الكثير من معناها ... والخط الجميل يريح الأعصاب فلا يكون هم الإنسان إنهاء الرسالة دون الاهتمام بالأفكار ... لذلك علينا أن ندرس أطفالنا فن الخط من الصغر ...