المثال

رد واحد [اخر رد]
User offline. Last seen 15 سنة 3 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 04/04/2009

إن السؤال الأساسي في الفلسفة هو:من الأسبق في الوجود الوعي أم المادة؟
وفي سياق الإجابة عليه انقسم الفلاسفة إلى قسمين
فمنهم من قال بأسبقية المادة أي إن أصل الوجود هو المادة ومنهم من قال بأسبقية الوعي سميت الفئة الأخيرة بالمثاليين والأولى بالماديين
وقبل إن تتم صياغة هذا السؤال وقبل إن يوجد الذين جاوبوا عليه أو الذين ارقهم الجواب كان الإنسان البدائي الذي تكامل تكوينه الجسدي والعقلي في لحظة تاريخية وعبر ملايين السنين التي استغرقتها التحولات التي حصلت حتى تحولت المادة غير الحية إلى مادة حية أو حتى دبت فيها الحياة وصيرورة الخلية البسيطة إلى التكون الحالي للإنسان
إن الإنسان القديم في محاولته تفسير ما يدور في الطبيعة من ظواهر عجز عن تفسيرها عقله المفتقر إلى التجربة والمعرفة.كهبوط الليل وظهور النجوم والكواكب والشمس والقمر والإمطار وتعاقب الفصول ,.......الخ فاعتبر إن لكل ظاهرة ألها يقوم بها مع إضفاء القدرات العجيبة والصفات الخارقة عليه بل وصل الأمر ابعد من ذلك بان اعتبر إن كل ظاهرة ألها بحد ذاته فكان عند اليونان إلهة الحرب (جوبي تر)وهو كوكب المريخ ......وفينوس إلهة الجمال وهو كوكب زحل .....وعشتار إلهة الخصب عند البابليين ......
وكذلك عند جميع الشعوب القديمة وربما كان هذا الشكل ارقي وأكثر تقدماً بكثير من الإلهة التي خلقها تفكير شعوب أمريكا القديمة كما عند الازتيك والمايا فعلى الرغم من تقدمهم في كثير من المجالات إلا إن طقوسهم الدينية كانت تتميز بالهمجية والوحشية إلى حد أنهم كانوا يقدمون القرابين البشرية ارضاءًللالهة
فهل نستطيع إن نقول إن الله فكرة بشرية محضة خلقها وعيه المحدود وجهله بالكون......وتطورت الفكرة مع تطور وعيه .
ومع تطور الإنسان وتطور المعارف والعلوم والتي أول ما بدأت يلوح نضجها
عند الهنود والإغريق لم يستطع الفكر تغييب الإلهة بل حاول تحديد ماهية الله
وهنا استعراض موجز للفكرة عند اثنين من عظماء الفلاسفة "أفلاطون"و"أرسطو"
تقول نظرية أفلاطون :
إن كل نوع أو جنس وكل شيء في عالمنا الحسي له ما يقابله أو يتطابق معه كتطابق الظل مع صاحبه في عالم المثل "الايدوس" لكن ما هو عالم الأفكار أو المثل :
انه عالم الوجود الحقيقي لأنها الموجودات الحقيقية وحدها لذلك هي موجودات أزلية لا ينالها النشوء والزوال وكما هي منزهةً عن الإعراض الحسية كل الحركة و التغيير فإنها منزهةً عن التحديدات المكانية و الزمانية ولا يمكن إدراكها بالحس بل بالعقل إما عالمنا الإنساني فهو عالم وسط بين عالم الأفكار وبين عالم الفناء "المادة"
إذا فعند أفلاطون ثلاثة عوالم
1_عالم الأفكار
2_عالم الإنسان
3_عالم الفناء
ويجدر بنا إن نشير إلى إن أفلاطون الذي يعتبر فيلسوف المثالية الأول دعا في كتابه "الجمهورية"إلى شيوعية النساء وربما كان أول من دعا إلى ذلك فهل هذا تناقض مع مثاليته أم فرضها عليه وعي مجتمعه آنذاك
أما المعلم الأول أرسطو الذي اعتمد العقل مقياساً للوصول إلى الحقيقة فقد أدى به تفكيره المنطقي إلى النتائج التالية والتي يلخصها المفكر "حسين مروه"تحت فقرة المبادئ الأساسية إلى :
1_نفي العلة الفاعلة عن الله"المحرك الأول"أي نفي كون الله مصدر الفعل المباشر للحركة أي حركة الوجود في العالم وهذا النفي قائم على مبدأ أن تحريك الله للعالم كعلة فاعلة تقتضي حصول مماسه بينه وبين العالم ليحصل التحريك لان العالم مادي جسمي في حين إن الله غير مادي غير جسمي فكيف يمكن التماس بينهما .
فإذا لم يكن الله مصدر الفعل المباشر للحركة أليس نفياً لله فبعد هذا القول هل يمكن القبول بوجود اله في فلسفة أرسطو
2_"الهيولى"المادة الأولى القابلة للوجود بالفعل مع أي صورة يمكن إن تتحد معها وتتجوهر بها كما تقول بها نظرية أرسطو هي موجودة بالقوة دائماً أي إن مادة ليست عدماً مطلقاً كما أنها ليست وجوداً مطلقاً بل ذات وجود أزلي ما هو الوجود الامكاني يستند أرسطو في هذا المبدأ إلى إن العدم المطلق نفياً لقابلية الوجود الفعلي فإن العدم لا يمكن إن ينتج وجوداً
فالمعنى المستخلص من هذا المبدأ هو إن أرسطو يقول بأزلية المادة وليست مخلوقة أو حادثة ومادام المادة موجودة وليست عدماً لان المادة إذا كانت عدما مطلقا فلا يمكن إن تخلق الحياة من العدم
3_مبدأ أزلية الحركة :إن نظرية أرسطو في المادة والصورة هي التي اقتضت إن يقول بمبدأ أزلية الحركة ففي نظره انه لايمكن وجود المادة والصورة دون وجود الحركة وبما إن المادة والصورة موجودة بالأزل فالحركة موجودة بالوجود الأزلي
فهذا المبدأ يعني إن الحركة مرافقة للمادة في وجودها فهي أزلية بالضرورة ومادامت أزلية فهي ليست حادثة "أي ليست مخلوقة "ومادامت غير مخلوقة فهذا إنكار لوجود الله
ويضيف "مروة" عند أرسطو المحرك الأول ليس خالقا أو مبدعا للحركة أي "الله"وهو ليس المحرك الأول إلا من حيث هو غاية كمالية لحركة المادة نحو الصورة فالله عند أرسطو إن وجد فليس الله العادي الديني بل هو العقل المحض وقد نشأت الفكرة عند أرسطو عندما عجز عن الاهتداء إلى المنشأ الواقعي للعلاقة بين العقلي المجرد و الحسي.
الله عند المسلمين :
إن مفهوم الله كما جاء به القرآن كان عاما ولم يحدد بشكل تام ولا توجد أحاديث ولم يرد عن الرسول انه حدد ماهية الله......لذلك بعد وفاة الرسول واشتعال الخلاف الذي كان كامنا ولم يظهر لأسباب تتعلق بشخصية الرسول القيادية بالإضافة لهالة التقديس المحاطة به ..لاتصاله بالله عن طريق الوحي ..فمنذ أن نشأ الخلاف بوفاته حتى أصبحت كل فرقة تفسر آيات القرآن وفق الشكل الذي يؤكد صحة زعمها وأحقيتها بالسلطة وكان موضوع ماهية الله جزأً من هذا الخلاف فقد استندت السلطة الأموية في تبرير حكمها الدموي واستبعاد علي بان شجعت الذين يقولون "إن الإنسان مسيَر وليس مخيَر"ليوحوا بان سلطتهم قدر من الله لطمس الوعي الثوري داخل المجتمع واستسلام الناس لقدرهم مستندين في ذلك على آيات القرآن.
*في العهد العباسي ونتيجة الازدهار الاقتصادي نشأت تيارات شتىَ من المعتزلة و أصحاب المذاهب والفلاسفة "كالكندي والفارابي"وقد تناوبت على السلطة تيارات فكرية عدة تبنتها الخلافة العباسية حيث كان للمعتزلة شأن كبير بل كانت فلسفة الدولة العباسية أو المذهب الرسمي للدولة وكان بالمقابل غيرهم من العلماء يتعرضون للقمع والاهانة "كأحمد بن حنبل" تركزت فكرة المعتزلة الذين يعتبرون بحق فلاسفة الإسلام الذين اعملوا العقل واخضعوا النص للعقل ولم يتمسكوا لحرفية النص.
فقالو :إن الله وبما أن النص القرآني يقول"ليس كمثله شيء"فهذا يعتبرأن الله بسيط في تكوينه وليس مركباً,فالله عندهم عالم بعلم هوهو قادر بقدرة هي هو حي بحياة هي هو .
بخلاف السلف الذين يعتبرون إن صفات الله هي كما وردت في القرآن الكريم لكن وبما أن الإنسان لا يستوعب سوى المألوف فأنه لا يستطيع تصور ذلك .أو بأن الله له صفات كما وردت لا تعرف شكلها
ويعتبر الفكر ألمعتزلي أو علم الكلام "العلم الذي اعتمد على العقل والذي يعني عند بعض الباحثين الغربيين الفلسفة الإسلامية إن كانت لديهم فلسفة
*أما الصوفيون الذين ابتعدوا عن واقعهم وأصبحوا يتأملون في الكون والعالم والخلق .نتيجة ظروف سياسية واجتماعية معنية فقد أصبح لديهم مذهب خاص بالعالم والخلق (كنظرية وحدة الوجود)عند ابن عربي ,فرغم إيمانه بالله نجد أن النظرة السائدة هي تكفير لابن عربي فحتى الآن كتبه ممنوعة وخاصة الفتوحات المكية ,وفصوص الحكم.
إما مضمون نظريته فهي إنكار العالم الظاهر وعدم الاعتراف بالوجود الحقيقي ألا لله فالخلق هم ظل للوجود والحق فلا موجود ألا الله فهو الوجود الحق.
فابن عربي يقر أنه ليس ثمة فرق بين ما هو خالق وما هو مخلوق ومن أقواله التي تدل على ذلك "سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها "
وبناءً على هذا التصور فليس ثمة خلق ولا موجود من عدم بل مجرد فيض وتجلٍ وهذه هي النظرية الأفلاطونية المحدَثة والتي تعتبر أمتداداً لنظرية أفلاطون وما دام الأمر كذلك فلا مجال للحديث عن علة وإنما يسير العالم وفق ضرورة مطلقة ويخضع لحتمية وجبرية صارمة .
وهذا العالم لا يتكلم فيه عن خير وشر ولا عن قضاء و قدر ولا عن حرية وإرادة ,ثم لا حساب ولا مسؤولية ,وثواب وعقاب بل الجميع في النعيم والفرق بين الجنة و النار إنما هو في المرتبة وليس في النوع.
ويترتب على ما سبق لابن عربي "في وحدة الوجود أيضا قوله بالجبر ونفي الحساب والثواب والعقاب ويترتب على ذلك وحدة الأديان فقد أكد على أن من يعبد الله ومن يعبد الأصنام والأحجار كلهم سواء وفي الحقيقة ما عبدوا إلا الله إذا ليس ثمة فرق بين خالق ومخلوق
*العصور الحديثة:
بداية عصر النهضة في أوروبا بدأت المدارس الفكرية بالنشوء والتبلور فكان الفلاسفة الأوربيون عصارة ما سبق من معرفة ,وكانت ألمانيا حاضنة الفكر الأوروبي فمنا خرج عباقرة الفلاسفة (هيغل وماركس) ورغم أن ماركس تأثر بهيغل وأعتبر من تلاميذه ألا أنه اعتبر فيما بعد "النقيض "لهيغل.فقد كان هيغل فيلسوف المثالية وماركس الفيلسوف المادي الاشهر....
*ماركس وانجلز:
كتب ماركس: يرى هيغل أن حركة الفكر هذه الحركة التي يستخلصها ويطلق عليها اسم الفكرة هي الاله "الخالق"الصانع .
أما ماركس يرى العكس:أن حركة الفكر ليست ألا انعكاساً لحركة المادة منقولة إلى دماغ الإنسان ومتحولة فيه.
(رأس المال,المجلد الأول): كتب انجلز عن شرحه لها (فلسفة ماركس المادية)"أنتي دوهرينغ "إن وحدة العالم ليست في كيانه بل في ماديته وهذه المادية قد أثبتها في تطور طويل وشاق للفلسفة وعلوم الطبيعة "
الحركة شكل وجود المادة لم يوجد قط ولا يمكن أن يوجد أبداً في أي مكان مادة بدون حركة ولا حركة بدون مادة ولكن أذا تساءلنا عن ماهية الفكر و المعرفة وعن مصدرهما نجد أنهما نتاج لدماغ إنساني وأن الأنسان نفسه هو نتاج لطبيعة الذي نما وتطور في محيط طبيعي معين ومع هذا المحيط وإذا ذاك يغدو من البداهة أن نتاج دماغ الأنسان هي أيضاً عند آخر تحليل نتاج للطبيعة ليست في تناقص بل في انسجام مع سائر الطبيعة
فلسفة هيغل:
لا يتردد هيغل في أن يسمى عقيدته"بالمثالية" وتحت هذا العنوان يصنفها مؤرخو الفلسفة من جانبهم دائماً .بمعنى أن الأشياء وتطورها بالنسبة لهم هي مجرد تجسيد لفكرة معينة إنها مجرد انعكاسات مجسدة للفكرة المطلقة التي كانت موجودة في مكان ما قبل نشوء العالم ويعد هذا المبدأ المصدر الأول لكل موجود إذ ينطوي على كل غنى وتجليات العالمين "الروحي والمادي" وما العالم المحيط به سوى كشف للفكرة المطلقة لذاتها اللامتناهية (وهي على حد تعبير هيغل حتى في الموسوعة بمثابة المبدأ الحقيقي لكل وجود طبيعي ولكل وجود روحاني أيضاً الذي يتكلم ويحيط بهذه الأشياء جميعاً هو في الأساس كل شيء )فالفكرة المطلقة هي المبدأ الذي يوحد كل ظواهر الطبيعة و المجتمع والإنسان إنها وحدة المفهوم والواقع.

فمنذ اكتشاف الأنسان النار في لحظة تاريخية نتيجة مصادفة ,بثت تلك النار الدفء في ثناياه ....فتخلص من البرد وأنارت ظلمة ليله ووحشة السواد ورهبة الليل وأعطت لطعامه نكهة أخرى وفي نفس الوقت أصبحت سلاحاً يبعد عنه الحيوانات المفترسة . والسؤال أليس من حق الأنسان البدائي بتفكيره المحدود و المفتقر للتجربة ,والقصر النسبي لعمره أن يعطي النار صفة "القداسة" ويعبدها وبالفعل فقد أعطيت تلك النار القدسية واستمرت إلى يومنا هذا فعند الزرادشتيين النار مقدسة ولهم معابد النار وحتى الآن في أفريقيا وأمريكا اللاتينية شعوب وقبائل تمارس طقوسها بالرقص حول النار .
فإذا كان عقل الإنسان هو الذي أنشأ الفكرة خلال ملايين السنين فهل يستطيع العقل أن يتخلص منها دفعة واحدة.باعتقادي أن التخلص من هذه الفكرة يستلزم أعمال العقل بتجرد وبدون خلفيات وقواعد مسبقة ننطلق منها.
وأعمال العقل في هذه المسألة يقود الأنسان بالضرورة إلى أعمال الفكر الفلسفي لتحليل الفكرة تحليلاً دقيقاً
ولكن هل يستطيع جميع الناس إعمال عقولهم فلسفياً؟
وهل يتقبل جميع الناس الفلسفة التي تقودهم بالضرورة إلى إنكار الفكرة؟
طبعاً الفكرة ترسخت و ترسخت بحيث أصبحت جزءً مهماً لا يتجزأ من وجود الأنسان وكيانه الفكري والإيماني الذي يصعب محوه واستلابه منه والدلائل على هذا الارتباط والتوحد كثيرة فالشخص منا يولد على دين أبويه ,فتزرع بذرة الدين في الأنسان دون إرادته .
حتى الذين لا يقتنعون يبقون على دينهم (فالمسلم والمسيحي والصابئة والهنود ومن جميع الطوائف من الدين الواحد يصعب الانتقال فيها من مكان إلى آخر ولا يغير من هذه القاعدة وجود أفراد يعتنقون بعض الأديان أخرى خلاف دينهم الذي ولدوا عليه .

User offline. Last seen 11 سنة 52 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/04/2005

الموضوع فلسفي وهنا قسم علم النفس والفرعان بعيدان عن بعضهما

كما تدعو الفلسفة غلم النفس هو الإبن العاق للفلسفة حيث أنفصلت العلوم النفسية

عن الفلسفة منذ القرن الثامن عشر ولم تعد تأخذ بنظرياتها حيث أتخذ علماء النفس

المنحى العلمي والماحظة والتجربة في نظرياتهم ....فقط للتوضيح