نبذة عن حياة الشيخ محمد عيسى الشيخ محمود سيدا ..........

11 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 13 سنة 33 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 02/04/2007

ولد الشيخ محمد عيسى سيدا في قرية قره كوه من قضاء ( vaarto ) التابعة لولاية موش عام1924م ، والده الشيخ محمود القره كوي ووالدته الداغستانية الأصل من قرية زرنكي .
اعتقل مع والدته من قبل الجندرمة التركية وعمره سنتان وكان ذلك بعد اندلاع ثورة الشيخ سعيد بيران
اثر محاولة اعتقال والده الشيخ محمود واختفائه عن الأنظار أطلق سراحه مع والدته بواسطة ضابط داغستاني كان له علاقة قرابة مع والدته ، وبعد فترة قصيرة من إطلاق سراحهم هاجرت أسرته إلى ولاية ماردين حيث أقامت في قراها لمدة ست سنوات وفي حوالي عام 1931 م
نزلت الأسرة إلى بنختى واستقرت في قرية ( تل أيلول ) ناحية الدرباسية محافظة الحسكة0
بدأ الشعور القومي لديه بالنمو اثر وصول دفعات من بقايا رجالات ثورة الشيخ سعيد بيران حيث كانوا يروون بشاعة التنكيل والظلم الذي كان يتعرض له الأكراد في ظل النظام الأتاتوركي.
تعلم القراءة والكتابة باللغة الكردية وهو بعد طفلا ,في مرحلة شبابه الأولى احتك بالشخصيات الوطنية الكردية المختلفة من أمثال : جلادت بدرخان بك وملا حسن كرد وعبد الرحمن علي يونس الذي قاد ثورة ساسون
وفي السابعة عشرة من عمره انتسب إلى جمعية خويبون الكردية , التقى بالمناضل أوصمان صبري واستفاد من خبرته السياسية والنضالية ، حيث كان يكبره بعشرين سنة وراح يبحث معه في كيفية نيل الحقوق المشروعة للشعب الكردي وتواصلا لفكرة إنشاء حزب سياسي كردي في سوريا , ولأنه كان ينتمي إلى أسرة نقشبندية فقد زاول نشاطه الديني ، وبنى مدرسة دينية في قرية ( كركوند ) وبذلك ازداد تأثيره ونفوذه بين قطاعات كبيرة من الأكراد واستطاع أن يخرج دفعات من الطلبة مشبعة بالروح القومية النضالية .
في أثناء العدوان الثلاثي على مصر وفي عام1956م كان متواجدا هناك ليلتقي مع أبناء الأسرة البدرخانية في مصر للتباحث معهم حول تأسيس تنظيم كردي في سوريا .
وفي عام 1957م تم تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا وكان له الدور البارز والأكبر في ذلك ، حين سخر امكانياته المادية الكبيرة وتأثيره اللامتناهي على قطاعات واسعة من أجل ذلك ، وفي عام 1958م أوفد في أول مهمة خارجية هامة إلى العراق للقاء الزعيم الكردي العائد في ذلك الوقت من الاتحاد السوفيتي الملا مصطفى البرزاني وللتباحث مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي حول الأمور التي تهم الحركة الكردية ، فنشأت علاقة حميمة بين الزعيمين نظرا"لتشابه مواقفهما في الكثير من الأمور الدينية والوطنية .
وفي عام 1961م عين مرشحا"للانتخابات النيابية مع الدكتور نور الدين ظاظا من قبل البارتي وفي عام 1963م واثر ظهور بوادر الانشقاق في الحزب تقدم باستقالته من الحزب0
وفي أواخر العام نفسه حكم بالسجن لمدة سنتين فانتقل إلى لبنان وبقي هناك سنتين قبل أن يعود إلى سورية على اثر صدور العفو العام0
وفي عام 1970م وبعد صدور بيان الحادي عشر من آذار سافر إلى كردستان العراق بناء" على دعوة البرزاني له وهناك قام بدور فعال لتوحيد قواعد الحزب بجناحه وانتخب عضوا"في اللجنة المركزية للقيادة المرحلية للبارتي .
وفي عام 1973م وخلال انعقاد المؤتمر الحزبي الأول تقدم بطلب استقالته من البارتي فرفض طلبه وعين عضوا" فخريا" في البارتي مدى حياته 0
انقطعت نشاطاته السياسية وتركزت جهوده على النواحي العلمية وخاصة الدينية منها0 أيد ودعم حركة التحرر الوطني في كردستان الشمالي بقيادة pkk خلال الثمانينات والتسعينات من نهاية هذا القرن0
توفي رحمه الله في31 / 5 / 2001 م بمدينة الحسكة اثر مرض أقعده الفراش لمدة سنة تقريبا "ودفن بجواروالده الشيخ محمود القره كوي بمقبرة مولانا خالد في مدينة دمشق0
رحم الله الشيخ الجليل وجزاه الله عن أمته وأهله كل الخير ، رحل بجسده لكن خلد بفكره ومبادئه الناصعة التي ستكون يوما منارة يهتدي بها طلاب الخير من بني جلدته .

مشترك منذ تاريخ: 12/09/2006

سباس رحو
معلومات كتير رائع

ذكريات الزمن القادم...

User offline. Last seen 13 سنة 33 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 02/04/2007

أهلا عمار1,

عيوني

وسباس على المرور

:wink:

User offline. Last seen 13 سنة 32 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 12/02/2008

شكرا لك أخي الكريم على الموضوع ..

مقالة ممتازة حبذا لو تمت الاستفاضة في دور هذا الشيخ المناضل الذي حاول أنصاف

الرجال والمتطفلون على التاريخ طمس فضله. إن الأقزام يخشون من الوقوف بجانب

القامات الطوال لذلك تضافرت جهودهم لحجبه عن الظهور لكن غيوم الصيف مهما

اجتمعت فإنها لن تستطيع أن تحجب نور الشمس

مشترك منذ تاريخ: 08/08/2010

تحية طيبة للقائمين على هذا الموقع ولكاتب هذه المقالة الثمينة، ويرحم الله الشيخ محمد عيسى، عرفته في سنيه الأخيرة والتقيته مرات في دمشق وربطتني بأولاده وأحفاده صداقات طويلة، وأفدت من الشيخ وتجربته الفذة وملاحظاته وذكرياته الشيء الكثير، وكانت لشخصيته خصوصية تجعلني حريصا على اغتنام كل فرصة اجتماع به متى سنحت، وبحكم اهتمامي بالشريعة الإسلامية فقد كانت معظم أسئلتي تصب في هذا الجانب وكنت أسأله السؤال فأرى في استطراده عنه من الفوائد ما لم يكن في الحسبان، وهي كما قلت خصوصية اكتسبها ليس من موقع والده ومكانته بين علماء عصره فحسب، بل من حياته الحافلة بالأحداث الجسام التي جعلت منه مثال الصلابة والنفوذ، والتفرد والشموخ والسماحة والنقاء وقد أحببت أن تكون مشاركتي هنا عن قصة اعتقاله وهو في الثانية من العمر مع أمه كما رواها لي قال: دخل الكماليون قريتنا ولم يكن فيها إلا النساء والأطفال فجمعوهم في ساحة القرية ثم جاءوا بعربات تجرها الثيران والبقر وحملونا عليها فكان ذلك أقدم مشهد رسخ في ذاكرتي في هذه الدنيا: ثيران هائجة وجنود مائجة و أطفال تصرخ ونساء تستغيث وأينما ألقيت نظرك رأيت امرأة ملقاة على الأرض يركلها المعتدي ويضربها بسوطه أو يصفع أولادها طالبا منهم المسارعة في ركوب العربة

مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

و أحلى تحية لك أخي زهير
و أهلا بك في منتداك و بيتك
و شكرا لك على ما جاد به قلمك من كلمات فيها من الأسى و عذابات السنين ما فيها
كل التقدير و نتمنى منك المزيد

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع

مشترك منذ تاريخ: 08/08/2010

شكرا لك أستاذ عماد على ترحيبك الدافئ، وكلماتك الطيبة، ورمضان مبارك للجميع: أحببت أن أروي لكم هنا نادرة من طرائف المرحوم الشيخ محمد عيسى سيدا رحمه الله، وهو أنه دعاني مرة لتناول الغداء مع صديق لي، في إحدى مطاعم عين الفيجة في غوطة دمشق، وبينما كنا نصغي للشيخ وهو يحدثنا عن ذكريات طفولته وشبابه، كان بين الفينة والأخرى يترك الحديث ويلقي السمع كأنه يستمع لصوت بعيد في السماء، وكان يرفق ذلك بابتسامته المعهودة والتي سرعان ما تتحول إلى ضحكة تذرف معها دموعه، ولما تكرر منه ذلك وآنس منا تساؤلا عن تصرفه الغريب هذا راح يقول: أنا منذ ساعة أحاول أن ألتقط صوت الطبل في السماء ولكني حتى الآن لم اتمكن من التقاط الصوت، فقلت له: عن أي طبل تتحدثون يا مولانا فقال: هل ترى أني (ملا) فقلت له أي نعم، فقال لي: أولست أنا صاحب الدعوة اليوم والذي ستأكلون على حسابه: فقلت له بلى، فقال ألا تدري أن (الملا) إذا أولم وليمة بعث الله ملكا من ملائكته، ومعه أكبر ما يكون طبلا، يقرع به في السماء مناديا (مُلا فلان أولم وليمة فسبحان الله وبحمده) فكانت طرفة لا أزال أرويها لأصدقائي منذ عشرين عاما

مشترك منذ تاريخ: 08/08/2010

تحية طيبة مجددا: اعود لهذه الصفحة الأثيرة على قلبي  والتي تعني لي الكثير، تعني لي الصدق والشفافية والرجولة والشوق إلى الحرية والجمال وتنفس الصعداء والخروج من عالم مقيت، كلما ازداد مدنية ازداد ضبابية وجبنا وتفككا. عرفت الشيخ محمد عيسى رحمه الله وأنا في الثلاثين من عمري، ولم أكن بعد قد خبرت الحياة بكل وجوهها التي أعرفها اليوم، بل صراحة لم تكن الحياة نفسها قد وصلت إلى هذه الدرجة من الصفاقة. واليوم سأحدثكم عن أهم ما يميز الشيخ محمد عيسى، وهذا يقتضي تمهيدا قصيرا أضع به النقاط على الحروف. سبق وأن قلت أن الذي كان يهمني من لقاءاتي بالشيخ محمد عيسى هو م ثقافته الخاصة والمتعلقة بالإسلام وشعوبه، والمتحدثون في هذا المضمار أنواع يصدق فيهم قول الله تعالى (وفوق كل ذي علم عليم) وعامة المسلمين يعرفون الخطباء، والمفتين، والوعاظ والمربين والأئمة والقضاة، وقلة منهم يعرفون العارفين، ويختلف العارف عن المربي يأن الأول ليس له أتباع ومريدون وإنما يمتلك تجربة معمقة، وعلما واسعا متينا، وثباتا يمن الله به عليه، وتكون صلته بعامة الناس صلة رحمة وشفقة، وصلته بمن هم دونه من العلماء صلة ناصح ونذير، كما قال ابن سينا في مقالته المشهورة (العارف هش يش بسام .... إلخ) وهكذا فإن التجربة التي أفدتها من الشيخ لا تقرأ في كتاب وليس في ذكرها هنا ما ينفع، لأن مثل هذه التجارب تنفع في مكان وزمان معينين، بقدر ما تضر في مكان وزمان آخرين. هي أشبه بالخطط التي يضعها قادة الحروب، تنفع مرة ولا تنفع في كل مرة، ولكن المرة التي تنفع فيها يترتب عليها تغير مجرى الأحداث إلى الأبد. 

مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

و مرة أخرى أجدني تقودني فطرتي التي تلتمس الراقي و النفيس من القول و العبر
و أعود إلى مذكرات استاذنا الفاضل زهير ظاظا
حقا و كما أسلفت ..
فلكل تجربة زمان و مكان معينين و لا يعيد التاريخ نفسه
و إننا إذ نحاول تذكر ما فات نشعر بها كالنسيم تداعب حواسنا
يا الله ما أجمل صحبة الأخيار و العلماء
فجل كلامهم عبر حتى لو كان فكاهيا

أنا كلي أذن صاغية لما تسرده هنا في هذه الصفحة التي ربطت بينك و بين كوليلك
أستاذنا الفاضل
فدمت و دام روحك و قلمك
و دامت لنا ذكرياتك

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع

مشترك منذ تاريخ: 08/08/2010

كل الشكر لك أستاذ عماد على حفاتك الكريمة هذه وكل عام وأنتم بخير، إدارة وأعضاء وقراء  وأخص بالذكر السيد ديلاور  (حفيد الشيخ محمد عيسى)حيث تلقيت منه رسالة طيبة وعدته في الرد عليها  أن أروي له هذه النادرة عن عمة الشيخ محمد عبسى (حرم ملا عبد العزيز المشكاني) وأخت الشيخ محمود سيدا ولم يقدر لي أن أرى وجهها إلا في الصورة مع أني رأيتها ومشيت برفقتها في الطريق مئات المرات، وكانت قبل أن يقترن بها ملا عبد العزيز زوجة أحد شيوخه الذين نفذ فيهم حكم الإعدام أيام مصطفى أتاتورك وكان ملا عبد العزيز قد اعتقل معه يوم اعتقاله ففر من السجن بعيد إعدام الشيخ، وفيما بعد خطب زوجة شيخه وتزوجها وهي تكبره بنحو سبع سنوات، وولدت له ولدا واحدا في العشرينات من القرن الماضي، ولم تنجب له غير هذا الولد، ولكن المنية سرعان ما فجعتها به وهو في عامه الثالث، وبعد وفاة ملا عبد العزيز بعامين توفيت زوجته هذه وكان قد مضى على وفاة وحيدها زهاء 55 سنة فلما وضعوها على المغتسل لتغسيلها وقامت المكلفة بتغسيلها بتجريدها من ثيابها وجدت قماطا ملفوفا على خصرها، فلما فكت القماط إذا تحته طاقية ولدها مربوطة على بطنها الشريف منذ فارق الحياة، فلما فرغوا من تغسيلها أمر صديقنا عمر ابن ملا عبد العزيز أن تعاد الطاقية إلى مكانها ويلف عليها ذات القماط وكانت قصة تكاد تنخلع لروايتها القلوب
 

مشترك منذ تاريخ: 08/08/2010

تحية طيبة مجددا أصدقائي الكرام: أردت هنا أن أروي لكم هذه الواقعة التي سبق أن نشرتها في ديواني (ضياء نامه) شعرا، وهي قصة جرت أمثالها وربما أشنع منها مئات المرات في كل بقعة من بقاع كردستان، والقصة سمعتها من شيخي ملا عبد العزيز مرارا وكنت قد سالته عن سبب إدمانه الإطراق، وما الذي يشغل باله عندما يكون في تلك الحالة التي لا يفتأ يعود إليها كلما وجد فسحة من فراغ ؟ فقال لي: أنا لا أفكر ولا يشغل بالي إلا واقعة حدثت لنا قبل أكثر من ثمانين عاما لما اجتاحت القوات الروسية مدينة اسعرد ودخلت قريتنا مشكان وكنت في حضن عمتي تلاعبني تحت شجرة جوز هناك وما هي غير ان رأيت عمي يطير به حصانه كالسهم، وبأسرع من لمح البصر خطفني من حضن عمتي وهو راكب على الحصان ومضى بي وعمتي تركض خلفنا وتستغيث أن يحملها معه وتصرخ (أخت الولد وتركت البنت ؟!) فكانت هذه القصة أقدم ذكرى أتذكرها في حياتي، وكانت صرخات عمتي آخر عهدي بها في الحياة وبقينا نتحسس أخبارها سنوات ثم انقطع الأمل من استرجاعها ولم ينقطع صوتها من سمعي وأنا منذ ذلك اليوم لابد في لي كل يوم من أن أتذكرها وأنقطع عن الدنيا لمناجاتها

مشترك منذ تاريخ: 08/08/2010

ذكرتني هذه القصة بحادثة يحسن ذكرها هنا وربما يعود تاريخها إلى نفس تاريخ قصة عمة ملا عبد العزيز، التي رويتها آنفا، والقصة تتعلق بوالد الأستاذ محمد سليم الأيوبي البوطي، وقد روى لنا قصته ملا عبد العزيز وكان لما دخل الروس بوطان =جزيرة ابن عمر= قد هرب هو وأخته وهما دون العاشرة من العمر  فاعترضهما أثناء هروبهما نهر دجلة ثم بعد برهة مضت لمحا رجلا يسبح في دجلة هاربا من الروس أيضا فتوسلا له أن ينقلهما إلى ضفة النهر الأخرى فبدأ بالولد فنقله ولما عاد يريد نقل البنت لمح تقدم الروس فخاف على نفسه وطلب من البنت أن تختبئ بين الشجر واتخذ سبيله في النهر هربا، وبقي الولد وأخته يتبادلان البكاء والحذر حتى غلبهما النوم فلما استيقظ الولد في صباح اليوم التالي لم يجد حسا يذكر لأخته وراح يصرخ ساعات بلا جدوى حتى انقطع أمله من العثور عليها وراح هائما على وجهه في (عين ديوار) فلما شاع خبره عرفه صديق قديم لأبيه هو والد ملا عبد الجليل البوطي فنشأ في كنفه حتى بلغ سن الرشد، واستقر أخيرا في دمشق، وقد عرفت أبناءه وأحفاده واتخذت منهم أصدقاء أذكر منهم هنا صديقي الأستاذ محيي الدين الأيوبي